تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعات لاستعراض استراتيجية الإعلام المصري في ظل التطورات الإقليمية والدولية، ومتابعة المشروعات الاستراتيجية لوزارة الكهرباء، والمشروعات المستقبلية لوزارة الزراعة، واستقبل كلا من وزير الخارجية الفرنسي، ووزير الخارجية الصيني، ومستشار العاهل الأردني.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وأسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، أكد الرئيس خلاله أهمية دور الإعلام في تشكيل وعي المواطن في ظل التطورات والمستجدات على الصعيدين الوطني والدولي، وفي عرض كافة الآراء والاتجاهات والاطلاع على الرأي والرأي الآخر، فضلاً عن ترسيخ القيم والثوابت المجتمعية، ومكافحة الفكر المتطرف، موجها في هذا الإطار بقيام وزارة الدولة للإعلام بالعمل على تعزيز تلك الرسائل، من خلال صياغة السياسات الإعلامية ذات الصلة، وتحقيق التنسيق والتناغم داخل المنظومة الإعلامية، بما فيها الهيئات والمؤسسات الوطنية المنظمة للصحافة والإعلام في مصر.
كما وجه الرئيس بتدعيم مفهوم الإعلام المحترف في مصر في إطار منضبط، لمواكبة التطور الكبير الذي طرأ على مجال الإعلام في العالم، وليكون قادرا على درء مخاطر انتشار الشائعات والتفاعل السريع مع وتيرة الأحداث الإقليمية المتصاعدة في المنطقة، مع الالتزام بتطبيق المعايير المهنية الإعلامية، والتركيز على شريحة الشباب والأجيال الناشئة بما يساهم في جهود الدولة لبناء الشخصية والإنسان المصري.
وعرض أسامة هيكل استراتيجية الإعلام المصري في ظل التطورات الإقليمية والدولية، متضمنةً المحاور والخطوات على المديين القريب والبعيد،وذلك في إطار سياسة إعلامية تهدف إلى تحقيق مزيد من الانفتاح على كافة القوى والأطياف السياسية، فضلاً عن تعظيم تأثير الإعلام المصري محليا وإقليميا، ونقل الصورة الواقعية لمصر وتاريخها وحضارتها ورفع حالة الوعي المجتمعي، بالإضافة إلى التوعية بأهم المشروعات القومية والتنموية التي تشهدها مصر حاليا.
واستقبل الرئيس السيسي جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا، الذي نقل إلى الرئيس تحيات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، مؤكدا اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر، باعتبارها إحدى ركائز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والحرص على دعم تلك العلاقات، الآخذة في التطور والنمو، على نحو يضمن تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين وتطويرها على مختلف الأصعدة.
وأشاد الرئيس السيسي بالمستوى الحالي المتميز للعلاقات الثنائية الاستراتيجية التي تجمع البلدين، مؤكدا ما توليه مصر من أهمية لدفع تلك العلاقات الوثيقة مع الجانب الفرنسي خلال المرحلة المقبلة، من خلال تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات ومواصلة التنسيق في شتى الملفات ذات الاهتمام المتبادل، أخذا في الاعتبار مكانة فرنسا على الساحتين الأوروبية والدولية.
وشهد اللقاء بحث عدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، وسبل تعزيز الشراكة بين البلدين، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتنموي، بالنظر إلى المشروعات التنموية الكبرى الجاري إنشائها في كافة أرجاء الجمهورية، مما يوفر فرصا واعدة ومتعددة لتعظيم الاستثمارات الفرنسية في مصر.
وتطرق اللقاء إلى مناقشة التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تبادل الرؤي بشأن التطورات الأخيرة للأوضاع في الخليج، وتأكيد أهمية استمرار التنسيق المتبادل لاحتواء الأوضاع والحفاظ على أمن وسلامة الخليج.
أما عن الملف الليبي؛ فقد تم التوافق بشأن تضافر الجهود المشتركة بين مصر وفرنسا سعيا لتسوية الأوضاع في ليبيا، وذلك في إطار تسوية سياسية شاملة تتضمن تناول كافة جوانب القضية الليبية وتدعم مؤسسات الدولة وجيشها الوطني لمكافحة الإرهاب والمليشيات المسلحة، سعيا نحو تحقيق الأمن والاستقرار وتلبية تطلعات الشعب الليبي في مستقبل أفضل من خلال تفعيل إرادته والحفاظ على موارد الدولة والتوزيع العادل لثرواتها، بالإضافة على الحد من التدخلات الخارجية وتداعياتها السلبية.
واستقبل الرئيس السيسي وانج يي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الصيني، حيث أشاد بما يربط البلدين والشعبين المصري والصيني من علاقات صداقة تاريخية وممتدة، مع تأكيد حرص مصر على تطوير التعاون الثنائي المشترك على مختلف الأصعدة في إطار "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" التي تجمع بين البلدين.
وتناول اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وأشار الرئيس إلى تكامل المبادرة الصينية "الحزام والطريق" مع جهود مصر التنموية، خاصةً تلك المتعلقة بتنمية محور قناة السويس، وكذا تطوير البنية الأساسية بالدولة، لا سيما في مجالات الطرق والموانئ البحرية والطاقة.
كما أعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصر، فضلاً عن تشجيع الشركات الصينية على تعظيم استثماراتها في مصر، لا سيما في إطار ما تحظى به الشركات الصينية من دعم من قبل الدولة المصرية.
وأكد وزير الخارجية الصيني أن مصر تعد سوقا واعدا للاستثمارات والشركات الصينية، ومن ثم تعكف الصين على دراسة سبل الارتقاء بالتبادل التجاري بين البلدين، خاصةً في مجالات توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى بالنسبة لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث ثمن المسئول الصيني في هذا الإطار الدور المصري الرائد في صون السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، خاصةً من خلال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أو عن طريق الجهود المصرية الفاعلة في تحقيق التسوية السياسية لمختلف الأزمات في محيطها الإقليمي.
وتم التطرق في هذا السياق إلى تطورات الأوضاع بالخليج؛ وتأكيد أهمية استمرار التنسيق المتبادل لاحتواء الأوضاع بالمنطقة وعدم التصعيد والحفاظ على أمن وسلامة الخليج.
وفيما يتعلق بالقضية الليبية؛ أكد الرئيس السيسي حرص مصر على وحدة واستقرار ليبيا، وأهمية العمل على حلحلة الموقف الداخلي الليبي الراهن، وكذا وضع حد لحجم التدخلات الدولية غير المشروعة، وتم التوافق في هذا الصدد على ما يمثله التصعيد الأخير في ليبيا من خطورة على أمن وسلم المنطقة بأسرها، الأمر الذي يتطلب دعم كافة الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا.
واستقبل الرئيس السيسي بشر الخصاونة، مستشار العاهل الأردني، حيث طلب الرئيس نقل تحياته للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، مشيدا بما تتمتع به مصر والأردن من روابط تاريخية وطيدة وعلاقات أخوية على المستويين الرسمي والشعبي، ومعربا عن التطلع لمواصلة التنسيق القائم بين البلدين على مختلف المستويات، لاسيما في ظل تعاظم التحديات التي تواجهها المنطقة.
من جانبه؛ سلم بشر رسالة خطية من شقيقه العاهل الأردني، تضمنت الحرص على استمرار التنسيق والتشاور المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا، وكذلك تطوير آفاق التعاون الثنائي، وذلك في ظل ما يجمع البلدين من علاقات وروابط قوية على جميع المستويات، وفى ضوء أهمية ومحورية الدور المصري بالمنطقة، بما يساهم في مواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها الأمة العربية.
وتناول اللقاء استعراض أوجه العلاقات الثنائية المشتركة، حيث تم تأكيد أهمية استمرار العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقي إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية، لا سيما في ظل التطورات الأخيرة المتصلة بمنطقة الخليج والقضية الليبية، حيث تم التوافق حول أهمية استمرار التنسيق المتبادل وتضافر الجهود المشتركة لتهدئة الأوضاع بالمنطقة حفاظا أمن وسلامة الخليج، فضلاً عن تأكيد مبدأ التسوية السياسية الشاملة للنزاعات والقضايا في المنطقة، بما فيها القضية الليبية.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تناول متابعة سير المشروعات الاستراتيجية التابعة لوزارة الكهرباء على مستوى الجمهورية، وكذلك آخر مستجدات تطوير الشبكة القومية بما في ذلك شبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم، فضلا عن استعراض الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، ومشروعات الربط الكهربائي الإقليمي.
ووجه الرئيس بالمضي قدما في تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، لا سيما في ضوء ما تحققه من مصالح متبادلة في دفع جهود التنمية وحسن إدارة الطاقة الكهربائية لتعظيم الاستفادة منها على مدار العام سواء بالاستهلاك المحلى أو التصدير فيما بين الدول التي تتصل بشبكات الربط.
وفيما يتعلق بمشروعات وزارة الكهرباء على المستوى الوطني؛ وجه الرئيس باستكمال جهود الارتقاء بمنظومة الكهرباء في مصر وتطوير بنيتها التحتية، في إطار خطة الإحلال والتجديد الشاملة التي تنتهجها الدولة لمنظومة توليد الكهرباء على مستوى الجمهورية، لما لذلك من مردود خدمي واستثماري حالي ومستقبلي في قطاع الكهرباء يضمن توفير الطاقة لكافة القطاعات والأجيال القادمة، ودعماً لجهود الدولة في تحقيق التنمية في أرجاء الجمهورية.
وتطرق وزير الكهرباء إلى خطة التوسع في تركيب العدادات الذكية ومسبقة الدفع، وذلك في إطار حرص الوزارة على تطوير آلية التحصيل بما يمكنها من مواصلة جهود ميكنة وتحسين خدمة توفير الكهرباء للمواطنين ومكافحة سرقات التيار الكهربائي.
كما عرض الدكتور محمد شاكر الموقف التنفيذي الراهن لأعمال البنية التحتية الكهربائية الخاصة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومد خطوط الكهرباء، وأنفاق كابلات الضغط فائقة الجهد الكهربائي بالعاصمة.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تناول استعراض مجمل المشروعات الحالية والمستقبلية لوزارة الزراعة في مختلف القطاعات، وكذا أهم التحديات القائمة وكيفية التغلب عليها.
ووجه الرئيس السيسي خلال الاجتماع ببلورة نهج متكامل يحقق نهضة زراعية وطنية من خلال تطوير مؤسسي شامل للقطاعات والإدارات بالوزارة، بما في ذلك عملية تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، مع دعم المشروعات الناجحة ذات الإنتاج والعائد المتميز.
كما وجه بتطوير دور الجمعيات الزراعية المنتشرة على مستوى الجمهورية فيما يخص الارتقاء بمستوى الخدمات الزراعية التي تقدمها للمزارعين وحل مشاكلهم.
على جانب آخر؛ وجه الرئيس السيسسي بالعمل على استيفاء المشروعات الزراعية المخطط تنفيذها لكافة الجوانب قبل الشروع الفعلي في إقامتها، وفي مقدمتها إعداد الدراسات متكاملة الأركان وفق مخطط وهيكل زمني واضح، لضمان استدامة نجاح تلك المشروعات، وبما يتفق والأهداف العامة للدولة، مع الاستعانة بدراسة التجارب الدولية الناجحة في هذا الصدد والاستفادة منها.
ووجه الرئيس كذلك بالعمل على تطوير وتطهير البحيرات في مصر، على غرار نموذج بحيرة المنزلة وما شهدته من تطوير، بهدف تعظيم عائد إنتاج الثروة السمكية من تلك البحيرات، سواء من حيث الكم والنوعية ومراعاة الجودة البيئية.