الخبير الإعلامي أحمد كمال أبوبكر يكتب: مبادرة حضارية تاريخية للوحدة الوطنية في سلطنة عُمان.. رسائل طمأنة إيجابية مهمة من واحة السلام والاستقرار الإقليمي والدولي
عند الخطوب تنجلي وتتجلي معادن شعوب رجالها من ذهب. وبينما يتابع العالم كله باهتمام ما تشهده سلطنة عمان ، فإنه يرنو أيضا بالتقدير لأهلنا في السلطنة .
لقد صار مؤكدا أن التاريخ سيوثق لهم أنهم حققوا معجزة حضارية تجسدت في ادارة سياسية وإعلامية بالغة الرقي والتحضر، لتبعات أزمة موقف عصيب، فاجتازوا بسلام وبسرعة ساعات محنة قاسية ، واختصروا اياما طويلة في دقائق وسجلوا استحقاقا تاريخيا وطنيا مشهودا.
فلقد توحدت اراداتهم ، وتساموا فوق الفجيعة ،وتجلت عبقرية المكان والزمان وشعب عريق ، استوعب بسرعة صدمة رحيل السلطان قابوس .
صحيح بكت القلوب قبل العيون بعد أن اعتصرها الألم ،لكن العقول استعادت رباطة الجأش ،وتمت بهدوء وسلاسة خطوات كبيرة تهدف لاستكمال المسيرة ، في ظل انتقال حكيم للمسئولية ، فتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم ، في ظل اجماع تام لا نظير له علي تزكيته،ليتقدم الصفوف ، باعتباره شخصية قيادية ذات تاريخ حافل ،تمتلك كل مقومات قيادة وطن عريق .
نتيجة لذلك وجه الشعب العماني الشقيق وكعادته رسائل طمأنة ايجابية عديدة الي كل شعوب وحكومات العالم .
فحواها أن السلطنة ستظل واحة سلام واستقرار ،وستواصل مسيرة الراحل الكريم ،في الدعوة الي السلام العالمي ،مع العمل علي بذل أقصى الجهود لدعم كل المحاولات الرامية إلى احلاله وصونه، وتحقيق الاستقرار الاقليمى.
لقد عاش جلالة السلطان قابوس عمره لا من أجل عمان وحدها ، إنما من أجل أن تسود قيم المحبة والإنسانية والوئام في ربوع العالم . واليوم وبعد تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم ، انطلقت من مسقط رسالة جديدة تؤكد أن المستقبل سيشهد استمرارا للأدوار التاريخية والمبادرات الاستراتيجية العمانية الفعالة ،علي كافة الأصعدة الخليجية والعربية والدولية، لاسيما وان السلطنة شهدت مبادرة حضارية تاريخية ضربت اروع الأمثلة للوحدة الوطنية بأجل معانيها.
وهكذا يلقن العمانيون العالم دوما دروسا جديدة.