رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاده.. لماذا نصح الروس جمال عبد الناصر باقتناء "عصفور"؟

15-1-2020 | 20:56


عشق الروس الزعيم جمال عبد الناصر، ليس فقط كزعيم وأنما كحدث تاريخي، فقد رأوا أنه جاء في الوقت الذي تحتاجه مصر والوطن العربي وإفريقيا، زعيم قادر على قيادة النضال ضد الاستعمار والإقطاع والنظام الملكي الذي كان على مصر أن تتطهر منه، ولا أبلغ من عشق السوفييت لعبد الناصر غير شارع يمتد من العاصمة الروسية وكأنه  بلا نهاية، على جانبيه الأشجار يحمل اسم جمال عبد الناصر، ورغم التحولات الأخيرة في روسيا والتي غيرت أسماء الشوارع إلا أن اليد التي عصفت بتلك الشوارع لم تقترب من الشارع المصري في روسيا ولذي يحمل اسم ناصر.

 

عبد الناصر والعصفور

احتار الروس في شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، فقد نقلت تقاريرهم عن الرجل بأنه لا يهوى أبدا السلطة وكل همه كان تحرير ونهضة بلاده وإزالة آثار الإستعمار من الوطن العربي وإفريقيا، وزادت التقارير أن هناك حراسة بسيطة تحميه، أما منزله فلا توجد به أي وسائل للحماية أو الإنذار من الأخطار، فقد أكد رجل المخابرات الروسي "فادير كيم بتشنكو" الذي عمل بمصر لمدة عشر سنوات، أنه تلقى اتصالا من المخابرات المصرية لبحث تأمين الرئيس جمال، فحضر مسئولان كبيران من المخابرات السوفيتية دعاهما الرئيس مع بتشنكو لتناول الغداء بمنزله، واكتشفا أثناء الحديث أنه لا توجد أي إجراءات أمنية لحماية الرئيس وأسرته، فالطاهي هو الذي يشتري بنفسه الخضروات والفواكه من سوق قريب ويشتري الخبز من مخبز مواجه للمنزل، وكل تلك المواد تدخل البيت بلا رقابة تكشف وجود سموم أو إشعاع فيها، وطلب المقربون من الرئيس إمدادهم بجهاز كشف السموم والإشعاع، وتفاجأ الجانب المصري بأنه سيتم جلب الجهاز ويستلزم معه وضع عصفور في كل حجرة وقطاع في البيت، فإن مات العصفور في قفصه فإن المكان لا يصلح لأن يقيم فيه الإنسان، واستبعدت الفكرة وطلب الجانب المصري إيجاد وسيلة أخرى غير وسيلة العصفور.

 

الرئيس الفقير

كانت الزيارة الأولى للرئيس جمال عبد الناصر للسوفييت في أبريل 1958، وقد وجه نيكيتا خروتشوف قائد الإتحاد السوفيتي سؤلا: كيف تقضي أوقات فراغك؟ فأجاب الرئيس ناصر: في ساعات الفراغ القليلة أمارس التصوير السينمائي، وامتد الحوار ليخبره خروتشوف أن التصوير الملون أفضل من الأبيض والأسود، وحينئد نطق الرئيس جمال بعفوية شديدة : لكن التصوير الملون غالي عليّ !! وهنا اتضحت الصورة أكثر عن رئيس مصر الذي يعيش كأحد أبنائها البسطاء، وينفق من راتبه البسيط على أسرته وهواياته الشخصية.

 

زيارة من أجل التسليح

اعترف السوفييت أو الروس بأن حبهم للرئيس عبد الناصر من خلال تقارير المخابرات السوفيتية ومن خلال لقاءاتهم به أنهم أعطوا لمصر خلال عشر سنوات من علاقتهم به أكثر مما أعطوه للصين في ربع قرن، وزار الرئيس جمال عبد الناصر روسيا في أغسطس عام 1958 من أجل تحديث نظم التسليح في مصر، وخلال تلك الزيارة رافقه أنور السادات وزكريا محيي الدين وكان بصحبتهما حسن صبري الخولي ممثل الرئيس، واستقبل الرئيس استقبالا حافلا في مطار موسكو، وطاف في سيارة مكشوفة مع ليونيد بريجنيف في الشارع الذي يحمل اسم جمال عبد الناصر، وقد اصطف الشعب السوفييتي على جانبي الطريق لرؤية وتحية الزعيم جمال عبد الناصر.. وفي ذكرى ميلاده التي تحل اليوم تنشر الهلال اليوم عدة صور نادرة للرئيس جمال في روسيا أغسطس عام 1965.