انطلاق منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة.. خبراء: منصة سياسية واقتصادية لتعزيز التعاون والتصدي للأطماع الإقليمية واستقرار سوق الغاز.. ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتداول الطاقة
منصة دولية جديدة لدول شرق المتوسط
انطلقت من القاهرة لتعزيز التعاون فيما بينها في قطاع الغاز، وهو منتدى غاز شرق
المتوسط حسبما وصفه خبراء، موضحين أن هذا المنتدى يسهم في مواجهة الاضطرابات
والتوترات في حوض المتوسط واستقرار سوق الغاز والتصدي للأطماع الإقليمية فيه، كما
أنه يعزز مكانة مصر لأنها هي المركز الإقليمي لتداول الغاز.
وعقد اليوم في القاهرة، الاجتماع
الوزاري الثالث لمنتدى غاز شرق برئاسة المهندس طارق الملا، وزير البترول، بصفته الرئيس
الحالي للاجتماع الوزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط، وذلك بحضور وزراء الطاقة القبرصى
واليونانى والإسرائيلى والمسئول الفلسطينى عن الطاقة، ووكيلة وزارة التنمية
الاقتصادية الايطالية وممثل وزيرة الطاقة الأردنية، بصفتهم رؤساء وفود الأعضاء المؤسسين
لـمنتدى غاز شرق المتوسط، فضلا عن حضور ممثلي الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي،
وكذلك ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا كضيوف، حيث طلبت فرنسا الانضمام
إلى المنتدى رسميا.
وشهد الاجتماع إطلاق الإطار التأسيسي
لمنتدى غاز شرق المتوسط، كمنظمة دولية حكومية مقرها فى القاهرة، ومن المرتقب أن
يقدم الأعضاء المؤسسين لمنتدى غاز شرق المتوسط والذين هم أيضًا أعضاء فى الاتحاد
الأوروبي، الإطار التأسيسي الموقع بالأحرف الأولى إلى المفوضية الأوروبية لمراجعته،
ليتم توقيع الإطار التأسيسي من قبل الأعضاء المؤسسين بمجرد ضمان التوافق مع قانون
الاتحاد الأوروبي.
وأكد الأعضاء المؤسسين أن منتدى
غاز شرق المتوسط، يحترم حقوق الأعضاء بالكامل فى مواردهم الطبيعية وفقًا للقانون
الدولي، وسيخدم إقامة حوار منظم حول الغاز ووضع جدول أعمال لصياغة استراتيجيات
مشتركة وسياسات غاز إقليمية تستند إلى رؤية مشتركة ومدعومة بالتعاون الحكومي من
أجل ازدهار المنطقة.
ويتضمن المنتدى خطوط الأنابيب
المتداخلة وتسهيلات التصدير لدى أعضاء منتدى غاز شرق المتوسط، وتشمل المنتجين
والمستهلكين ودول العبور، إلى جانب علاقاتهم المترابطة الممتازة، بما يمكن من
الإسراع فى تحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل لاحتياطيات الغاز في شرق البحر
المتوسط بسرعة وتقليل تكلفة الإنتاج والنقل، وضمان التوريد إلى الأسواق بأسعار
تنافسية لرفاهية الشعوب.
ووافق الأعضاء على عقد الاجتماع
الوزاري المقبل في القاهرة خلال الربع الثاني من عام 2020، معربين عن تقديرهم
العميق للرئيس عبد الفتاح السيسى.
مصر المركز الإقليمي لتداول الغاز
وفي هذا السياق، قال الدكتور مدحت يوسف،
نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن منتدى غاز شرق المتوسط يهدف إلى ترسيخ التعاون بين
الدول الأعضاء وتبادل المعلومات ووضع استراتيجيات متكاملة بين دول المنتدى، وكذلك تعزيز
التكامل بين دول المنتدى لتعظيم الاستفادة من الغاز في هذه المنطقة.
وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن التكتلات الاقتصادية في مجملها تخدم الدول الأعضاء كما أن الارتباط بين الدول الإقليمية
المتجاورة في شكل منتدى يعطيها مكانة خاصة، فتكتسب مزايا متعددة، مضيفا إن هذا التكتل
يوفر مزايا في عبور الغاز والحصول عليه وتصديره فأولوية توريد الغاز تكون لدول المنتدى
كما يوفر مزايا للدول المنتجة أو المستهلكة.
وأشار إلى أن مصر تحولت بالفعل لمركز
إقليمي للطاقة في المنطقة بلا منافس في شرق المتوسط، وهي أصبحت المحور الأساسي بين
دول المتوسط ولها مكانة مركزية كمركز إقليمي للتداول وتجارة الغاز الطبيعي، مضيفا إن
المنتدى جعل الدول المحيطة بمصر تتعاون من أجل المصلحة العامة والخاصة لكل دولة.
وأوضح أن تركيا وما تقوم به من قرصنة
على البحر المتوسط بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية الاقتصادية لقبرص أمر غير
شرعي وليس لها الحق في ذلك، مضيفا إن المنتدى يتصدى لمثل هذه الممارسات فضلا عن وقوف
الاتحاد الأوروبي ضد هذه القرصنة على الحدود القبرصية.
مواجهة الاضطرابات واستقرار سوق
الغاز
ومن جانبه، قال المهندس أسامة كمال،
وزير البترول الأسبق، إن منتدى غاز شرق المتوسط يكتسب أهمية خاصة لأنه يعكس التفاهم
بين دول هذه المنطقة وسعيهم للتعاون وتأمين هذه المنطقة بما لا يضر مصالح الآخرين،
مضيفا إن فرنسا طلبت الانضمام لهذا المنتدى بما يؤكد أهميته للاستقرار وسوق الغاز في
المتوسط.
وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن المنتدى حتى الآن يضم قبرص واليونان والأردن وإسرائيل وفلسطين وطلبت فرنسا الانضمام
بما يؤكد قوة المنتدى وأهميته خلال الفترة المقبلة لتأمين استقرار المنطقة، موضحا أن
منطقة شرق المتوسط تشهد اضطرابات بسبب الممارسات التركية والتي تعبث في المتوسط بممارساتها
واستهدافها التنقيب عن الغاز.
وأضاف إن المنتدى يدعم مصر كمركز إقليمي
للطاقة، فبدأت محطات الإسالة المصرية استقبال الغاز الإسرائيلي أمس، وبدأت هذه المحطات
تعمل بكل طاقتها بما يمثل إضافة اقتصادية لمصر، موضحا أن هذا المنتدى يحقق التواصل
المستمر بين مصر والدول الأعضاء بما يؤدي لعائد آخر على المستوى السياحي والعلاقات
السياسية والاستثمارات.
وأشار إلى أن مصر دولة منتجة للغاز
وحققت الاكتفاء الذاتي، وكذلك قبرص واليونان ستنتجان الغاز، على عكس فرنسا وإنجلترا
وألمانيا كدول مستهلكة للغاز، مضيفا إن أوروبا استهلاكها السنوي من الغاز نحو 600 مليار
متر مكعب تحصل على 200 مليار فقط من خط الغاز الروسي، و50 مليار آخرين من خطوط غاز
جزائرية.
وأوضح أن الـ350 مليار متر مكعب الباقية
ستحصل عليها من دول شرق المتوسط كقبرص واليونان وإسرائيل، وهو التصدير الذي سيتم عبر
مصر بما يحقق التكامل وأن تصبح مصر مركزا إقليميا لهذا التداول.
التصدي
للأطماع الخارجية
قال الدكتور ماهر عزيز، عضو مجلس
الطاقة العالمي، إن منتدى غاز شرق المتوسط يكتسب أهمية كبرى لأنه سيعمل على
التنسيق على المستوى السياسي بين الأطراف المنضمة من دول حوض شرق المتوسط، مضيفا
إن هذه المنطقة غنية بالنفط وسيسهم المنتدى في التنسيق السياسي وصياغة سياسات
مشتركة.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن المنتدى سيسهم في خلق سوق للغاز في شرق المتوسط له قواعد واتفاقات
بين الجميع بما يحفظ حقوق كل الشركاء، مضيفا إن وجود الدول كمجموعة متجانسة ومتحدة
يجعلها قادرة على الوقوف أمام الأطماع الإقليمية لأطراف أخرى تحاول الجور على ما
ليس لها حق فيه.
وأكد أن هذا المنتدى سيقف أمام أية
أطماع خارجية، وكذلك فهو قوة اقتصادية للتعامل مع أوروبا في الغاز وتنظيم عمليات
إمدادات الغاز لها، مضيفا إن المنتدى هو منصة سياسية اقتصادية مهمة لدول شرق
المتوسط في الوقت الراهن.
وأشار إلى أن المنتدى يعزز مركز
مصر باعتبارها نقطة محورية لتبادل الطاقة، فيدعمها ويعززها ويمنحها إمكانيات أكبر
كمركز إقليميا للطاقة.