عمال شغب في محيط مصرف لبنان المركزي.. واستمرار الاحتجاجات في عموم البلاد
شهد محيط مصرف لبنان المركزي بالعاصمة بيروت، موجة جديدة من أعمال الشغب
والعنف حيث تسلق محتجون جدران البنك المركزي وأضرموا النيران من حوله، كما حطموا
واجهة أحد البنوك التي تقع في شارع (الحمراء) قبل أن تسارع القوى الأمنية وقوات
مكافحة الشغب بمؤازرة من الجيش اللبناني إلى مطاردة منفذي هذه الاعتداءات وضبط
الوضع.
وكان محتجون قد تجمعوا مساء اليوم أمام مقر مصرف لبنان المركزي مقابل وزارة
الداخلية، ورددوا الهتافات المنددة بالبنك المركزي والقطاع المصرفي اللبناني،
معتبرين أن السياسات التي اعتمدها القطاع أسهمت في تدهور الأوضاع المالية
والاقتصادية والنقدية وتراجع الأحوال المعيشية للمواطنين اللبنانيين.
وطيلة المدة التي اقتصرت فيها تصرفات المتظاهرين على ترديد الهتافات، تعمدت
القوى الأمنية الابتعاد عنهم وإفساح المجال لهم دون أن تتعرض لهم مطلقا، على الرغم
من وجود أشخاص ملثمين داخل صفوف المتظاهرين.
وصعّد المحتجون لاحقا من تحركهم حيث قام أفراد منهم بتسلق جدران مصرف لبنان
المركزي إلى داخل ساحته على الرغم من كونها معززة بحوائط أسمنتية إضافية والأسلاك
الشائكة، كما أشعل آخرون النيران حول جدران المصرف، وهو الأمر الذي قامت معه القوى
الأمنية بإطلاق النداءات عبر مكبرات الصوت مطالبة إلى المتظاهرين بالالتزام بسلمية
التظاهر والامتناع عن أعمال الشغب
.
وقوبلت نداءات قوات الأمن، بترديد عدد من المتظاهرين لعبارات (مش سلمية)
وأشعلوا النيران بصورة كبيرة في الشارع أمام المصرف المركزي، كما أطلق عدد منهم
المفرقعات والألعاب النارية التي تستخدم في الاحتفالات صوب قوات الأمن ومكافحة الشغب
ورشقوها بالعبوات الزجاجية والأحجار، الأمر الذي استدعى تدخل فرق فض الشغب وإطلاق
القنابل المسيلة للدموع وملاحقة مرتكبي تلك التصرفات، ليتحول الأمر إلى حالة من
الكر والفر.
وعززت قوات مكافحة الشغب والجيش من تواجدها ولاحقت مرتكبي أعمال الشغب، على
طول شارع الحمراء الرئيسي، مستعينة بأعداد كبيرة من القوات والآليات العسكرية،
الأمر الذي دفع تلك المجموعات إلى التفرق والابتعاد عن المناطق التي تتركز فيها
البنوك ومصرف لبنان المركزي.
من ناحية أخرى، تواصلت الاحتجاجات التي غلب عليها الطابع السلمي في بقية
أرجاء العاصمة اللبنانية بيروت ومختلف المحافظات، حيث نظم المتظاهرون في المناطق
الجنوبية لاسيما مدينة (صور) مسيرات احتجاجية واحتشدوا في الساحات والميادين
مرددين الهتافات المناوئة للسلطة السياسية، واستخدموا صناديق النفايات في قطع عدد
من الطرق الرئيسية.
كما احتشد المتظاهرون في مناطق الشمال، لاسيما محافظة عكار ومدينة طرابلس،
وقطعوا عددا من الشوارع وطرق السفر الدولية والأوتوسترادات بهدف إعاقة حركة
المرور، كما قطع المحتجون في محافظتي البقاع وجبل لبنان الطرق ورفعوا اللافتات
المنددة بما اعتبروه التفاف القوى السياسية على المطالب التي رفعها الشعب في
انتفاضته المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي.
واستخدم المتظاهرون في عدد من المناطق سياراتهم الخاصة في سبيل قطع الطرق
وإعاقة حركة المرور، كما حاصروا مجموعة من مقار المؤسسات العامة مثل مؤسسات
الكهرباء والضرائب والاتصالات، وذلك في إطار فعاليات اليوم الرابع لما أطلقوا عليه
"أسبوع الغضب".
واعتبروا أن القوى والتيارات والأحزاب السياسية تعمل على "استنساخ
الحكومة السابقة" التي أسقطتها الانتفاضة الشعبية، وتشكيل حكومة مشابهة لها
تضم مستشاري ومساعدي الوزراء في الحكومة المستقيلة، مشددين على تمسكهم ب