النفيسي الذي توهم للحظات أنه أهم من أم كلثوم وأن أحدا يستأنس برأيه الرشيد تطاول على أم كلثوم واصفا إياها بسفيرة الفساد ولا نعلم كيف نسي هذا النكرة الذي قدم صورة سيئة عن مواطني بلده الشقيق أن أم كلثوم طافت الدنيا لجمع الأموال لتسليح جيشها في معركة الكرامة فماذا فعلت أيها النكرة لبلدك.

ولم يكتف النفيسي بالتطاول على أم كلثوم بل شطح به الخيال ليصف المصريين في ليلة الاستماع إلى حفل أم كلثوم بأنهم يسمعونها في قعدة مزاج وسط الحشيش ويبدو أن الشيخ الطاعن في السن زالف اللسان لم يشاهد قاعة الاستماع لأم كلثوم ومشاهد الحاضرين فيها وما كانوا يقدمونه من مباراة في الأناقة والرقي ... حكم السن معلش بلغة المصريين الذين لن يجاروك في  بذاءتك فالفارق الحضاري بيننا لا يسمح لنا بذلك.

المدهش أن ذلك النكرة الطاعن في السن يضع نفسه في مقام المقارنة بينه وبين أم كلثوم ويبدو أن الحشيش الذي تحدث عنه كان لعقله نصيب كبير منه .

يا أيها الشيخ المتطاول تأدب وأنت تتحدث عن رموز عالمك العربي وليس مصر فقط وكن وفيا للأرض التي جئت منها فالشعبان المصري والكويتي لن يغفرا لك هذه السقطة ولعل جلوسك أمام الكاميرا ينسيك زمانك ومقامك .

وعلى أي حال أيها الشيخ المتطاول ستبقى أم كلثوم رمزا وستظل أنت نكرة هذه حقيقة قد تؤلمك لكنها الحقيقة وسيبقى المصريون على عظمتهم ورسوخ إسهامهم في حركة الكون ويبقى لك مساحتان.

الأولي أن تعتذر عما جاء على لسانك من بذاءات تجاه أم كلثوم والمصريين والثانية أن تجلس مع نفسك قليلا لتجيب عن تساؤل: ماذا لو فقد العالم عبد الله النفيس هل ينقصه شئ؟ هل يترك فراغا هل يكترث لذلك أحد وستودعك الملايين التي شيعت جنازة أم كلثوم والذين سبقوك إلى معرفة قدرها أيها العجوز المسكين.