بيروت تشتعل.. احتدام المواجهات واحتراق خيم الاعتصام بوسط المدينة والجيش يدفع بتعزيزات
احترقت معظم خيم الاعتصام التي كان يستخدمها المتظاهرون اللبنانيون في ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط العاصمة بيروت، جراء المواجهات بالغة الحدة والعنف بين المتظاهرين والقوى الأمنية، في ما قرعت أجراس الكنائس وارتفع الآذان في بعض المساجد والجوامع في مناطق احتدام الاشتباكات، في محاولة للدفع نحو تهدئة الأجواء بالغة التوتر.
وارتفعت ألسنة النيران والدخان الأسود في وسط بيروت جراء احتراق خيم الاعتصام، حيث شوهد بعض الأشخاص ومن بينهم مجموعات من الملثمين وهم يحطمون بشكل ممنهج خيم الاعتصام ويضرمون بها النيران مستخدمين سوائل حارقة ومعجلة للاشتعال.
ونفى جهاز قوى الأمن الداخلي "الشرطة اللبنانية" وقيادة شرطة مجلس النواب، بصورة قاطعة، صحة ما تداولته بعض وسائل الإعلام اللبنانية من معلومات حول أن عناصر من الجهتين قامت باستهداف وحرق خيم المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، مؤكدين أن هذا الأمر غير صحيح جملة وتفصيلا.
من ناحية أخرى، دفع الجيش اللبناني بتعزيزات كبيرة لمؤازرة القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب في محاولة لضبط الأوضاع شديدة التدهور في وسط بيروت جراء احتدام المواجهات، لاسيما بعد اتساع نطاق الاشتباكات بصورة كبيرة وبالغة.
وتواصلت مشاهد الكر والفر وإطلاق قوات مكافحة الشغب للقنابل المسيلة للدموع والمياه ردا على الرشق الكثيف بالحجارة وإطلاق المفرقعات النارية من قبل المتظاهرين والمتجمهرين المستمر دون توقف منذ الساعة الرابعة عصرا.
وتوجه جهاز قوى الأمن الداخلي بمناشدات متعددة إلى المتظاهرين السلميين للمغادرة فورا من الأماكن التي تجري فيها أعمال شغب، حفاظا على سلامتهم بعدما احتدمت المواجهات بين القوى الأمنية والمتجمهرين بصورة كبيرة.
وكانت دعوات للتجمع أمام مقر مجلس النواب في ساحة النجمة عند الساعة الخامسة من عصر اليوم، واتجاه مسيرات احتجاجية للانضمام إلى التجمعات، وذلك لإعلان الرفض لتشكيل الحكومة الجديدة وفق التوزيع والمحاصصة الطائفية والسياسية بمعرفة القوى والتيارات والأحزاب والتأكيد على مطلب تشكيل حكومة حيادية من الاختصاصيين "تكنوقراط" المستقلين عن القوى السياسية، غير أن المواجهات اندلعت بصورة مفاجئة قبل الموعد المحدد للتجمع بساعة كاملة، حيث لا تزال المواجهات مستمرة بصورة بالغة الحدة بين المتظاهرين والقوى الأمنية.