بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.. بريطانيا تبحث عن الاستثمار في أفريقيا.. خبراء: لندن تسعى لرفع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع القارة
أيام قليلة وتنفصل بريطانيا عن الاتحاد
الأوروبي بعد ارتباط دام لأكثر من 47 عاما، هو ما يعرف بـ "بريكست"، والمقرر
في 31 يناير الجاري.
وأشارت التوقعات إلى التراجع الكبير المنتظر حدوثه في حجم التجارة البريطانية، خاصة
بعد ظهور بيانات تؤكد أن الاقتصاد البريطاني انكمش بصورة غير متوقعة قبل الانتخابات
العامة التي عقدت في ديسمبر، مما أثار القلق حول تسجيل أي نمو في الاقتصاد البريطاني
خلال الربع الأخير من 2019.
ويرى الخبراء الاقتصاديون أن قيام
بريطانيا بعقد قمة أفريقية، اليوم، يأتي للحفاظ على حجم النمو التجاري لديها،
خاصة وأن أفريقيا تمتلك العديد من الثروات الطبيعية والقوى البشرية.
وتهدف القمة إلى تسليط الضوء على فرص
الاستثمار في أفريقيا وتعزيزها، ورفع معدلات الاستثمار البريطاني بالقارة السمراء،
حيث من المقرر أن تشهد القمة إبرام صفقات استثمارية كبرى في مجالات متعددة كالطاقة
وصناعة البتروكيماويات.
الملاذ الآمن للاستثمار
قالت الدكتورة بسنت فهمي،
الخبيرة الاقتصادية وعضو مجلس النواب، إن القارة الأفريقية أصبحت الملاذ الآمن للاستثمار
لدى الدول الاقتصادية الكبرى، كبريطانيا وروسيا والصين، لما تمتلكه من ثروات طبيعية
وقوة بشرية عاملة.
وأضافت فهمي في تصريحات خاصة لـ
"الهلال اليوم"، أن الدول الأفريقية تمتلك الثروات الطبيعية، والقوة البشرية
والدول الاقتصادية الكبرى كبريطانيا لديها التكنولوجيا والأموال للاستفادة من تلك الثروات
الأفريقية.
وعن الصراعات الداخلية في أفريقيا،
أكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عمل منذ فترة تولية رئاسة الاتحاد الأفريقي على حل
جزء كبير من الأزمات التي تعاني منها القارة، فعمل على تطوير البنية التحتية وإرسال
بعثات طبية للقضاء على الأمراض المنتشرة هناك، مطالبة بضرورة التكاتف من أجل النهوض
بالقارة الأفريقية.
رفع العلاقات
الاقتصادية
وفي السياق ذاته أكد الدكتور رشاد عبده،
الخبير الاقتصادي، أن القارة الأفريقية أصبحت مهمة في نظر العالم، فأصبح هناك قمة هندية،
وصينية وروسية وتركية وبريطانية، وذلك لما تمتلكه من إمكانات وثروات طبيعية ومواد خام
تتمثل في احتياطات هائلة من المعادن والمعادن النفيسة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الهلال
اليوم"، أن بريطانيا تسعى من وراء القمة الأفريقية التي تعقدها اليوم، إلى رفع
العلاقات الاقتصادية والتجارية مع القارة الأفريقية، خاصة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي،
فهناك مؤشرات تقول إن خروج بريطانيا من الاتحاد سيعمل على تراجع معدلات النمو التجاري
والاقتصادي.
وتابع، أن أمريكا كانت تعد بريطانيا
بأنه سيتم توقيع استثمارات تجارية كبيرة خلال الفترة المقبلة، إلا أن بريطانيا تريد
التوسع أكثر وبوجه أخص في أفريقيا لما تمتلكه من موارد طبيعية وقوه بشرية.
القارة الأفريقية
جاذبة للاستثمار المباشر
فيما أكدت إيما وايد سميث مفوضة ملكة
بريطانيا للتجارة مع أفريقيا، أن مصر تعد من الأسواق الرئيسية في قارة أفريقيا جذبًا
للاستثمار المباشر بالنسبة إلى المملكة المتحدة.
وأضافت خلال تسجيل مع قناة
"إكسترا نيوز"، أن القارة الأفريقية حققت تقدمًا كبيرًا خلال رئاسة مصر للاتحاد
الأفريقي في مجالات عدة وعلى رأسها التجارة والاستثمار، متابعة: نحن نؤمن بأهمية
الاستثمار الأجنبي المباشر للحكومات الإفريقية من أجل خلق فرص عمل ودعم البنى التحتية
في القارة.
وأشارت مفوضة ملكة بريطانيا للتجارة
مع أفريقيا، إلى رغبة بلادها في زيادة تدفق الاستثمارات من المملكة إلى أفريقيا لدعم
الأولويات الاقتصادية لدول القارة.
وأوضحت أن العديد من المسئولين البريطانيين
قاموا بزيارات متعددة لدول أفريقيا لمناقشة القضايا المتعلقة بالاستثمار، مضيفة أن
المملكة المتحدة حريصة على تقديم الدعم للدول الأفريقية لتحقيق التنمية فيها.
يذكر أن قمة الاستثمار الأفريقية البريطانية
2020، انطلقت اليوم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس
جونسون ونحو 53 من زعماء ورؤساء حكومات الدول الأفريقية، ورؤساء المنظمات الدولية وكبرى
الشركات البريطانية والأفريقية.