قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية شراكة جديدة للقارة.. سياسيون: الرئيس خاطب العالم باسم أفريقيا وعرض حلولا لمشكلاتها.. والقمة تستهدف تعزيز فرص الاستثمار والتعاون وتبادل الخبرات
شارك
الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية، وهي
المشاركة التي وصفها سياسيون بأنها استمرار للجهود المصرية خلال توليها رئاسة
الاتحاد الأفريقي، موضحين أن السيسي خاطب العالم باسم أفريقيا وعرض المشكلات التي
تواجه القارة وحلولا لها، مؤكدين أن القمة تستهدف تعزيز فرص الاستثمار وتبادل
الخبرات بين الطرفين.
وخلال كلمته أمام القمة، أكد الرئيس
عبد الفتاح السيسي أن قمة الاستثمار البريطانية الإفريقية تنعقد في ظل أوضاع دولية
تتسم بالاضطراب وعدم الاستقرار وتزايد وتيرة الصراعات المسلحة، وانتشار ظاهرة الإرهاب
وتداعياتها على القارتين الأفريقية والأوروبية، واستمرار استخدام منطق القوة في العلاقات
الدولية.
وأضاف السيسي، أن تصاعد القلق المتصل
بتدفقات الهجرة غير الشرعية في محيطنا الإقليمي، فضلاً عن بروز تحديات اقتصادية واجتماعية
وبيئية متعددة الأبعاد، يؤثر بالسلب على جهود تحقيق التنمية المستدامة الشاملة والمنشودة،
معربا عن تطلعه لبناء شراكات جادة بين الأشقاء الأفارقة والشركاء الدوليين، ومنهم المملكة
المتحدة.
قناعة
بريطانية بالتنمية المصرية
وفي هذا
السياق، قال مصطفى رجب، رئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا ورئيس بيت العائلة المصرية
بلندن، إن قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية في لندن، بمشاركة الرئيس
عبد الفتاح السيسي تستهدف زيادة التعاون بين بريطانيا والقارة الأفريقية وخاصة مع اقتراب
خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح رجب،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن بريطانيا بدأت تعيد حساباتها خاصة الملف الاقتصادي
والأمني والبحث عن بديل للسوق الأوروبية، مشيرا إلى أن أفريقيا سوق كبير وواعد ومليء
بالخيرات والثروات والإنتاج الطبيعي، فجاء المؤتمر ليؤكد أهمية أفريقيا لاحتياجات بريطانيا
الاقتصادية.
وأكد أن مصر
بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقي الحالي وكدولة أفريقية رائدة تشارك في هذا المؤتمر، لتعرض
احتياجات ومتطلبات القارة وفي الوقت نفسه تستفيد من الاستثمارات والمبادرات التي سيتم
طرحها خلال القمة، مضيفا إن زيارة السيسي لندن تحمل أيضا بعدا على المستوى الثنائي
حيث تسهم في تحسين العلاقات السياسية بين البلدين.
وأشار إلى
أن دعوة رئيس الوزراء البريطاني للرئيس السيسي بزيارة القصر الملكي هي تأكيد بقناعة
بريطانيا بصحة ما يحدث في مصر من إجراءات تنموية، موضحا أن الجالية المصرية في لندن
ترحب بالرئيس السيسي حيث احتشد أبناء الجالية أمس أثناء وصوله إلى لندن ومتواجدين اليوم
خلال فعاليات القمة ليؤكدوا تأييدهم له ورفض أية دعوات معادية أو إساءات.
وأضاف إن بريطانيا
تحاول خلق بديل اقتصادي للسوق الأوروبية لما تتمتع به القارة السمراء من ثروات غذائية
ترى بريطانيا انه يمكن الاستثمار فيها والاستفادة منها.
السيسي
خاطب العالم باسم أفريقيا
وقال ماجد
أبو الخير، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح
السيسي اليوم في قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية هي استكمال لجهد قام به خلال عام
توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، والذي شهد العديد من التحركات واللقاءات على مستوى المحافل
الدولية والشركاء الدوليين.
وأوضح أبو
الخير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي خلال كلمته أكد انفتاح
القارة الأفريقية للتعاون مع كل دول العالم، وخاطب باسم أفريقيا كل الدول الراغبة في
التنمية، مضيفا إن القارة الأفريقية غنية بالفرص وتحتاج لتعزيز الشراكة مع المؤسسات
العالمية لتحسين مستوى معيشة المواطن الأفريقي.
وأضاف إن القمة
الأفريقية البريطانية تضع خطوطا عريضة للاستثمار في أفريقيا، موضحا أن السيسي خلال
مشاركاته في كل الفعاليات المعنية بأفريقيا دائما ما يؤكد أهمية تذليل العقبات المواجهة
للمستثمرين وزيادة التعاون بين القارة والمؤسسات والدول التي تهتم بالاستثمار في القارة
السمراء.
وأكد أنه مع
اقتراب تسليم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي الشهر المقبل، ستصبح عضوا في اللجنة الثلاثية
للاتحاد الأفريقي "الترويكا"، وسيستمر الدور المصري في مخاطبة العالم أجمع
باسم القارة بهدف تذليل عقبات الاستثمار في أفريقيا لتشجيع التنمية والاستثمارات الأجنبية
في القارة وخاصة في مجالات البنية التحتية.
وأشار إلى
أن الرئيس السيسي خاطب العالم باسم القارة الأفريقية ورصد كل مشكلاتها ووضع حلولا فعالة
لهذه المشكلات.
تعزيز فرص
الاستثمار وتبادل الخبرات
ومن
جانبها، قالت الدكتورة سالي فريد، أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة القاهرة، إن قمة الاستثمار
البريطانية الأفريقية تعد أحد بوابات الإفريقي التي تسعى القارة الأفريقية إلى اغتنامها،
حيث تناقش القمة فرص الاستثمار المشتركة وتبادل الخبرات وكذلك استخدام الطاقة النظيفة
وخطط التحول إلى الطاقة الجديدة دعما لأهداف خطة التنمية الأفريقية ٢٠٦٣ والأهداف الأممية
للتنمية المستدامة 2030.
وأوضحت في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البلدان الأفريقية تمتلك موارد كبيرة في جميع
المجالات والتي تمثل فرصا استثمارية قوية، إلى جانب فرص التعاون في المنشآت الأساسية
والبنية التحتية، فضلا عن أن التنوع البيئي والمناخي يجعل القارة من أكبر المناطق المؤهلة
للإنتاج الزراعي.
وأشارت إلى
أن القارة تمتلك أيضا فرصا في مجال الطاقة نظرا لامتلاكها أكبر مخزون للعديد من الثروات
والمعادن الإستراتيجية، فضلا عن ضخامة الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، والتي تناهز
1750 تيراواط ساعة، والتي لم يستغل منها حتى الآن سوى 5% فقط، إلى جانب قطاع البنية
التحتية، والحاجة لنحو 93 مليار دولار سنويا لتلبية احتياجات البنية التحتية للقارة
الأفريقية.
وأكدت أنه
يمكن تخدم قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية كل من مصر والدول الإفريقية من خلال
هذه الفرص المحتملة بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، مع مراعاة بناء اقتصادات
وطنيٍّة متكاملة، ومستويات عالية من التنمية الاقتصادية.