بريطانيا.. القوة الأكبر تواجدا بالقارة السمراء..وحضور قوى فى مواجهة الارهاب
تراجع الدور البريطاني في القارة الإفريقية في أعقاب ما بعد الاستقلال وإن ظلت بريطانيا محافظة على موطئ قدم لها في القارة وخاصة في مستعمراتها سابقة" الدول الأنجلوفونية" إلا أنه عاد إلى الواجهة في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فبدأت بريطانيا منذ عام 2018 بتكثيف تواجدها الدبلوماسي في القارة الإفريقية في كل من تشاد واليجر بحسب منظمة الهجرة الدولية IMO، فضلا عن رفع أعداد موظفي سفارتها بمالي فضلا عن تعيين أول سفير لها بموريتانيا.
وعلى الجاتب العسكرى فكان الدور البريطاني في إطار الاتحاد الأوروبي محدودا وذلك في ما يتعلق بحفظ السلام في القارة ولم يتعاظم دورها إلا في المهام المتعلقة بالقرن الإفريقي وذلك للحفاظ على مصالحها فيما يتعلق بطرق الملاحة والتجارة كما أنها مشاركة في العملية التي أطلقتها فرنسا في منطقة الساحل و لصحراء كما وافق البرلمان البريطاني في مطلع عام 2018 على تعزيز الوجود العسكرى في النيجر فضلا عن المشاركة في مكافحة الإرهاب في كل من مالي وبوركينا فاسو في إطار العملية الفرنسية.
وعلى الرغم من محدودية هذا الدور مقارنة بالدول الأخرى المشاركة في مهام حفظ السلام في القارة على غرار فرنسا والولايات المنحدة، إلا أن أكبر قوات بريطانية متواجدة بالخارج توجد بالفعل في القارة الإفريقية ومع ذلك، من المتوقع أن تزيد بريطانيا من مجال تواجدها العسكري في مجالات حفظ وبناء السلام في القارة على خلفية الاستراتجية الأمريكية الجديدة الرامية إلى تخفض تواجدها العسكرى مقابل مواجهة تهديد الصعود الروسي والصيني في القارة وهو ما يمسح المجال عسكريا لدول جديدة على غرار روسيا الناشطة عسكريا في القارة الإفريقية عن طريق تواجد عسكري معلى. أو شركات الأمن الخاصة التي تقوم بمهام مختلفة من بينها؛ تدريب قوات الجيوش الوطنية فضلا عن تقديم استشارات للرؤساء على غرار ما تقوم به في إفريقيا الوسطى.
وعلى النحو نفسه، وكما تمت الإشارة إلى التواجد البريطاني في منطقة الساحل فإنها متواجدة بشكل أكثر كثفة في منطقة القرن الأفريقي والصومال إذ أن الصومال وكينيا ودول شرق أفريقيا على وجه العموم كانت في مقدمة الدول التي حافظت بريطانيا على استمرار الاتصال بها في مرحلة انحسار دورها فيما بعد الاستقلال ومع توجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى الانسحاب من الصومال فإنه يتعين على بريطانيا رفع مستوى التعاون والبقاء من أجل مساعدة الدولة الصومالية في مكافحة الإرهاب، إذ أنها لا تزال تواجه تهديد شباب المجاهدين فضلا عن التوجه الجديد لداعش في شرق إفريقيا.
وفي هذا الصدد قامت بالفعل في يوليو من عام 2018 بتدريب القوات الكينية العاملة في بعثة الاتحاد الأفريقي بالصومال " أمصيوم". كها قامت بتدريب ٥٠٠ جندى صومالي في مجالات متعددة، من بينها، الطب والاستخبارات وصيانة المعدات الحريية وفي هذا الاتجاه أكدت وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الإفريقية "هاريبيت بالدوين" خلال زيارة لها بالصومال في أكتوبر 2018 من استمرار الدعم البريطاني لبعثة الاتحاد الإفريقي ولجهود مكافحة اللإرهاب بالصومال كما حذرت من انسحاب القوات الإفريقية من الصومال.