أكد خبراء أمنيون أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في احتفالية عيد الشرطة عكست تقديره لدورها في حفظ الأمن، وهي مشاركة يحصر عليها الرئيس سنويا، ويكرم خلالها أسر الشهداء من أبناء الشرطة، موضحين أن كلمة الرئيس بعثت برسائل هامة أبرزها أن احتفال عيد الشرطة هو احتفال للشعب المصري كله، وأنه تخليد لذكرى تضحياتهم لحماية الوطن.

وشهد الرئيس اليوم الاحتفال بالذكرى الـ86 لعيد الشرطة، كما كرَّم عددًا من أسر شهداء الشرطة الأبطال، حيث منح الرئيس السيسي وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة للشهيد العقيد رامي علي أحمد هلال (تسلمته أرملته مروة محمد توفيق)، والشهيد المقدم باسل فكري طه (تسلمته أرملته سارة محمد رشاد)، والشهيد المقدم مصطفى عبيد سالم (تسلمته أرملته آيات عبد الفتاح إبراهيم)، والشهيد المقدم ماجد أحمد محمد صبري رئيس مباحث الشيخ زويد (تسلمه والده أحمد محمد صبري).

تخليد لذكرى تضحياتهم

وعن الاحتفالية، قال اللواء محمد صادق، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الاحتفال بعيد الشرطة سنويا هو تخليد لذكرى تضحيات رجال الشرطة التي وقعت قبل ٦٨ عاما، لأن الشرطة في هذا اليوم في ٢٥ يناير ١٩٥٢، ضربوا المثل في التضحية من أجل كرامة الوطن.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أنه في هذا اليوم تصدى نحو ٨٠٠ فرد من رجال الشرطة لأكثر من ٧ آلاف من قوات الاحتلال الإنجليزي دفاعا عن محافظة الإسماعيلية رفضا لتسليمها أو التخلي عن أسلحتهم أو إخلاء مواقعهم واستمروا في القتال حتى استشهد أكثر من ٥٠ فردا من رجال الشرطة.

وأوضح أن هذه البطولة جعلت قائد قوات الاحتلال يؤدي التحية العسكرية لجثث الشهداء تقديرا وإجلال لهم، مضيفا إن هذه التضحية مستمرة حتى اليوم في أبناء الشرطة والقوات المسلحة لحماية الوطن والشعب المصري.

وأكد أن مصر هي الدولة الوحيدة التي استعصت على السقوط خلال الدول المحيطة برغم المخططات التي تستهدف إسقاطها من الخارج، مضيفا إن رجال الشرطة والجيش يتصدون لهذه المخططات ويقدمون أرواحهم في سبيل ذلك.

وأضاف إن الشعب المصري يقدر هذه التضحيات ويحتفل بعيد الشرطة في رسالة تحية وتقدير لرجال الشرطة وأسر الشهداء والمصابين، موضحا أنه برغم ان هذا الاحتفال ممتد منذ سنوات إلا أنه في عهد الرئيس السيسي اختلف الأمر.

وأشار إلى أن جهاز الشرطة تعرض للانهيار في ٢٠١١ إلا أنه بعد إنقاذ مصر في ٢٠١٣ من يد الخونة الإرهابيين، بعد استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش المصري لنداء الشعب، عاد للشرطة كيانها وعملها.

وأكد أن تكريم الرئيس لأسر الشهداء والمصابين وأسلوب تعامله معهم واهتمامه البالغ والإنساني هو أمر تفرد به السيسي خلاف كل الحكام السابقين، مضيفا إن هذه التضحيات مستمرة للحفاظ على الوطن من السقوط.

تقدير السيسي لدور الشرطة

ومن جانبه، قال اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضوره سنويا احتفالية عيد الشرطة يعطي مثالا وقدوة للجميع في كيفية التعامل مع أسر الشهداء، مضيفا إنها مناسبة يلتقي فيها أسر الشهداء من الجيش والشرطة ويبعث برسالة للجميع مفادها تقديره وحبه لكل من قدم روحه فداء لهذا الوطن.

وأوضح أمين في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تكريم الرئيس لأسر الشهداء أكد هذه الرسالة، كما أن السيسي ضرب المثل الأعلى للجميع في النواحي الإنسانية من خلال تعامله بكل حب وتقدير لأبناء الوطن، مضيفا إن هذا التعامل يبعث برسالة لكل أبناء المؤسسة العسكرية بأن هناك من يقدرهم.

وأكد أن احتفالية عيد الشرطة كل عام تكون في ظروف متغيرة عن العام السابق، من حيث التحديات المحيطة بالوطن، مضيفا إن الأعوام السابقة كانت الآلة الإرهابية قوية وتزعزع أمن الوطن لكنها في الوقت الراهن انحسرت بشكل كبير.

وأشار إلى أن حديث الرئيس اليوم بعث برسالة أن مصر تنعم بالأمن وبدأت مرحلة من الرخاء الاقتصادي، موضحا أن لقاء الرئيس بأبناء الشرطة سنويا للاحتفال بعيدهم يؤكد حرص السيسي على مشاركتهم وأن الشرطة هي دعامة قوية لحفظ الأمن في ربوع الوطن.

أهم رسالة في كلمة الرئيس

فيما قال اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفالية عيد الشرطة هي ليست مجرد تقليدا سنويا لرئيس الجمهورية إلا أن الاحتفالية تعبر عن تقدير الرئيس لشهداء الشرطة وإنسانيته القائقة في التعامل مع أسر الشهداء، وحنوه على الأطفال.

وأوضح في تصريح ل "الهلال اليوم"، أن توجه اليوم من مكانه لأسرة الشهيد وائل طاحون في لفتة إنسانية استمرار للفتات الرئيس غير المسبوقة، مضيفا إن الاحتفالية أكدت إمكانيات الشرطة والمعدات غير المسبوقة التي تمتلكها الشرطة.

وأضاف إن هذه والإمكانيات والدعم غير مسبوق سواء الدعم المادي أو الدعم المعنوي، والذي تؤكده زيارات الرئيس لأكاديمية الشرطة في أمر غير لم يحدث من قبل وكذلك لم يحضر رئيس من قبل الاختبارات كشف الهيئة، مما يمثل دعما معنويا كبيرا.

وأكد أن كلمة الرئيس اليوم بعثت بمجموعة من الرسائل أهمها أن احتفال عيد الشرطة هو احتفال الشعب المصري كله لأن الشرطة من الشعب، وأن ٢٥ يناير هو عيد للشعب كله وليس الشرطة فقط.