تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعًا مع المجلس الاستشاري لكبار علماء وخبراء مصر، واستقبل وفدًا من المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، ووجه رسالة تحية وإعزاز وتقدير لكافة قيادات وأفراد القوات المسلحة، وشارك في قمة برلين حول الأزمة الليبية والتقى في إطارها وزير الخارجية الأمريكي، كما شارك في قمة بريطانيا أفريقيا للاستثمار، والتقى في إطارها رئيس الوزراء البريطاني، والأمير وليام نجل ولي عهد بريطانيا ورئيس الكونغو الديمقراطية ، ورئيس وزراء موريشيوس، وعقد اجتماعا لمتابعة تطورات مفاوضات سد النهضة، وشهد الاحتفال بعيد الشرطة.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال وفد رفيع المستوى من أعضاء مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، حيث أكد الرئيس السيسي التطلع لاستمرار التعاون المثمر بين مصر والبنك الدولي في إطار دعم الجهود التنموية للدولة، خاصةً بعد التجربة الناجحة عبر السنوات الماضية مع البنك الدولي التي تحقق خلالها مؤشرات اقتصادية لافتة من خلال برامج دعم البنك وكذلك بإرادة الشعب المصري.
كما تطرق الرئيس السيسي إلى ملف سد النهضة؛ مستعرضًا التطورات الجارية فيما يخص المفاوضات، ومشددًا على أهمية مياه النيل الحيوية بالنسبة لمصر وشعبها، وأيضا الفارق الجوهري بين الحق في التنمية والحق في الحياة والوجود.
وشهد اللقاء استعراض التقدم المتحقق في تنفيذ المشروعات القومية التي تتيح المزيد من فرص العمل خاصة للشباب، وتساهم في إعادة تشكيل خارطة مصر التنموية وجذب المزيد من الاستثمارات، فضلا عن مناقشة سبل تطوير التعاون بين مصر والبنك الدولي في مختلف المجالات خاصةً في مشروعات البنية التحتية.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع المجلس الاستشاري لكبار علماء وخبراء مصر، حيث أكد الرئيس أهمية الدور الفاعل الذي يضطلع به المجلس الاستشاري لكبار العلماء، وكذلك المهمة القومية التي يؤديها أعضاؤه من أجل طرح الأفكار والتوصيات لحل المشكلات التي تواجه مصر في العديد من المجالات.
واطلع الرئيس السيسي، خلال الاجتماع، على أفكار ومقترحات أعضاء المجلس المتعلقة بكيفية النهوض بعدد من القطاعات الحيوية في مصر كالتعليم والبحث العلمي والصحة والزراعة، حيث رحب الرئيس بكافة هذه المقترحات .. مشيرًا إلى أهمية دراستها والتنسيق بشأنها بين مختلف الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المرجوة.
كما تم خلال اللقاء عرض الوضع الراهن لمساعي النهوض بقطاع التعليم الفني والمهني في مصر، فضلاً عن طرح مقترح لإقامة مجتمعات زراعية جديدة في مصر لتحقيق التنمية المستدامة والتكيف مع تغير المناخ.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة تحية وإعزاز وتقدير لكافة قيادات وأفراد القوات المسلحة، قال فيها "بالأصالة عن نفسي وعن أبناء الشعب المصري، أتوجه لقادة وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة بأسمى آيات الإعزاز والتقدير على المستوى المتميز لمؤسستنا العسكرية التي ضرب أفرادها أروع أمثلة البطولة والفداء في أداء مهامهم القتالية والتنموية للوطن، وذلك في ظل ظروف بالغة التعقيد سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا ومعنويا مرت بها مصر في السنوات الاخيرة.
وإذ يشرفني أن أعرب عن اعتزازي وفخري بما شهدته من أداء راق خلال افتتاح قاعدة "برنيس" العسكرية، عكس القدرات الاحترافية العالية لقواتنا المسلحة ، وما تتمتع به من كفاءة واستعداد قتالي متقدم، فإنني أطالبكم ببذل المزيد من الجهد والعرق والتفاني في التدريبات للحفاظ على هذا المستوى الرفيع، وصولا إلي أقصي درجات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ المهام الموكلة إليكم.
ولقد لمسنا جميعا حجم الفخر والتقدير الذي أبداه الشعب المصري العظيم، وهو يتابع الأداء الراقي لأبنائه من رجال القوات المسلحة خلال المناورة "قادر ۲۰۲۰" ، التي تمت بأحدث الأسلحة والمعدات، وهو ما يزيد من رفعة جيشه لديه، الذي يسطر كل يوم البطولات والتضحيات للحفاظ على مقدرات وأمن واستقرار وطنهم، في ظل التحديات المتعددة التي تحيط ببلدنا وتعصف بمنطقتنا.
وختاما، لكم مني، ومن أبناء الوطن أجمع، خالص التقدير وعميق العرفان والامتنان، وإنني علي ثقة وحق يقين من أن قواتنا المسلحة العريقة ستظل على عهدنا بها، مثالاً يُحتذي به في الانضباط والتفان والعمل وإنكار الذات، وأوصيكم أن تبذلوا أقصى الجهد لتطوير قدراتكم واستعدادكم القتالي العالي دفاعا عن سلامة واستقرار هذا الوطن العزيز".
وقام الرئيس السيسي بزيارة لألمانيا للمشاركة في اجتماع برلين حول ليبيا الذي دعت له المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بمشاركة الأطراف الفاعلة في ليبيا.
واستقبل الرئيس السيسي بالعاصمة الألمانية مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة، حيث أكد الرئيس حرص مصر على تعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي من شأنها الحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وشهد اللقاء بحث تطورات الأوضاع في ليبيا في إطار انعقاد مؤتمر برلين، حيث أكد الرئيس السيسي في هذا الصدد أنه لا سبيل لتسوية الأزمة إلا من خلال حل شامل يتناول كافة أبعاد القضية من خلال مسارات واضحة ومحددة، سياسية، وأمنية، واقتصادية، مع صياغة آلية واضحة تحظي بالتوافق والإرادة لتنفيذ ما تتضمنه تلك المسارات من بنود.
كما تم التطرق إلى ملف سد النهضة، حيث أعرب الرئيس السيسي عن التقدير لجهود الولايات المتحدة في رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، معربا عن التطلع لاستمرار الدور الأمريكي في هذا السياق وصولا الي بلورة اتفاق شامل يحفظ حقوق مصر التاريخية في مياه النيل.
وتوجه الرئيس السيسي بعد ذلك إلى لندن حيث افتتح ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون القمة البريطانية الأفريقية للاستثمار، بحضور ٥٣ من زعماء ورؤساء حكومات الدول الأفريقية ورؤساء المنظمات الدولية وكبرى الشركات البريطانية والأفريقية.
وألقى الرئيس السيسي كلمة أمام قمة أفريقيا بريطانيا للاستثمار، قال فيها إنه بعد مرور عام حافل من الجهد على طريق تحقيق أولويات القارة المتمثلة في إرساء الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي الأفريقي، هناك فرص واعدة ومتنوعة أمام شركاء القارة على مستوى العالم تجعل من أفريقيا أحد أهم المقاصد أمام مؤسسات الأعمال الدولية ذات الأهمية، مثل تلك المتواجدة هنا في المملكة المتحدة.
ودعا الرئيس السيسي إلى تكثيف تنفيذ المشروعات الرامية لتطوير البنية التحتية التي تسهم في تحقيق الاندماج القاري، وتفعيل كافة المراحل التنفيذية لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية بما يُسهم في تعزيز حركة التجارة البينية وزيادة تنافسية القارة على الصعيد الدولي، ويقيم سوقا أفريقيا جاذبا للاستثمار الأجنبي،
ودعم الدور المهم للقطاع الخاص المحلى في تعزيز الجهود الوطنية للدول الأفريقية في تحقيق التنمية، وتمكين الشباب والمرأة بدول القارة، وتوفير فرص العمل، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي.
كما دعا إلى فتح الأسواق البريطانية أمام المنتجات الأفريقية، سعيا لزيادة قيمة التبادل التجاري ومعالجة الخلل الكبير في الميزان التجاري بين الجانبين، إلى جانب توفير التمويل الدولي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البلدان الأفريقية، لكونها الأكثر مساهمة في توفير فرص العمل وزيادة الصادرات.
والتقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وذلك بمقر رئاسة الوزراء في لندن، حيث أكد الرئيس تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي مع بريطانيا خلال الفترة المقبلة، وتعزيز التنسيق السياسي والأمني وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الرئيس السيسي إلى التطلع لمزيد من الانخراط لبريطانيا في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلا عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات البريطانية في مصر ودفع عجلة التعاون الاقتصادي بين الجانبين، خاصةً في ضوء الإصلاحات التي دشنتها الحكومة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار والأعمال في مصر، وكذلك الفرص الواعدة المتاحة بالمشروعات القومية الكبرى.
وتطرق اللقاء إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن آخر تطورات عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وبريطانيا سعيا لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية.
كما التقى الرئيس السيسي مع الأمير وليام، دوق كامبريدج ونجل ولي عهد بريطانيا، بمقر قصر باكينجهام الملكي في لندن، حيث أشاد الرئيس بعلاقات التعاون المصرية البريطانية الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومؤكدا تطلع مصر لتعزيزها، لا سيما في مجالات السياحة والتعليم، وكذا على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات البريطانية في مصر.
والتقى الرئيس أيضا فيلكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على الارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، فضلاً عن الاستمرار في تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدات الممكنة للكونغو الديمقراطية.
كما التقى الرئيس السيسي في إطار قمة لندن مع برافيند كومار جوجناوث، رئيس وزراء موريشيوس، حيث أكد حرص مصر على تعزيز التعاون بين مصر وموريشيوس في مختلف المجالات، لا سيما التبادل التجاري وتوفير الدعم الفني وبناء القدرات.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكري وزير الخارجية، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وتناول الاجتماع تطورات مفاوضات سد النهضة، خاصةً في ظل الاستعدادات الحالية لإجراء الجولة القادمة من الاجتماعات خلال الشهر الجاري بواشنطن لبلورة اتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل السد، حيث اطلع الرئيس على الموقف التفاوضي في إطار الرعاية الأمريكية للمفاوضات الثلاثية، كما تم استعراض الموقف المصري ومحدداته وثوابته في هذا الخصوص.
ووجه الرئيس بمواصلة العمل على الحفاظ على حقوق مصر المائية لصالح الأجيال الحالية والقادمة.
وتطرق الاجتماع إلى عدد من الموضوعات بشأن الإجراءات الجاري اتخاذها لمكافحة الإرهاب في إطار حماية حدود الدولة وتأمينها، بالإضافة إلى مستجدات عدد من الملفات الخارجية في سياق التحديات التي تهدد أمن المنطقة.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بحضور الاحتفال بعيد الشرطة، حيث وضع أكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، وعقد اجتماعا مع أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، وقام بتكريم عدد من قيادات وضباط الشرطة وأسر شهداء الشرطة الأبطال.
وألقى الرئيس كلمة أكد فيها أن عيد الشرطة ليس مقصورا على رجالها فحسب، وإنما هو عيد لكل المصريين، فأبناؤها لم يكونوا منفصلين في يوم من الأيام عن آمال الوطن والأمة، وهم أيضا جزء من نسيجه الوطني، مشيدا بما حققه رجال الشرطة من استقرار لمصر والذي يعد شرطا أساسيا للتنمية والتقدم. .