رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ماذا لو غارت الحماة من زوجة ابنها !

14-4-2017 | 18:10


تحقيق : سماح موسى

"منذ زواج ابني أشعر أن زوجته استحوذت على مكانتي كزوجة وصديقة  وأم فأصبحت المستشارة والمديرة لشئون المنزل، وفوجئت أنني لم يعد لي أي قيمة في بيتي الذي بنيته مع زوجي"طوبة طوبة" فعزمت على ترك البيت علما أنني لم أغادره منذ ثلاثين عاما غاضبة من زوجى، فماذا أفعل كي أحافظ على بيتي ومكانتي وألا أكون سببا فى إفساد حياة ابنى وهدم أسرته؟"

كانت هذه مشاعر مختلطة من الحزن والألم والحيرة لأم تملكتها مشاعر الغيرة من زوجة ابنها التى تدخلت فى شئون منزلها حتى وصل الأمر إلى غيرتها على زوجها منها، فماذا لو غارت المرأة على زوجها من زوجة ابنها؟

"حواء" ترصد آراء بعض السيدات حول تجربتهن مع الغيرة والمشاكل الناتجة عنها، وكيفية التعامل معاها وحلها من خلال آراء علماء النفس وخبراء التنمية البشرية .

في البداية تقول سيدة أحمد 50 عاما: في بداية الأمر كنت سعيدة  بمعاملة زوجي الطيبة لزوجة ابني، حيث كانا يضحكا سويا ويأخذ رأيها في كل الأمور لإشعارها أنها جزء من الأسرة، ومع مرور الوقت بدأ من حولي ينبهونني بخطـأ في العلاقة فتملكتنى الغيرة حتى طلبت من زوجي عدم محادثتها، فلاحظ ابني ذلك وطلب الانتقال لمنزل آخر".

أما رقية محمد 60عاما فتقول:"حبي لابني جعلني أسكت عن أشياء كثيرة زائدة عن الحد منها علاقة زوجته بحماها، وتنازلت عن حقوقي الإدارية في البيت لدرجة أن زوجي كان يأخذ رأيها حتى في أمور تتعلق بعمله، ما دفعنى للشكوى لابنى لكن للأسف تسبب ذلك فى خراب بيته وانفصاله عن زوجته".

مراعاة مشاعر الغيرة

تقول د.ناهد نصر الدين، خبيرة التنمية البشرية: غيرة الحماة على زوجها من زوجة ابنها لها شقان أولهما انعدام ثقتها في نفسها والآخرين سواء زوجها أو زوجة ابنها، والثاني عدم مراعاة الطرف الآخر" زوجها " لمشاعرها، وهذا ما أمرنا به ديننا حينما حثنا النبى الكريم على اتقاء الشبهات، فمن الممكن أن يكون تصرف والد الزوج مع زوجة ابنه بدافع الأبوة وحسن النية، لكن يجب أن تكون لهذه العلاقة حدود ودون إلغاء لدور زوجته بحجة أن زوجة الابن أكثر وعيا منها، علما بأنها من عاشت معه سنوات طويلة وساهمت في تربية أبنائه وكانت مستشاره الأول والأخير.

وتنصح خبيرة التنمية البشرية زوجة الابن أن تراعى مشاعر حماتها وزوجها ولا تخرج من حجرتها الخاصة بملابس غير لائقة بحجة أن حماها محرم عليها لأن زوجها قد يشك فى تصرفاته ووالدها في وقت انتشر فيه زنا المحارم مثلما نشاهد  بالمسلسلات التركية وغيرها من الأفكار السلبية الغريبة عن مجتمعنا التي تصدر لنا من الخارج، كما تنصح بمشاركة زوجة الابن حماتها في أي حوار بينها وبين والد زوجها للقضاء على أى شكوك قد تساورها.

وتؤكد د.ناهد أنه على أم الزوج"الحماة" دور كبير في استرجاع زوجها مع معرفة سبب لجوئه لغيرها في الاستشارة أو الحفاظ على أسراره، وعلى الابن دور في تنبيه والده بطريقة غير مباشرة لتصرفاته التى تثير الشكوك بمعنى أن يطلب منه استشارته في أموره الخاصة ودخوله دائرة الثقة والنقاش.

انعدام الثقة في زوجها

وتتفق د. ميري عبد الله، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس مع الرأي السابق وتضيف: قد يكون تاريخ والد الزوج حافلا بالعلاقات النسائية فيكون ذلك سببا فى غيرة زوجته عليه خاصة إذا كان يعشق الحوار مع الفتيات الصغيرات ومحاولته المعتادة للتقرب منهن، فمن الممكن أن تكون علاقاته الخارجية بعيدة عن الأسرة غير مقبولة، ولكن عنده حدود في التعامل داخل أسرته خوفا من خسارته لابنه فيكون تعامله معها تعاملاً بريئاً، لكن الحماة تفسرذلك بشكل خاطئ، لذا على الحماة أن تنتبه ولا تقتل بغيرتها علاقتها بزوجة ابنها وتتسبب في توتر العلاقة بين ابنها وزوجته بسبب شكوك وغيرة قاتلة لا ذنب  لهما فيها.

ويحذر أستاذ علم النفس من استخدام  زوج الأب علاقته البريئة بزوجة ابنه فى إثارة غيرة زوجته لأنه يشعر بإهمالها له، لأن ذلك قد يتسبب في كره الحماة لزوجة ابنها وغيرتها منها وتعميق إحساس الغيرة والشك  داخل ابنها ضيق الأفق.

أما عن نظرة المجتمع لغيرة الحماة على زوجها من زوجة ابنها فتقول د. عزة صيام، أستاذة الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها: إن المجتمع يتهمها بضيق الأفق وانعدام الوعي وتفكيرها المحدود في تفسير الأمور، فكيف تشك هذه الحماة في وجود علاقة غير بريئة بين زوجها وزوجة ابنها الذي يكون بمثابة والدها ومحرم شرعا عليها، وقد تكون تلك العلاقة نصرفات عادية تعودت  زوجة الابن عليها في بيت أهلها فأرادت أن تتقرب من حماها كفرد من العائلة بطريقتها الخاصة.