رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نقاد : نادية لطفي تركت بصماتها القوية في الفن والمجتمع

4-2-2020 | 19:14


سيطرت حالة من الحزن على الوسط الفني بعد وفاة الفنانة نادية لطفي، التي رحلت عن عالمنا اليوم الثلاثاء عن عمر ناهز الـ 83 عاما بعد صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت حالتها الصحية في الفترة الأخيرة، وبعد أن استعادت وعيها بشكل طفيف، وتحدثت مع من حولها داخل غرفة العناية المركزة إلا أنها سرعان ما دخلت في غيبوبة مرة أخرى.


وتنوعت عبارات النعي التي كتبها العديد من الشخصيات العامة والفنانين في وداع الفنانة الكبيرة، لكنهم أجمعوا على أنها كانت إنسانة تتمتع بالصدق والموهبة وطيبة القلب التلقائية في التعبير، واستطاعت أن تفرض شخصيته في مجال الفن وأيضا في المجتمع.


وقال الناقد الفني طارق الشناوي،إن مواقف الفنانة الراحلة نادية لطفي الإنسانية والعربية ستظل خالدة، لافتا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كرَّم الفنانة الراحلة نادية لطفي ومنحها وسام "نجمة القدس"؛ تقديرا لمسيرتها الفنية المليئة بالعطاء وخدمة السينما والدراما، وذلك أثناء زيارته لها داخل مستشفى المعادي العسكري .


وأضاف الشناوي : "الفنانة الراحلة نادية لطفي كان لها مواقف راسخة، حيث زارت بيروت خلال الحصار الإسرائيلي عام 1982، إلى جانب مواقفها الإنسانية المشرفة في المستشفيات وحرصها على زيارة المرضى وحتى أثناء مرضها في آخر سنوات عمرها كانت تحرص على زيارة المرضى العسكريين لتخفف عنهم وترفع روحهم المعنوية فتحولت وهي مريضة إلى طبيبة لأرواح المرضى.. فكانت المستشفى تتحول خلال زيارتها للمرضى لمنصة حياة وأمل.. كما حرصت على المشاركة في ندوات ولقاءات فنية".


وأشار الشناوي إلى أن علاقة الفنانة الراحلة نادية لطفي بكبار مخرجي السينما كانت قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل، وكان أهم ما يميزها داخل الوسط الفني وفي تعاملها مع كبار المخرجين ومن بينهم شادي عبد السلام وحسين كمال روح الود و"الجدعنة"، مضيفا أنها رحبت بالمشاركة في فيلم "أبي فوق الشجرة" بعدما اعتذرت النجمة هند رستم في توقيت حرج عن عدم المشاركة فيه.


من جانبه، قال الناقد الفني محمد قناوي إن الفنانة الراحلة نادية لطفي تعد من الفنانات القلائل اللاتي تركن بصمة كبيرة ومؤثرة على الجمهور، فهي نموذج للفنانة الموهوبة الشاملة في الأعمال الدرامية والتراجيدية والكوميدية، يتضمن أرشيفها 85 فيلما، 90 في المائة منها تدخل في موسوعة أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية.


وأضاف قناوي أن أدوار الفنانة الراحلة نادية لطفي كانت تتميز بالتنوع، ولا ينسى أحد دورها في فيلم "المومياء" الذي يعكس براعة وموهبة متميزة، كما أن اختيار المخرج الراحل يوسف شاهين لها في أحد الأدوار المهمة في فيلم "الناصر صلاح الدين" اعتراف بأنها فنانة موهوبة وبارعة، لافتا إلى أن فيلم "السمان والخريف" من أهم المحطات في مشوارها الفني.


وقال إنها انسحبت من الفن في توقيت لم يعد مناسبا بالنسبة لها للعطاء، حرصا منها على الحفاظ على صورتها الذهنية لدى الجمهور، وكان آخر ظهور لها في مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993، وتوقفت بعدها عن المشاركة في أي عمل فني، لتكتفي بنشاطها الإنساني، ولا ينسى أحد دورها البارز مع جمعيات الجرحى والمصابين خلال العدوان الثلاثي العام 1956 وحربي 1967 و1973.