لمحات من حياتها.. تعرف على مكتشف نادية لطفي وأستاذها في التمثيل
رحلت فاتنة من فاتنات السينما في
عصرها الذهبي، وهي الفنانة نادية لطفي التي ولدت بطلة في أول عمل سينمائي شاركت
فيه مع نجمي الشاشة فريد شوقي ورشدي أباظة وهو فيلم "سلطان".
عن
بداياتها ولمحات من حياتها نلقي الضوء لنظهر كيف ظهرت بولا محمد شفيق في السينما
وتألقت باسم نادية لطفي.
لم يكن في حسبانها أن تعمل يوما في
الفن، فقد كانت هواياتها الرسم والتطريز، أما عالم السينما فقد كانت كأي فتاة
تشاهد ما يعرض من أفلام، لكنها لا تعرف لماذا امتلكت ألبوما لتضع فيه صور من يعجبها
من نجوم الفن ومنهم فاتن حمامة وتحية كاريوكا وكمال الشناوي وشكوكو، وقد كان
الأخير يمثل لها الشخصية الشعبية المصرية الأصيلة وكانت تحب لونه الفني.
لم تنس بولا كلمات الإطراء التي كثيرا
ما كان يقولها صديق عائلتها جان خوري صاحب شركة الشرق للإنتاج السينمائي،
وكثيرا ما كان يدعوها خوري والعائلة لمشاهدة أفلامه التي ينتجتها في نهاية
الخمسينيات، وفي ختام الفيلم يقول لها: أنت أجمل من بطلات أفلامي، وكانت بولا في
ذلك الوقت متزوجة ومضت شهور قليلة على إنجاب ابنها الوحيد أحمد، والعمل في السينما
في تلك الحقبة كان حلما لكل الفتيات، ولكنها لم تكن متأكدة من تلميحات جان خوري التي
تأكدت فعليا عند زيارتها له في المنزل، فقد كان بصحبته المنتج رمسيس نجيب الذي ما
إن رآها واستمع إليها إلا وعرض عليها أن تشارك في فيلمه الجديد.
كان على رمسيس نجيب أن يقترب أولا من
عائلة بولا، وأن يمهد لهم كيف ستتحول إلى ممثلة، وأن الفن لن يكون فيه أي خطر عليها،
وضرب لهم أمثالا كثيرة بنجمات الفن ومنهم فاتن حمامة وليلى مراد وغيرهما، وأنا
ستكون بطلة من أول فيلم ولن يكون طريقها شاقا مثل نجوم الصف الثالث .. وبعد موافقة
الأهل كان على رمسيس نجيب أن يهيئ تلك الفتاة التي لا تعرف التمثيل للعمل في فيلمه
الجديد "سلطان".
كان سبب إصرار رمسيس نجيب أن تعمل
بولا في فيلمه هو المصداقية التي سيضفيها الوجه الجديد بولا التي تحول اسمها إلى
نادية لطفي، والتي ما كانت تتحقق لو قامت ممثلة مشهورة بهذا الدور، وكان على رمسيس
نجيب أن يجد ساحرا ليعلم نادية التمثيل، فاختار الأستاذ الكبير عبد الوراث عسر
ليكون معلمها، وبالفعل أقرت نادية لطفي بأنها تعلمت أصول اللغة العربية وفن
الإلقاء والحديث والوقفات، ودراسة الشخصية التي ستمثلها، وبتنفيذ تعليمات عسر
أجادت في آداء دورهابفيلمها الأول سلطان، ووجدت ترحيبا ودعما كبيرا من أبطاله.
ورغم رصيدها السينمائي الذي بلغ 76
فيلما، تنوعت فيه أدوارها، ومنها لويزا في الناصر صلاح الدين وبديعة مصابني وقصر
الشوق، إلا أنها اعترفت أن فيلم الخطايا سبب لها انتشارا أكبر وتعتز به وأيضا فيلم
أبي فوق الشجرة، رغم أن لها أدوارا مميزة منها فيلم النظارة السوداء والمومياء.