رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.. عام من العمل وتعميق الشراكات القارية مع القوى الدولية.. وخبراء: من أنشط فترات الاتحاد.. والدور المصري سيتسمر لخدمة قضايا القارة
عام من العمل والجهد بذلته مصر
لخدمة قضايا القارة الأفريقية، خلال توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي، حيث أكد
دبلوماسيون أن فترة رئاسة مصر للاتحاد هي من أنشط مراحل عمله، حيث نجحت القيادة
المصرية في إدارة ملفات الاتحاد وبناء شراكات متوازنة مع القوى الدولية، موضحين أن
مصر ستواصل دورها لخدمة القارة بعد انتهاء رئاستها.
وتنطلق
الأحد المقبل الدورة العادية الـ33 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي،
والتي ستعقد يومى الأحد والاثنين 9 و10 فبراير، وتعقد القمة تحت شعار "إسكات البنادق:
تهيئة الظروف المواتية لتحقيق التنمية في أفريقيا"، وسيسلم الرئيس عبد الفتاح
السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي لنظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا.
واليوم فازت مصر بعضوية مجلس السلم
والأمن الأفريقي بأغلبية ساحقة للفترة ٢٠٢٠ – ٢٠٢٢، وذلك خلال الانتخابات التي عقدت
اليوم بأديس أبابا على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي"، حيث
ستواصل مصر جهودها الحثيثة لتعزيز السلام والاستقرار في القارة الأفريقية.
إسكات
البنادق ضرورة لبدء التنمية
وفي هذا السياق، قال السفير محمد الشاذلي،
مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن فترة رئاسة مصر الاتحاد الأفريقي تعد من أنشط فترات
عمل الاتحاد من حيث المبادرات التي طرحت واللقاءات بين الزعماء والقمم التي شاركت فيها
مصر كرئيس للاتحاد مع قوى كبرى كاليابان والصين وروسيا وألمانيا وبريطانيا وغيرهم من
المحافل الدولية.
وأضاف الشاذلي في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، إن هذا النشاط كان متوقعا نظرا لكون مصر دولة مؤسسة للاتحاد الأفريقي
وتتمتع بدلوماسية ذات مصداقية ونشاط يؤهلها للقيام بدور فعال على الساحة الدولية، مشيرا
إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيرأس القمة المقبلة في أديس أبابا والتي تحمل شعار
"إسكات البنادق"، وسيسلم السيسي رئاسة الاتحاد لجنوب أفريقيا.
وأوضح أن مبادرة إسكات البنادق طرحها
الرئيس السيسي خلال قمة أديس أبابا 2019، من منطلق ما تعانيه القارة الأفريقية فرغم
أنها من أثرى قارات العالم لكن شعوبها لا يتمتعون بهذه الثروات، مؤكدا أن أحد أهم معوقات
التنمية في أفريقيا هو الصراعات والاقتتال القبلي.
وأشار إلى أن كافة دول القارة تشهد
اقتتالا شديدا كالصومال وليبيا والكونغو وغرب أفريقيا بوجود جماعة بوكو حرام الإرهابية،
وتنظيم جيش الرب في أوغندا في غرب القارة، مضيفا إنه لا يمكن تحقيق التنمية والرفاهية
بدون الاستقرار، لذلك فمن المهم نزع فتيل القتال عن هذه المناطق.
وأكد أن المبادرة تتضمن جانبا يخص إعادة
إعمار المناطق المتضررة من الحروب والعنف حتى يمكن لأهالي هذه المناطق الاستقرار في
بلادهم وبدء عمليات التنمية.
مصر
ستواصل دورها لخدمة القارة
فيما قال السفير محمد المنيسي، مساعد
وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بذل خلال عام توليه رئاسة الاتحاد
الأفريقي نشاطا كبيرا وكان عاما ناجحا، مضيفا إن الرئيس قام بأنشطة كبيرة خلال هذا
العام لخدمة قضايا القارة الأفريقية وعرض أولوياتها أمام كافة المحافل الدولية.
وأوضح المنيسي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن السيسي قدم رؤية أمام كل القوى الدولية لتحقيق التنمية والاستقرار
في القارة عبر مشاركته في مجموعة كبيرة من القمم الدولية، من بينها قمة الصين أفريقيا،
وقمة منتدى سوتشي روسيا أفريقيا، وقمة التيكاد في اليابان، وقمة مجموعة السبع للشراكة
مع أفريقيا، وكذلك قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية.
وأشار إلى أن قمة الاتحاد الأفريقي
المقبلة في أديس أبابا ستشهد تسليم السيسي رئاسة الاتحاد لنظيره الجنوب أفريقي، مضيفا
إن شعار القمة هو إسكات البنادق، وهي المبادرة التي كان الرئيس قد طرحها في فبراير
2019 بأديس أبابا بهدف إنهاء الصراعات والحروب الأهلية والاقتتال الداخلي في القارة.
وأكد أن انتهاء رئاسة مصر للاتحاد لا
يعني نهاية دورها في خدمة قضايا القارة، فهي ستظل عضوا في "الترويكا" الأفريقي،
كما أنه تم انتخابها اليوم بالإجماع عضوا في مجلس السلم والأمن الأفريقي، مضيفا إن
كافة المسئولين في القارة الأفريقية أكدوا مدى نجاح رئاسة مصر للاتحاد والدور الكبير
الذي بذله الرئيس السيسي خلال هذا العام.
بناء شراكات متوازنة مع القوى
الدولية
ومن جانبه، قال الدكتور باسم رزق، أستاذ
العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قمة الاتحاد الأفريقي الـ33 المقبلة في أديس أبابا
توافق انتهاء فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بعد توليها هذه المسئولية لمدة عام،
مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيرأس القمة التي تعقد تحت شعار إسكات البنادق وسيسلم
الرئاسة لجنوب أفريقيا.
وأوضح رزق، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن القمة ستشهد أيضا عرضا لأهم نتائج فترة رئاسة مصر، وخاصة مع الملفات
واللقاءات التى تم عقدها مع عدد من القوى الكبرى، مضيفا إن القمة المقبلة ستناقش مجموعة
من الملفات الملحة على أجندة القارة ومن بينها مبادرة إسكات البنادق التي أطلقها الرئيس
السيسي العام الماضي وآليات تنفيذها خلال العام الجاري.
وأضاف إن القمة ستتناول أيضا ملفات
التنمية والتجارة، والاقتصاد، والإرهاب، مشيرا إلى أن مبادرة إسكات البنادق تهدف إلى
تسوية كافة الصراعات التى تضرب ربوع القارة والتى تعد جزءا رئيسيا من أجندة الاتحاد
الأفريقي 2063.
وأكد أن مصر خلال عام رئاستها نجحت
إلى حد كبير في إدارة الملفات التى أوكلت لها خاصة ملف الصراعات وعلاقات القارة الأفريقية
مع كافة القوى الدولية، وكذلك محاولة بناء شراكات متوازنة، مضيفا إنه خلال هذا العام
شارك السيسي في عدد من اللقاءات الدولية من بينها السبع الكبار وألمانيا والتيكاد وروسيا،
إلى جانب قمم لمحاولة تسوية الصراعات كما حدث في السودان وليبيا.