أكد دبلوماسيون أن فترة رئاسة مصر الاتحاد الأفريقي شهدت نشاطا كبيرا على كافة الأصعدة في وكافة المجالات، التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، موضحين أن السيسي عرض قضايا القارة الأفريقية واحتياجاتها للاستثمار أمام المحافل الدولية، وأن هذا الدور لن يتوقف بعد انتهاء رئاسة مصر للاتحاد القاري وإنما سيستمر.

 

وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية، حيث سلم رئاسة الاتحاد الأفريقي لنظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، والذي وجه الشكر للرئيس السيسي على الطريقة المتميزة والعمل الشاق الذي قام به خلال ترؤسه الاتحاد الإفريقي، مضيفا "إنني سأعتمد خلال رئاسة الاتحاد على دعم الدول الأعضاء".

وقال الرئيس السيسي إنّ فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، اتسمت بالزخم الشديد في مختلف المجالات، وحرصت مصر على حمل لواء الاتحاد بكل صدق وأمانة لمسنا خلالها عن قرب حجم التحديات التي تواجه قارتنا الغالية، وبالمقابل حجم الفرص الواعدة التي تزخر لها للتقدم والتنمية.

 

 

ترحيب أفريقي بالدور المصري

فيما قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق بمنظمة الوحدة الأفريقية، إن فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال العام الماضي تميزت ببذل جهود كبيرة جدا على كافة الأصعدة وفي كافة المجالات، مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي مثّل القارة الأفريقية في كل الاجتماعات الدولية المتعلقة بالقارة.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز هذه القمم ما عقد في اليابان والصين وألمانيا وإنجلترا وفرنسا وروسيا، مضيفا إن هذا الجهد المبذول من قبل مصر لاقى الترحيب من كل القادة الأفارقة ودول العالم التي تريد إقامة علاقات طيبة مع القارة، وكذلك تم تفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد.

 

وأوضح أن القمة الأفريقية في دورتها الحالية تعقد تحت شعار "إسكات البنادق"، وهي مبادرة اعتمدت منذ عدة أعوام، وأعلن السيسي في كلمته خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا الماضية تبنيها خلال عام 2020، مؤكدا أن هذه المبادرة وضعت حدا زمنيا لإنهاء كل النزاعات والقتال في أفريقيا بحلول عام 2020.

 

وأضاف إن هذا الحد الزمني للمبادرة لم ينفذ، ومن المتوقع أن تعمل القمة الأفريقية على تمديد خطط المبادرة الزمنية لفترة مقبلة لبذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراعات والمعارك والاقتتال في أفريقيا.

 

 

دور مصر تجاه القارة لن يتوقف

ومن جانبه، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، إن مصر خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي تحركت على المستوى الثنائي والمتعدد، من خلال العديد من المنتديات والمؤتمرات سواء التي عقدت في مصر مثل منتدى الشباب والمنتدى العربي الأفريقي ومنتدى أسوان ومنتدى الاستثمار أو على المستوى الإقليمي والدولي، حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في العديد من المؤتمرات التي عقدت مثل مؤتمر ميونخ والعشرين ومجموعة السبع والتيكاد ومنتدى روسيا أفريقيا، وكذلك قمم روسيا والصين وبريطانيا، مضيفا إن كل هذه التحركات أتت بنتائج إيجابية وبناءة في إطار برنامج الاتحاد الأفريقي 2063.

 

وأكد حليمة في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجهد المصري شمل الملفات الأمنية والاقتصادية والمجتمعية والسياسية، فكان لمصر دور محوري وإيجابي وبناء في كل هذه الملفات وحقق العديد من الإنجازات، مضيفا إن مصر أصبحت أيضا مركزا للعديد من المؤسسات التي تم استحداثها كصندوق السلام ومركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراعات ومركز الفضاء الأفريقي.

 

وأشار إلى أن مصر حققت نجاحا كبيرا في فترة رئاستها، وهو دور لن يتوقف، بل سيستمر سواء من خلال "الترويكا" الأفريقية التي تضم الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي والرئيسين السابق والمقبل، وكذلك من خلال التحركات النشطة والفاعلة على المستوى الثنائي من جانب القيادة المصرية.

 

وأضاف إن القمة اليوم ناقشت مبادرة إسكات البنادق، والتي تعد الموضوع الرئيسي للاتحاد الافريقي في فترة رئاسة جنوب أفريقيا 2020، مؤكدا أن هذه المبادرة مرتبطة بقضايا الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية ومكافحة الإرهاب وإنهاء النزاعات المحلية والأفريقية- الأفريقية والحروب الأهلية بما يحقق الأمن والاستقرار في القارة.

 

وأشار إلى أن صندوق السلام الذي تم إنشاؤه مؤخرا يخدم هذا الأمر ويعد هو أحد إنجازات فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، إلى جانب تدشين منطقة التجارة الحرة الأفريقي في مايو الماضي.

 

السيسي عرض قضايا القارة الأفريقية

فيما قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام القمة الأفريقية بأديس أبابا استعرضت إنجازات مصر خلال عام رئاستها الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن مصر خلال عام رئاستها بذلت مجهودا كبيرا لعرض قضايا القارة الأفريقية وأولوياتها.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السيسي خلال عام رئاسته الاتحاد الأفريقي ركز على عدد كبير من الملفات ومن بينها التنمية والاستثمار في أفريقيا وتطوير البنية التحتية، وعرض هذه القضايا أمام المحافل الدولية مثل التيكاد، وقمم ألمانيا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وكذلك الأمم المتحدة.

 

وأشار إلى أن السيسي أوضح خلال هذه القمم احتياجات القارة للاستثمار وليس إلى المعونات وأن الاستثمار سيخلق فرص عمل وتوطين التكنولوجيا وتمكين الشباب والمرأة ، مضيفا إنه يبقى على الدول الأفريقية أن تستعد لاستقبال الاستثمار بمشروعات مفيدة وتدريب الكوادر للاستفادة من فرص التصنيع الجديد.

 

وأكد أهم الملفات التي ناقشتها القمة الأفريقية اليوم هو مبادرة إسكات البنادق، الذي يعد ملفا في غاية الصعوبة ويحتاج لجهد كبير ليس فقط أمنيا وإنما اجتماعيا وثقافيا لتغيير ثقافات اللجوء إلى الحرب والصراع إلى ثقافة السلام والمجتمع الواحد بدلا من النزاعات العرقية والقبلية.

 

وأضاف من المهم أن تنجح القمة الأفريقية في الخروج بآلية خاصة لتحقيق الأمن وأخرى لتغيير الثقافة المجتمعية ونبذ أسباب الخلاف القبلي وتحقيق التعايش السلمي والمواطنة.