خبراء عسكريون: مبادرة السيسي بإنشاء "قوة إفريقية مشتركة" .. مبادرة من أجل السلام والتنمية
بالتزامن مع مبادرة القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بـ استضافة مصر لقمة أفريقية تخصص لبحث إنشاء قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب، والتي تأتي انطلاقا من واقع مسؤوليات مصر تجاه القارة وإيمانا منها بأهمية ذلك المقترح لتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية .
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستضيف فيه القاهرة على مدى ثلاثة أيام إجتماع رؤساء أركان دول تجمع الساحل الخمس (G5) وممثلى الدول المانحة وذلك في الفترة من 9 إلى 11 فبراير الجاري، ليؤكد أن القوات المسلحة المصرية تسير وفق استراتيجية الدولة وقيادتها السياسية الهادفة، نحو إقامة دولة تتمتع بمقومات البناء والقوة داخليا من جهة، وسبل تعزيز آليات التعاون بين مختلف دول القارة الإفريقية بشكل عام، وتجمع الساحل الخمس بشكل خاص، في مجال محاربة الإرهاب، عبر تقديم الدعم المتبادل في كافة المجالات، وتبادل التجارب والخبرات في مجالات الأمن والدفاع وإطلاق جهود التنمية.
ومن المقرر أن تقدم مصر أيضا خلال اجتماع G5، مقترحاً لتدريب كوادر دول الساحل الخمس في مجال مكافحة الإرهاب مما يزيد من قدرة هذه العناصر على مواجهة خطر الإرهاب ويساهم في تحقيق المزيد من سبل الأمن وفتح آفاق التنمية في تلك الدول .
وتأتي هذه الاجتماعات في إطار حرص القيادة السياسية على تعزيز الدعم والتعاون المستمر مع الدول الأعضاء لدحر الإرهاب ودعم جهود الأمن
والاستقرار بهذه المنطقة الحيوية من القارة الإفريقية .
ومن جانبه .. أكد لواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، على الأهمية الكبيرة لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء قوة إفريقية مشتركة لمحاربة الإرهاب على مستوى القارة، قائلا "المبادرة جاءت في توقيت بالغ الأهمية نظرا للتهديدات التي تواجهها القارة الإفريقية، والتي تتمثل في مثلث "الإرهاب والنزاعات الداخلية والتطرف"، وهو الثالوث الذي يضرب بعنف الوضع الأمني وأية مشروعات تنموية .
وأضاف اللواء الحلبي، أن أية مشروعات تنموية لن يكتب لها النجاح، ولن تتم إلا في ظل وجود مظلة أمنية جيدة، تضمن لها الاستمرار، مؤكدا أن الرؤية المصرية بضرورة إنشاء قوة إفريقية مشتركة، "رؤية صائبة" تقوم على أن مواجهة الإرهاب يجب أن يكون بإيدي إفريقية، وليست بواسطة دول من خارج القارة، لا تتفق مع طبيعة الوضع بإفريقيا، مثلما الوضع في سوريا .
وقال لواء طيار دكتور هشام الحلبي، إن المشكلة الكبرى التي تواجه القارة الإفريقية، هو نقل جماعات إرهابية من سوريا إلى ليبيا، الأمر الذي يفاقم جدا من خطورة الوضع بإفريقيا، في الوقت الذي تعاني منه بعض دول القارة من عدم القدرة على المواجهة، نظرا لتردي الحالة الأمنية، بجانب التحرك الضعيف أو المنعدم من قبل المجتمع الدولي لمواجهة نقل الإرهاب إلى ليبيا .
وأكد الحلبي، أهمية الطرح الذي قدمه الرئيس السيسي في القمة الإفريقية والمتمثل في "التشاور المستفيض والمدروس" من مجلس السلم والأمن الإفريقي والهيئات الأخرى بالاتحاد الأفريقي لهذه القوة، وهو ما يعد نقطة قوة، وصولا إلى تعزيز الأمن والسلم بأفريقيا، مرتكزا على أن مبدأ الحل في إفريقيا، يجب أن يكون إفريقيا، وهو ما يضمن بدء واستمرار المشروعات التنموية، وأيضا وجود بنية أمنية ملائمه تجذب الاستثمارات الخارجية للقارة السمراء .
وأشار اللواء هشام الحلبي إلى تجربة مصر الرائدة والناجحة في مكافحة الإرهاب، والتي أشاد لها العالم أجمع، وساعدت على جذب الاستثمارات الخارجية .
وقال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا،إن استضافة القاهرة لاجتماع الـ G5 تصب في اتجاه الدور المصري الإيجابي تجاه دول القارة الإفريقية لمكافحة الإرهاب، وأيضا التعاون العسكري ما بين دول الساحل والصحراء، والذي أفرز مركز القاهرة لمكافحة الإرهاب بجانب التدريبات المشتركة مع عدد من دول الساحل والصحراء وتقديم 2000 منحة مصرية للأفارقة للدراسة في الأكاديميات التابعة للقوات المسلحة المصرية.
وأوضح أن استضافة القاهرة لاجتماع الـ G5، يزيد من القدرة على مواجهة خطر الإرهاب ويساهم في تحقيق المزيد من سبل الأمن وفتح آفاق التنمية في تلك الدول، وهو ما يؤكد أن هذه الخطوات تأتي ترتيبا على ما سبق، وليس طرحا نظريا، وهو ما يعطي المصداقية العالية جدا لمبادرة السيد رئيس الجمهورية.
ومن جانبه .. أكد اللواء أركان حرب علي حفظي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن مقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء القوة الافريقية المشتركة، جاء انطلاقا من الرؤية نحو "المستقبل والتنمية" في القارة الإفريقية، مشيرا إلى القدرة التي تتمتع بها مصر لدعم دول القارة جميعا، ولا سيما "غرب أفريقيا " لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية .
وشدد اللواء حفظي، على أن قوة فكرة الرئيس السيسي بإنشاء قوة إفريقية مشتركة، تنبع من كونها من داخل الاتحاد الأفريقي الذي يمثل القارة الأفريقية كلها .
وأوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن كل دولة إفريقية ستقدم مقترحاتها حسب إمكاناتها وقدراتها، مؤكدا أن مصر الدولة الوحيدة التي تتمتع بقدرات وإمكانيات لصالح دول القارة الأفريقية .
وأشار اللواء أركان حرب علي حفظي، إلى التوجه السليم بمقترح أن يكون حل مشاكل القارة الأفريقية بأيدي الأفارقة أنفسهم، وليس من الخارج، موضحا أهمية الرؤية الواضحة التي يمكن البناء عليها، وكيفية التحرك والاستراتيجيات التي تتم على الأرض، وصولا الى تحقيق الهدف وهو الأمن والسلام والبناء والتنمية لكافة الدول الأفريقية.