التخطيط: الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بريادة الأعمال وتهيئة المناخ لشباب المبتكرين
قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، إن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بريادة الأعمال وتشجيع الابتكار، والحرص على تهيئة المناخ لشباب المبتكرين ورواد الأعمال سواء بدعم ثقافة العمل الحر أو بتوفير التمويل اللازم لمشروعاتهم ومبادراتهم، فضلًا عن التوسع في إنشاء حاضنات الأعمال.
وأضافت السعيد - في كلمتها اليوم /الخميس/ خلال ورشة عمل عقدها مشروع (رواد 2030) ممثلًا عن الوزارة بعنوان (رواد ميتر) - أن هذا يعد أحد الركائز الرئيسة التي تستند عليها سياسات وبرامج التشغيل وتوفير فرص العمل اللائق والمنتج وفقًا لرؤية مصر 2030.
وأوضحت أن الحكومة وضعت العديد من البرامج التنفيذية المحددة لتشجيع التكنولوجيا والابتكار ونشر ثقافة العمل الحر وتحفيز ريادة الأعمال في خطط العمل المرحلية، كما تسعى لترسيخ تلك التوجهات في نظم التعليم سواء الجامعي أو قبل الجامعي، مؤكدة أن ريادة الأعمال استطاعت أن تثبت على مدار العقد الماضي أنها الأساس الصلب للعديد من الاقتصادات سواء في المنطقة العربية أو في مختلف مناطق العالم.
وأشارت إلى أن الشركات الناشئة ترسم مشهدًا اقتصاديًا جديدًا بفضل تضافر العديد من العناصر متمثلة في التكنولوجيا والابتكار والطلب المتزايد من قِبل الشباب على المساهمة الفاعلة بمجال الأعمال وفقًا للأساليب الجديدة والمتطورة، والتي تعزز جميعها خلق فرص العمل المنتج واللائق وتدعم التوجه التنموي للدول.
ونوهت بأن مصر لم تكن بمعزل عن هذا التوجه العالمي، حيث تشهد حاليًا زخمًا لنشاط الشركات الناشئة يتواكب معه نمو قوي ومطرد منذ عام 2014 في الاستثمارات في مجال حاضنات الأعمال .
وأكدت حرص الوزارة على تنفيذ هذه المستهدفات؛ إيمانًا منها بضرورة استكمال الجهود المبذولة في هذا المجال، مشيرة إلى أهمية وضع استراتيجية وطنية لريادة الأعمال والتي ستعد بمثابة انطلاقة جديدة لدور الحكومة في دعم الشباب وتمكينهم، مع الأخذ في الاعتبار التنسيق بين كافة شركاء التنمية المعنيين من الوزرات والأجهزة الحكومية وأصحاب الأعمال ومنظمات المجتمع المدني؛ للمضي قدمًا نحو تعظيم دور ريادة الأعمال في المجتمع، حتى يتم توحيد الجهود وتنسيق الأهداف والسياسات والبرامج ذات الصلة.
وحول إشرف الوزارة على عملية تنفيذ رؤية مصر 2030 ودورها التنسيقي بين مختلف شركاء التنمية، أوضحت السعيد أنه سيتم العمل على تحقيق التوافق بين مشروعات البحث والابتكار وأولويات التنمية التي تُحدد من قِبل الوزارة باعتبارها الكيان المعني بقضايا التنمية الاقتصادية، وبما يحقق الأهداف التنموية التي تصبو إليها الرؤية بأبعادها الثلاثة.
وقالت: "إن حاضنات الأعمال هي أحد أهم الوسائل التى تساعد رواد الأعمال على إقامة المشروعات المختلفة، فضلًا عن كونها تلعب دورًا محوريًا في رفع نسب نجاح تلك المشروعات من خلال تقديمها لخدمات تسويقية ولوجيستية وتكنولوجية، إلى جانب التدريب لتأهيل الكوادر البشرية وغيرها من الخدمات التي قد يحتاج إليها الشباب في بداية طريقهم المهني".
وأكدت ضرورة وضع معايير موحدة لعمل حاضنات الأعمال، حيث يضمن الحفاظ على نهج موحد ومعايير متكاملة قابلة للقياس من شأنها الارتقاء بالمستوى والجودة التي تؤهل مصر للتنافسية وتعزز جودة الخدمات حسب التوجهات التنموية للدولة.
ولفتت إلى أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا لتنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر باعتباره هدفًا استراتيجيًا تسعى من خلاله لتشجيع الابتكار ودعم ريادة الأعمال ونشر ثقافة العمل الحر، مشيرة إلى كونه أحد الآليات الفاعلة التي تعوّل عليها الحكومة لاستدامة النمو الاقتصادي التصاعدي المتحقق في الاعوام الأخيرة، وتحقيق التنمية المكانية المتوازنة وخلق فرص العمل اللائق والمنتج.
وأوضحت السعيد أن ذلك يتم من خلال رؤية متكاملة ومنظور شامل يتضمن الجوانب والمبادرات الداعمة لبيئة العمل كافة على الجانبين التشريعي والمؤسسي، مع الاهتمام كذلك بالجوانب التمويلية وغير المالية.
من جهتها.. قالت الدكتورة غادة خليل مدير مشروع (رواد 2030): "إن ريادة الأعمال تحل حاليًا في مقدمة اهتمامات الدول العربية، حيث أصبح لها دورًا واضحًا وجليًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، موضحة أن من الناحية الاقتصادية تؤدي إقامة الأعمال الجديدة إلى خلق فرص عمل وزيادة الإنتاج المحلي، ومن الناحية الاجتماعية فإن انتشار مفهوم ريادة الأعمال في المجتمع يؤدي إلى توليد روح المبادرة والابتكار والتنافس بين الأفراد، فضلًا عن حل مشكلة البطالة.
وأضافت: "أن بناء أية دولة على أسس ريادة الأعمال ليس عملية سريعة، حيث ينبغي غرس ثقافة ريادة الأعمال في المراحل الأولية من التعليم لكي تتمكن من المنافسة والنمو في ظل البيئة العالمية سريعة التغيير"، مؤكدة ضرورة أن تركز كل دولة طاقاتها وإمكانياتها في الاهتمام برواد الأعمال والشركات الطموحة.
وحول دور ريادة الأعمال في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أشارت إلى إلى كونها محركًا هامًا للنمو الاقتصادي عبر نشر البيئة
الإبداعية، ولكونها آلية مهمة لاستحداث الأفكار الجديدة والإبداعات وتحويلها لمشروعات جديدة تنافسية تخدم الاقتصاد القومي.
وناقشت الورشة عددًا من الموضوعات المهمة تضمنت دور رواد 2030 وريادة الأعمال في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، التنمية الاقتصادية و رؤية مصر 2030، فضلًا عن تحديات ريادة الأعمال في مصر 2020 ودور ريادة الأعمال ورؤية مصر 2030.