قال رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور حسان دياب، إن لبنان يفتقد حاليا قوة حضور رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، العربية والدولية، من أجل إنقاذ البلاد من الأزمة المالية الحادة المتراكمة.
وأشار دياب - في بيان اليوم الخميس - إلى أن الذكرى الـ 15 لاغتيال رفيق الحريري تأتي ولبنان يمر بمرحلة دقيقة ويواجه تحديات خطيرة ماليا واقتصاديا واجتماعيا.
وأكد أن رفيق الحريري الذي أطلق مشروع إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد ما بين أعوام 1975 – 1990 وأزال آثارها، شكّل مقتله "اغتيالا لأحلام اللبنانيين وجريمة كبرى بحق مستقبل لبنان الذي أراده الحريري منارة في المنطقة والعالم".
وكان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، قد زار صباح اليوم على رأس وفد من علماء دار الفتوى اللبنانية، ضريح رفيق الحريري في وسط بيروت، والمجاور لجامع (محمد الأمين) مؤكدا أن الحريري "كان من السعة والعمق بحيث اعتبره الجميع رجل أمة ودولة ورؤية إنقاذية تعدَّى تأثيرها لبنان إلى المجالات العربية والدولية".
وأثنى مفتي لبنان - في كلمة له - على الدور الكبير الذي اضطلع به رفيق الحريري في إنجاز المصالحة الوطنية ووثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) التي تمت بمبادرة من المملكة العربية السعودية، على نحو أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، مشيرا إلى أن الحريري استطاع إخراج لبنان من الأزمات المتعددة، معتمدا على قوة العلاقات العربية والدولية التي أسسها.
واغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير عام 2005 في تفجير ضخم استُخدمت فيه مواد شديدة الانفجار، استهدف موكبه في العاصمة اللبنانية بيروت، وأسفر عن مقتله و 21 شخصا وإصابة 231 آخرين.
وشُكلت في أعقاب اغتيال الحريري، محكمة دولية خاصة بناء على طلب قدمته الحكومة اللبنانية إلى الأمم المتحدة، تحت مسمى (المحكمة الخاصة بلبنان) ويقع مقرها الرئيسي في مدينة لاهاي بهولندا، وبدأت عملها اعتبارا من شهر مارس 2009 ، وتحددت ولايتها بمحاكمة الأشخاص المتهمين بتنفيذ جريمة اغتيال "الحريري".
وأكد الادعاء العام خلال جلسات المحكمة الدولية، أن مصطفى بدر الدين - وهو أحد القيادات العسكرية البارزة بحزب الله - هو العقل المدبر والمشرف على عملية اغتيال رفيق الحريري، وقدم الادعاء أمام المحكمة مجموعة من الأدلة التي تفيد أن "بدر الدين" قاد بنفسه المجموعة التي نفذت جريمة الاغتيال.
واتهم بالاشتراك في تنفيذ الجريمة 4 أشخاص آخرين هاربين يحاكمون حاليا في إجراءات غيابية وهم كل من: سليم جميل عياش، وحسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا.
وقُتل مصطفى بدر الدين في تفجير استهدف أحد مراكز حزب الله داخل سوريا في شهر مايو 2016 .