أكد الدكتور تادروس ادهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في كلمة له امام منتدى الامن في مدينة ميونيخ الالمانية اليوم السبت، أنه من المستحيل التنبؤ بالاتجاه الذي سيأخذه وباء فيروس " كوفيد 19 " "كورونا" الحالي وقال تادروس، انه برغم أن 99 % من الاحالات في الصين الا انها تمثل حالة طوارئ الى حد كبير لهذا البلد، مشيرا الى ان الصين بعملها على احتواء انتشار المرض في مصدره تبدو وكأنها اشترت الوقت للعالم، وأضاف انه برغم ان تلك الخطوات التي تتخذها جاءت بتكلفة اكبر للصين نفسها الا انها تبطئ انتشار الفريوس الى بقية العالم.
وتابع تادروس، أن هناك علامات مشجعة للعمل الذي يجري ومنها أن مجتمع البحث العالمي قد تضافر لتحديد وتسريع الاحتياجات البحثية الأكثر الحاحا فى التشخيص والعلاج واللقاحات وكذلك أن المنظمة استطاعت شحن مجموعات أدوات التشخيص وكذلك امدادات الأقنعة والقفازات والأردية وغيرها من معدات الوقاية الشخصية الى بعض البلدان التي هي في أمس الحاجة اليها، اضافة الى ان فريقا دوليا من الخبراء موجود الان فى الصين ويعمل عن كثب مع نظرائه الصينيين لفهم تفشي المرض وللابلاغ عن الخطوات التالية في الاستجابة العالمية.
وأعرب مدير عام منظمة الصحة العالمية في كلمته عن المخاوف والقلق من الزيادة المستمرة في عدد الحالات في الصين وكذلك من التقارير الواردة من الصين أمس عن عدد العاملين الصحيين الذين أصيبوا أو توفوا وايضا نقص التمويل الدولي اللازم للاستجابة، اضافة الى النقص في سوق معدات الحماية الشخصية مما يعرض العاملين الصحيين ومقدمي الرعاية في الخطوط الأمامية للخطر، وشدد تادروس على القلق البالغ ازاء مستوى الشائعات والمعلومات الخاطئة التى تعيق الاستجابة للوباء، وقال إن أهم من ذلك كله هى الفوضى المحتملة التى يمكن أن يحدثها هذا الفيروس في البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية.
قال تادروس إن على الدول الاستثمار في التأهب وليس في الذعر، وأضاف ان العالم ينفق مليارات الدولارات على الاستعداد لهجوم ارهابي ولكن القليل نسبيا يستعدون لهجوم الفيروس الذي قد يكون أكثر فتكا وأكثر ضررًا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية إن هذا صعب الفهم وقصير النظر بشكل خطير.