رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وزير الأوقاف: العالم في حاجة ماسة للأمن خاصة المجتمعي والنفسي

18-2-2020 | 12:40


قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى الأمن بكل مفرداته ولا سيما الأمن المجتمعي والنفسي، إذ لا تنمية ولا اقتصاد ولا تقدم ولا ازدهار بلا أمن، ولا أمن مع الإرهاب، ولا قضاء على الإرهاب دون حماية شبابنا من التطرف.


جاء ذلك في كلمته اليوم الثلاثاء خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر (تحصين الشباب من الفكر المتطرف والعنف)، والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت رعاية الدكتور محمد عبد الكريم العيسى أمين عام الرابطة بمقر الأمم المتحدة في جنيف. 


وأضاف جمعة: "أن تعرية الإرهاب والإرهابيين من التستر بأية غطاءات دينية هو واجب المؤسسات الدينية ومن أهم سبل مواجهة الإرهاب، ولهذا نحن هنا اليوم في أعرق مؤسسة دولية في الأمم المتحدة؛ لنؤكد أننا دعاة أمن وسلام.. وأننا جئنا إلى هنا دعمًا للسلام ولنقف صفًا واحدًا في مواجهة التطرف والإرهاب". 


وتابع: "أن الأمن هو المطلب الأول لأية دولة أو أمة بل للإنسانية، فهو أحد أهم الركيزتين التي تقوم عليهما حياة البشر وهما (الأمن - الرزق)، ولا شك أيضًا في أن الأمن الذي نسعى إليه جميعًا ويسعى كل شرفاء العالم لتحقيقه يلزمه جهد وعمل كبير على كافة المستويات الدينية والفكرية والثقافية وهذا واجب مؤسسات صناعة الوعي.. ودورنا هو تعزيز الشراكات الإنسانية مع كل الساعين بصدق إلى تعزيز التسامح الديني والسلام الإنساني، وتخليص الإنسانية من كافة ألوان التمييز والعنف والكراهية". 


وقال جمعة "إننا نؤمن بحرية المعتقد وبحق التنوع والاختلاف، ونعمل بما أوتينا من قوة على ترسيخ أسس التعايش السلمي بين البشر جميعًا واحترام آدمية الإنسان وإنسانيته دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق.. كما نؤمن بحق الإنسان في مقومات الحياة الأخرى التى لا تستقم حياته إلا بها من صحة وتعليم ومسكن آدمي، مع إيماننا بما يتطلبه ذلك من حماية اجتماعية وتكافل إنساني حقيقي يعلي من قيمته كإنسان، فَإذا أنفقت البشرية على التنمية في المناطق المحرومة والدول الأكثر فقرًا معشار ما تنفق على الحروب لتغير وجه العالم الذي نعيشه".


وأضاف: "أننا حين ندعو للتسامح ونحن هنا لأجله ونعمل على تعزيزه وتحصين شبابنا من التطرف، فإنه يجب علينا انتشال الطبقات المدقعة من فقرها ولو إلى أدنى درجات العيش الآمن بكرامة"، لافتًا إلى أن الطبقات المحرومة والمهمشة أكثر عرضة للانفجار، كما تعمل يد الإرهاب الغاشم على خطف بعض أبنائها المحبطين. 


وأوضح جمعه أنه لا يظنن أحد أنه قادر على أن يعيش طويلًا آمنًا وحده أو بمعزل عن أمن الآخرين واستقرارهم، في وقت صار فيه العالم كله أشبه بقرية صغيرة، حيث أن ما يحدث في شرقه سرعان ما نجد صداه في غربه وكذلك الحال في شماله وجنوبه، كما أصبح الإرهاب فيه إلكترونيًا ومسلحًا عابرًا للحدود والقارات، وهو أكثر تسللًا وأسرع انتشارًا من الفيروسات المدمرة.


وأكد وزير الأوقاف أنه إذا لم يتضافر عقلاء العالم دولًا ومؤسسات ومفكرين وكتاب في مواجهته فإن خطره سيكون أكثر تدميرًا حتى على من يصنعه ويدعمه ويأويه، منوهًا بأن الإرهاب لا دين ولا وطن ولا ذمة ولا عهد ولا وفاء ولا أمان له، وهو قنابل موقوتة قابلة للانفجار والاشتعال حيث حل وحيث ارتحل، الأمر الذي يتطلب منا جميعًا العمل على أرضية إنسانية مشتركة ومتجردة؛ للقضاء عليه بكل صوره وأشكاله حتى نقتلعه من جذوره ونخلص الإنسانية كلها من شروره وآثامه.