بدعوة مصرية.. رؤساء أجهزة المخابرات العربية يبحثون المخاطر الراهنة.. وخبراء: المنتدى مهم لتطوير آليات مكافحة الإرهاب.. ويضع رؤية مشتركة لمواجهة التهديدات المحيطة بالمنطقة
اجتماع مهم استضافته القاهرة على مدار يومين بمشاركة
رؤساء أجهزة مخابرات الدول العربية بدعوة من المخابرات المصرية، وهو اللقاء الذي
وصفه خبراء أنه مهم لتطوير آليات مكافحة الإرهاب، ووضع رؤية مشتركة لمواجهة
التهديدات المحيطة بالمنطقة وعلى رأسها الإرهاب ومخططات تقسيم الدول والتدخلات الخارجية.
كان قد
عقد في القاهرة يومي 22 و23 فبراير، منتدى لرؤساء أجهزة مخابرات الدول العربية بدعوة
من المخابرات العامة المصرية ، حيث تم عقد عدة إجتماعات على هامش المنتدى تناولت المخاطر
والتهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى، وأبرزها مخططات التفكيك والتقسيم على أسس
عرقية وطائفية، وإضعاف الدولة الوطنية، وتزايد التدخلات الخارجية فى أزمات المنطقة،
بجانب الدور الخارجى الهدام بتلك الأزمات، بالشكل الذى يهدد وحدة وسلامة أراضى الدول
العربية.
كما تناولت
الإجتماعات أيضاً تنسيق جهود الأجهزة العربية الإستخبارية المشاركة فى اجتماعات
"القاهرة" وتكامل الخبرات فيما بينها، وتوحيد الرؤى وتطوير آليات مكافحة
الإرهاب والحد من ممارسات الدول التى توفر الأغطية الشرعية لتمويل ودعم الإرهاب.
واستقبل الرئيس
عبد الفتاح السيسي اليوم رؤساء أجهزة المخابرات المشاركين في "المنتدى العربي
الاستخباري" بالقاهرة، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث أعرب
الرئيس عن ترحيبه بالوفود المشاركة في المنتدى، خاصةً مع تزايد حدة الأزمات المتعددة
والتحديات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة وكذا الساحتين الدولية والإقليمية، والتي
تنعكس تداعياتها على أمن واستقرار الدول العربية ومستقبل شعوبها.
وضع رؤية مشتركة لمواجهة التهديدات
وفي هذا
الشأن، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن المنتدى
الاستخباري العربي خطوة مهمة لأنه يستهدف وضع رؤية مشتركة لأجهزة المخابرات تجاه التهديدات
التي تواجه المنطقة العربية، لأن هذه التهديدات عابرة للحدود وخاصة الإرهاب والفكر
المتطرف.
وأوضح الحلبي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه من المهم رصد هذه التهديدات خارج الدولة،
وعنصر أساسي في مواجهة التطرف والإرهاب هو تبادل المعلومات، وخاصة بين أجهزة المخابرات،
مضيفا إن الاجتماع عقد في مصر على مدار يومين لمناقشة مخططات التفكيك والتقسيم على
أساس عرقي وطائفي ومحاولات إضعاف الدولة الوطنية والتدخلات الخارجية.
وأشار إلى
أن هذه التدخلات قد تكون واضحة أو مستتترة أو تحت مظلة قوى ناعمة من الخارج، أو خلق
أزمات داخل الدول العربية، مضيفا إن هناك مشروعات لدول خارج الإقليم العربي تحاول التدخل
واستغلال ضعف بعض الدول العربية لتنفيذ أجنداتها.
وأكد أن تبادل
المعلومات في هذه الملفات مهم وبناء عليها سيتم اتخاذ إجراءات أخرى، فالتعاون قد يكون
لمواجهة العمليات الإرهابية أو القيام بضربات استباقية لوأد العمليات قبل حدوثها، مضيفا
إن الضربات الاستباقية تحتاج إلى معلومات كاملة ومستمرة وسريعة، وسيسهم هذا التعاون
العربي في توفير هذا النمط من تدفق المعلومات بين أجهزة الاستخبارات العربية.
وأضاف إن استقبال
الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لرؤساء هذه الأجهزة، يؤكد دعم الرئيس هذا الاجتماع
بما يكسبه المزيد من القوة، مؤكدا أن مصر كانت دائما صاحبة رؤية سباقة لإتمام تعاون
عربي بين كافة الدول لمواجهة التهديدات المحيطة بكل الدول، وتنفيذ ذلك ضرورة.
تطوير
آليات مكافحة الإرهاب
وقال اللواء
محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن اجتماع رؤساء أجهزة المخابرات
العربية في مصر يحمل أهمية كبرى في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة بالكامل،
مضيفا إن هدف هذا الاجتماع هو التنسيق والتعاون بين الأجهزة لمجابهة التهديدات والتحديات
الراهنة.
وأوضح الألفي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه التهديدات تستهدف إضعاف الدولة الوطنية
من خلال عمليات إرهابية، مضيفا إن التعاون يواجه أيضا التدخلات الأجنبية والتكامل وتبادل
الخبرات بين هذه الأجهزة وبعضها البعض وتطوير آليات مكافحة الإرهاب وتنظيمات المختلفة
وخاصة عمليات التمويل والدعم والإيواء.
وأكد أن هناك
دولا توفر الدعم اللوجيستي والشرعية والغطاء لمثل هذه التنظيمات الإرهابية، موضحا أن
الاجتماع يتصدى أيضا للتهديدات الأخرى التي تواجه المنطقة العربية كالجرائم ومخططات
التقسيم وغيرها من الأزمات.
وأشار إلى
أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ورؤساء أجهزة المخابرات العربية يؤكد اهتمامه
بهذه المنتديات ودعم مصر للعمل العربي المشترك.