افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ثلاثة سراديب وبانوراما معبد دندرة بمحافظة قنا، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميم وتطوير المعبد.
جاء ذلك على هامش افتتاح مهرجان دندرة للموسيقي والغناء بالتعاون مع وزارة الثقافة، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وأشرف الداوودي محافظ قنا، والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار.
وأكد العنانى أن افتتاح بانوراما "سطح" معبد دندرة يعد نقطة جذب سياحي جديدة، موضحا أن السراديب الثلاثة، التي تم افتتاحها اليوم للزيارة، هي ضمن 12 سردابا كانوا مغلقين بالمعبد ما عدا واحد منها فقط موجود خلف قدس الأقداس كان مفتوحا للزيارة أما الـ11 سردابا الباقية فكانت مغلقة.
واضاف أنه تم الانتهاء من ترميم ثلاثة منهم وافتتاحهم للزيارة ليرتفع عدد السراديب المسموح بزيارتها إلى أربعة فى تلك المرحلة بالاضافة إلى بانوراما "سطح" المعبد الذي تم الانتهاء من ترميمه وافتتاحه أيضا للزائرين اليوم بعد غلقه لسنوات طويلة.
ومن جانبه، أشار الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، إلى أن مشروع أعمال ترميم وصيانة المعبد بدأ منذ عام 2005 ثم توقف عام 2011 ثم استأنفت عام 2017، بعد الانتهاء من الدراسات العلمية والأثرية اللازمة بالإضافة إلى الدراسات التجريبية المتأنية باستخدام افضل الأساليب والتقنيات الحديثة.
وأوضح أن المعبد كان يعاني من تدهور للنقـوش الجدارية وما تحملها من ألوان نتيجة لطبقات السناج الناتجة من تصاعد الادخنة بسبب عوامل عديدة منها استخدام المعبد للسكن في عصور سابقة جراء طهي الطعام، وحرق الأخشاب واستخدامها للإضاءة بالإضافة إلى الأتربة والعوالق السطحـية التى تحدثها الرياح .
ولفت إلى أن أعمال الصيانة والترميم تضمنت إزالة السناج مـــن على الأسطح الأثرية المشيدة من الحجر الرملى، عن طريق استخدام الكــمادات الورقية لإزالـتها بالإضافة إلى مرحلة الترميم الميكانيكي الدقيق لإزالة ما تبقى منها وتـثـبـيـت الالــوان واستكمال الـفـجـوات المتواجدة بالـجـدران والاسـقـف واستبدال الاستكمالات القديمة.
وقالت الدكتورة نيفين نزار معاون الوزير للعرض المتحفي إنه تم عمل كتيب عن معبد دندرة، يهدف إلى ربط طلاب المدارس والأسر المصرية بالمواقع الأثرية، وتعريفهم بمعبد دندرة وتنمية قيم الحفاظ على الآثار من خلال دمج الزوار بمناخ تفاعلي يدعم رفع الوعي الأثري بالبيئة المحيطة بهم أثناء الزيارة.
وأضافت أن الكتيب يصطحب الزائر في رحلة استكشاف داخل المعبد يتعرف فيها على معلومات تاريخية عن المعبد وتاريخ إنشائه، وأيضًا التكوين المعماري الفريد للمعبد، ويعتمد الكتيب على تقديم المعلومات بشكل مبسط عن طريق بعض الأسئلة والأنشطة التفاعلية التي ينفذها الطفل داخل المعبد بصحبة أسرته أو أصدقائه.
ويقع معبد دندرة على الشاطئ الغربي من نيل مصر، وشيد لعبادة الإلهة "حاتحور" الهة الحب والجمال والأسرة عند قدماء المصريين، حيث يرجع تاريخ المعبد للعصر اليوناني الروماني بناه الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملي، وأضاف إليه الكثير من أباطرة الرومان واستمرت عملية بناء المعبد الجديد نحو 200 سنة، ويتميز بفن معماري فريد وغني باللوحات والنقوش، وتوجد على جدرانه كتابات هيروغليفية وتغطي الجدران والأعمدة تماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال.
وتبين النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان: أغسطس، تبريوس و نيرو وهم يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين، كما تميزالمعبد بمناظره الفلكية التى تزين أسقفه التي تعتبر تحفة إبداعية تخلب ألباب السائحين فهو من أبرز التحف المعمارية في تاريخ مصر القديمة، ويمكن الوصول إلى السقف العلوي عن طريق سلالم مزينة بمناظر لموكب الكهنوتية وهم صاعدون على السلالم حاملين تماثيل حتحور في نقوش فرعونية رائعة.
ويحاط معبد دندره بسور خارجي كبير من الطوب اللبن ومقصورة ترجع للاسرة الـ11، وبيت الولادة من الاسرة الـ30 ومقصورة بطلمية ومعبد ايزيس من عصر أغسطس ومعبد كـبير لحتحور من أواخر العصر البطلمي إلي بداية العصرالروماني وبيت الولادة من العصر الروماني وبحيرة مقدسة ومقصورة للزورق بالقرب من البحيرة.
وتعد واجهة معبد حتحور من أروع الواجهات الفرعونية القديمة الخاصة بالمعابد يبلغ عرضها 35 مترا وارتفاعها 12.5 متر يتصدر واجهة المعبد أعمدة ضخمة رائعة أعلاها متوج برسومات لرؤوس الإله حتحور، وكذلك معبد الولادة الإلهية الثاني الذي شيد في عهد أغسطس والذي يحتوي على نقش بارز، يجسد بوابة وهمية تصل إلى العالم الآخر، يعلوها ثلاث أقراص للشمس المجنحة، ثم صف من أفاعي الكوبرا المتوجة بأقراص الشمس، ويبلغ عدد الأعمدة التي تحمل سقف قاعة المعبد 24 عمودا؛ علاوة على عدد كبير في باقي المعابد من الداخل وتحاط هذه الأعمدة مجموعة من الغرف لتقديم القرابين.
والسراديب بمعبد دندرة هي المكان المخصص للاحتفال بالأعياد في مصر القديمة، وتخرج منه تماثيل المعبودات الذهبية والأدوات الطقسية اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، ويحفظ بداخلة التماثيل الثمينة والأدوات ذات القيمة، وهو يضم مجموعة هامة من النقوش والمناظر ومنها منظر فتح الباب الحجري، وخبي المجنح الذي يدفع قرص الشمس المجتح أمامه بين علامتي الشرق والغرب، وطقسة تقدين الخبز للمعبودة حتحور سيدة دندرة بالاضافة إلى طقسة طعن التمساح امام حور بحدتي، والمنظر الحتحورات السبعة.