رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وداعاً سمير فريد .. ترك 50 كتابا عن السينما مترجماً لأكثر من لغة وصفته صفحة مهرجان برلين بأنه من أهم نقاد السينما فى الوطن العربى

16-4-2017 | 10:59


تقرير : عمرو محيى الدين

رحل عميد النقاد العرب سمير فريد بعد أن أثرى الحياة الثقافية والنقدية عن عمر ناهز الـ 73 عامًا تاركًا خلفه سمعة طيبة ورصيدًا من المقالات الرائعة والمؤلفات المؤثرة والتي تمت ترجمتها لأكثر من لغة ليصل إلى العالمية...

ولد سمير فريد في القاهرة عام 1943، وتخرج في قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1965، بخلاف كونه ناقدًا فنيًا فإن بدايته كانت من باب "صاحبة الجلالة"، فقد عمل صحفيًا في جريدة الجمهورية، قبل أن يكشف الغطاء عن مكانه الحقيقي كعميد النقاد السينمائيين العرب وذلك من 1964 إلى 2003 .

جوائز وتكريمات

أسهمت إصداراته المهمة التي تجاوزت الخمسين كتاباً مؤلفاً ومترجماً بالعربية ولغات أخرى في إثراء المكتبة الثقافية العربية، بالإضافة إلى دوره الكبير في تأسيس الكثير من المهرجانات المصرية والعربية، والجمعيات السينمائية، فضلاً عن مشاركاته الفاعلة في لجان السينما، وعلى رأسها عضويته في اللجنة الدولية لكتابة التاريخ العام للسينما في الأمم المتحدة عام 1980، ورئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والثلاثين. وكان محل تكريم وحفاوة كبيرين في المحافل السينمائية العالمية، مثل مهرجان كان الذي منحه ميدالية "كان" الذهبية في آخر دورات القرن العشرين عام 2000، والجائزة التقديرية في مهرجان أوسيان بالهند، و"جائزة تكريم إنجازات الفنانين"، التي منحها له مهرجان دبي السينمائي عام 2012، فضلاً عن فوزه بجائزة الدولة للتفوق في الفنون التي استحقها في مصر عام 2002، كما كرمه مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ67، بأن منحه "كاميرا البرلينالي" التقديرية، ليكون أول ناقد عربي، وأول شخصية مصرية، عربية، وأفريقية، يفوز بالجائزة، منذ بدأت في العام 1986، وتذهب إلى "شخصيات ومؤسسات ساهمت على نحو متفرد في فن الفيلم".

مهرجان قومي للسينما

كان سمير فريد صاحب فكرة إنشاء المهرجان القومي للسينما، كما كان مديرا لمهرجان القاهرة السينمائى عام 1985 ومدير مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام الوثائقية والقصيرة عام 1995، ومديرا لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال 1998 ومستشارا لمهرجان ابو ظبي السينمائي الدولي 2007 - 2008، وأصدر الكاتب الكبير عشرات الكتب السينمائية في هذه المهرجانات كما أصدر مجلة السينما والتاريخ وكان يكتب مقالا يوميا في النقد السينمائى بجريدة "المصري اليوم"، كما أفرد الناقد السينمائي صفحة للسينما بجريدة الجمهورية على مدار أربعين عاما منذ عام 1964 .

كان الراحل الكبير من النقاد القلائل الذين واظبوا على حضور مهرجانات السينما العالمية في برلين وكان وفينيسيا وكرمه مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الأخيرة 2017تقديرا لعطائه السينمائي الكبير وهو تكريم لم يحظ به أي ناقد عربي.

استغل الناقد السينمائي المولود عام 1943، فرصة مشاركته في ندوة "ربيع السينما العربية" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، ليؤكد للجميع أنه لا يزال يؤمن بالربيع العربي رغم كل المآسي، التي أعقبته لكونه فكرة قوية مرفقة بإرادة حقيقية وتغيير على أرض الواقع.

دعم السيناريوهات

حرص فريد دائماً على أن يكون متميزاً، بدأ في التعامل مع السينما المصرية بمنظور آخر، كان دائماً وحسبما صرح في حواراته الصحفية حريصاً على متابعة الأعمال السينمائية يومياً، وكان يشاهد ما لا يقل عن فيلمين في اليوم الواحد، ورغم ما يُردد من القليلين عن أنه من السهل متابعة الأفلام ونقدها، فلم يكن ذلك فقط ما يشغله بل كان مهموماً بالصناعة منذ نشأتها، وكان يؤكد دائماً أنه يجب ترميم الأفلام المصرية.

وقف داعما لسيناريوهات كثيرة كى تخرج إلى النور وتصبح من أهم أفلام السينما ومنها " زوجة رجل مهم" و " الطوق والأسورة" و" البداية" و " للحب قصة أخيرة" وغيرها.

لم يكن سمير فريد موالياً للأصدقاء، فكان يصرخ برأيه على صفحات الجرائد دون أن يخشي أحدًا وكان لا يخشي خسارة بعض السينمائيين، فكان أخر من هاجمهم هو المخرج الراحل محمد خان، قائلاً في حواراته النادرة: "كل مخرج له جمهوره.. وجمهور خان قليل لأنه مش بيرضى الفئة الكبيرة من الجمهور التى تحب الكوميديا، وهذا موجود فى كل دول العالم".

لم يكن سمير فريد يريد من الدنيا سوى أن يعيش للسينما، وفي السينما، وحبذا أن يكون رفيقه في مساره هاملت الشكسبيري الذي كان حلم حياته أن يؤفلمه يوماً.

أدرك سمير أن تكوين صداقات مع النجوم يضعه دائمًا في مواقف لا يحسد عليها لذا لم يطور صداقاته بالفنانين حتى يكتب بحرية وبدون أي إملاءات أو مجاملات.

كان حريصاً على دعم الشباب سواء كانوا مخرجين أو نقاداً... مصريين أو عرباً ، وتجلى ذلك فى إدارته للمهرجانات حيث حرص على إسناد المسئولية للشباب ايمانا بهم.

كما شارك فى تأسيس ما يقرب من 90% من المهرجانات العربية، وكان أحد العناصر التى وضعت لوائحها وإجراءاتها، لأنه كان متحمسا دائماً لكل الأشياء النبيلة فى السينما باعتباره مثقفا عاما، فهو ليس ناقدا سينمائيا فقط وإنما كان مشتبكا دائماً مع كل قضايا الوطن.

دعم السينما المستقلة

أول من تبنى السينما المستقلة وأول من رحب واحتفى بالصحافة السينمائية ومجلات السينما ابتداء من الفن السابع وحتى سينما جودنيوز، وأول من رحب بالأفكار والأساليب الجديدة للمخرجين الشباب وفى صحيفة المصري بمقالاته اليومية لم يترك نشاطا سينمائيا إلا وذكره ونوه عنه.

اختلف معه الكثيرون من النقاد فى الآراء ولكنه لم يحول الاختلاف يوما إلى خصومة وخلاف.

احتفى الموقع الرسمي لمهرجان برلين فى فبراير 2017 بالناقد الكبير سمير فريد ووصفت الصفحة الرسمية للمهرجان فريد بأنه أهم نقاد السينما البارزين فى العالم العربي كونه خبيراً سينمائياً يقدم نصائحه وأراءه لعدد من مهرجانات السينما العالمية إلى جانب مرافقته لمهرجان برلين فى عدد من الدورات السابقة، وكرم مهرجان برلين الناقد الكبير ومنحه جائزة :كاميرا البرلينالي" التقديرية.

استطاع سمير فريد قبل وفاته أن يخطف تكريمًا خاصًا له من قبل المهتمين بالشئون الثقافية في مصر، لذلك قررت جمعية نقاد السينما المصريين تكريمه بإطلاق اسمه على جائزة الجمعية التي تمنحها جميع لجان تحكيمها في المهرجانات المصرية، فيما جاء تكريمه بعد أن أعلنت الجمعية أن سمير فريد يستحق هذا التكريم، نظراً لدوره التاريخي في إثراء الثقافة السينمائية في مصر والعالم العربي، فيما تبحث إدارة مهرجان الإسماعيلية وكثير من النقاد والسينمائيين تكريمه في الدورة الجديدة من المهرجان، وإهداءها لروحه.