أكد الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف ، أن حماية الأنفس من المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية وأنه في حالة انتشار أي وباء يعد خطرا على البشرية فيجب اتخاذ ما يلزم لحماية الإنسان ومنها منع التجمعات بما في ذلك صلاة الجمعة ، مشيرا إلى أن ذلك شريطة أن يتبع الرأي الشرعي الرأي العلمي فعندما يخرج أهل العلم من الصحة ويطلبون المنع، فالمنع هنا جائز.

وقال جمعة خلال المؤتمر الدولي الثاني بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة تحت عنوان "بناء الإنسان في التصور الإسلامي بين الواقع والمأمول " ، إنه لا حاجة حاليا لإلغاء صلاة الجمعة، ، وانه لايجب ان نأخذ صلاة الجمعة دون باقي التجمعات، فعندما ترى الدولة خطرا من التجمعات فإنها تحظر جميع التجمعات بما فيها الجامعات والمدارس ومباريات كرة القدم والمؤتمرات، والجمعة واحدة من تلك التجمعات.

وبشأن بناء الإنسان أكد وزير الأوقاف أن البناء المتكامل للإنسان علميا وخلقيا وثقافيا ووطنيا هو الذي يصنع الشخصية السوية ويجب أن يكون ترسيخ الولاء والانتماء الوطني أحد أهم محاور بناء الشخصية ، مؤكدا أن مصالح الأوطان جزء لا يتجزأ عن مقاصد الأديان، وهو ما فصلناه في كتاب " الكليات الست" الذي رسخ أن الوطن أحد أهم المقاصد الكلية التي يجب الحفاظ عليها ، وهو مقدم على النفس ، لأن الوطني الشريف هو من يفتدي وطنه بنفسه وماله وكل ما يملك .

كما أكد الوزير على أن البناء العلمي السليم يتطلب منا أن نتحول من ثقافة الشهادة إلى ثقافة التعلم ، ومن قياس مستوى الحفظ إلى قياس مستوى الفهم ، ومن قياس تحصيل بعض المقررات إلى قياس تحصيل العلم ، مطالبا بالعودة إلى نظام الأزهر القديم في منح شهادة العالمية بحيث لا يحصل عليها إلا من يكون جديرا بها متمكنا من أدوات العلم الذي يمنح درجة العالمية فيه من خلال لجان تناقشه في مدى تمكنه من العلم الذي يدرسه لا في جزء موضوع رسالته.