حالة ترقب يشهدها العالم نتيجة انتشار فيروس "كورونا "، حيث تتخذ دول العالم تدابير احترازية لمواجهة الفيروس جاء في مقدمتها إلغاء الرحلات السياحية للدول التى ظهرت فيها بعض الحالات، والتي تتصدر المشهد السياحي العالمي مثل إيطاليا وإسبانيا وتايلاند،وكذلك تعطيل رحلات العمرة والدعوات بإلغاء موسم الحج هذا العام.

وأثار الأمر العديد من التساؤلات حول الخطط البديلة لاستمرار إنعاش السياحة فى مصر في ظل تزايد انتشار كورونا، وهل تعتبر التأشيرة المفتوحة "90 يوما" حالا لإنعاش القطاع

المطارات مصدر لنقل العدوى

أكد كريم محسن، الخبير السياحي ورئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، أن السياحة على مستوى العالم تأثرت بشدة جراء انتشار فيروس كورونا خاصة قطاع الطيران، نتيجة الإحساس العام بأن المطارات من أكثر الأماكن الخطرة نظرا لعبور جنسيات مختلفة من خلالها، وبالتالي مصدر أكيد للعدوى .

وأضاف أن تأثير انتشار فيروس كورونا على قطاع السياحة فى مصر مؤقت وليس دائما، وبمجرد انحسار الفيروس سوف يتم استئناف حركة الطيران العالمية وبالتالي لن يؤثر بشكل مباشر على حركة السياحة فى مصر طبقا لتصريحات الخبراء العالميين الذين أكدوا أن الأجواء الحارة تمنع من انتشاره بشكل كبير .

وأوضح أن موقف الحكومة المصرية مع الأزمة إيجابي والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة كافية جدا لمقاومة ومنع انتشار الفيروس بصورة وبائية، لافتا إلى أن وسائل الإعلام المختلفة لعبت دور التهويل من حجم الموقف مما سبب ذعرًا شديدًا .

وأشار إلى أنه على الرغم من تأثيره عالميا إلا أنه يمكن تطبيق برامج بديلة على المستوى الوطني من خلالها يتم من خلالها تشجيع السياحة الداخلية وضع برامج ورحلات داخلية مع تقديم الفنادق لعدد من العروض لجذب قطاع كبير من الأسر إلا أن تلك البرامج لن تكون بديلا عن السياحة الخارجية والتي تعتبر المصدر الأساسي للعملة الأجنبية التى يحتاجها الاقتصاد الوطني.

الإلغاءات بالفنادق ضعيفة

بينما أكد عماري عبد العظيم الخبير السياحى ورئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية السابق، أن الحديث عن فيروس كورونا وتأثيره أخذ أكبر من حجمه بواسطة الإعلام حتى تحول إلى تهديد للبشرية كلها، رغم كونه علميا فيروس عادي مثل فيروس الأنفلونزا ينشط خلال فترة الشتاء ونسبة الشفاء منه طبقا لمنظمة الصحة العالمية 88% .

وأضاف أن الحركة السياحية في مصر تعمل بشكل منتظم وظهور الفيروس لم يؤثر عليها، لافتا إلى أن نسبة الإلغاءات بالفنادق والمنشآت السياحية ضئيلة جدا، وذلك يرجع إلى أن مصر تتمتع بمناخ دافئ لا يساعد على انتشار الفيروس .

وأشار إلى وسائل السوشيال ميديا العالمية والمحلية أعطت اهتماما وأولية للحديث عن الفيروس، مما شكل حالة من الذعر العالمى على الرغم من عدم انتشاره فى مصر بالشكل الوبائي الذى تتحدث عنه الصحف العالمية .

وأوضح طعبد العظيم" أن التأشيرة التى أعلن عنها وزير السياحة الدكتور خالد العناني "90 يوما " على الرغم من أنها تأتى فى ضوء خطة وزارة السياحة لاستهداف أكبر قدر من السياح خلال الفترة القادمة إلا أنها لن تفيد القطاع السياحي إلا بنسبة لا تتجاوز 10% .

تأشيرة خاصة

وأشار إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومصر بشكل خاص تختلف عن الأنماط السياحية المتبعة فى الخارج، وبالتالي يلزمنا تأشيرة خاصة وفق نظم وإجراءات تتفق مع مصر بمعنى لو تم عمل تأشيرة إلكترونية خاصة ببرنامج سياحي من خلال شركات السياحة - وهو حق أصيل لوزارة السياحة- سيكون له المردود الأكبر وسيؤدي إلى تنمية قطاع الاقتصاد الداخلي المرتبط بقطاع السياحة ويشجع قطاع السياحة الداخلية من التعامل مع جميع الجنسيات من خلال 175 ألف شركة سياحية لجذب السياحة إلى مصر، لافتا إلى أن التأشيرة الإلكترونية تطبقها الكثير من دول العالم العربي فى مقدمتها مثل الإمارات والسعودية وحققت نجاحا وعوائد كبيرة.