السيارات الكهربائية محور أساسي في استراتيجية توطين "صناعة السيارات".. وخبراء: هي المستقبل.. وتسهم في الحد من التلوث وموفرة للطاقة.. و40% من مكوناتها سيتم تصنعيها محليا
تعد السيارات الكهربائية هي المستقبل في العالم كله، حيث تتجه الكثير
من الدول إلى التوسع في استخدامها، وهو أمر توليه الدولة المصرية اهتماما بالغا، حيث
تستهدف توطين هذه السيارات في مصر، عبر إنتاج حافلات للنقل الجماعي وسيارات خاصة تعمل
بالكهرباء، وهو ما أكده خبراء وبرلمانيون في هذا الشأن.
وتأتي أبرز مميزات هذه السيارات، في أنها تسهم في الحد من التلوث نظرا
لتشغيلها بالطاقة النظيفة، كما أنها موفرة للطاقة وموفرة اقتصاديا للدولة وللأفراد،
لكن التحدي أمام تنفيذها في الوقت الحالي هو إنشاء محطات للشحن في كافة أنحاء الجمهورية،
وهو ما ستتغلب عليه الدولة بالبدء في حافلات النقل الجماعي محددة المسارات في المرحلة
الأولى.
وخلال اجتماع له قبل أيام، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشروع فى إطلاق
الاستراتيجية المقدمة، وذلك فى إطار خطة الدولة لصناعة السيارات فى مصر ورؤية مصر
2030، وأبعادها التنموية والبيئية والاقتصادية، وترسيخًا للاتجاه نحو زيادة الاعتماد
على مصادر الطاقة الجديدة من غاز طبيعي وكهرباء كبديل للوقود التقليدي، وسعيًا نحو
تحفيز توطين صناعة وسائل النقل والصناعات المغذية لها محليًا.
وذلك بهدف الوصول لأكبر قدر ممكن من نسب التصنيع والإنتاج المحلى للسيارات
ومركبات النقل الجماعي، خاصةً التى تعمل بالكهرباء، وذلك لمواكبة الآفاق المستقبلية
لتلك الصناعة، حيث تقوم محاور استراتيجية توطين صناعة السيارات فى مصر، على تعميق التصنيع
المحلى والحفاظ على الاستثمارات الحالية وجذب استثمارات أجنبية أخرى، فضلًا عن التحول
التدريجى لاستخدام وسائل النقل المستدام التى تستهلك الغاز الطبيعى، وفق المشروع القومى
لتحويل مركبات النقل الجماعى للعمل بالغاز، وكذا الاعتماد على استخدام السيارات الكهربائية،
لمسايرة التقدم العالمى فى صناعة السيارات والحفاظ على البيئة.
السيارات الكهربائية هي المستقبل:
قال اللواء حسين مصطفى، المدير التنفيذي السابق لرابطة مصنعي السيارات،
إن السيارات الكهربائية هي المستقبل وقادمة لا محالة، لافتا إلى أن بلدان كثيرة ستبدأ
منذ عام 2030 حتى عام 2040 بوقف إنتاج السيارات ذات الوقود التقليدي كالبترول والغاز،
للحد من تلوث البيئة وحل مشكلات الطاقة.
وتابع "مصطفى" في تصريحات لـ"الهلال اليوم":
"في وقت من الأوقات لن نجد ما نستورده من هذه السيارات التقليدية والمكونات التي
نستوردها لتجميعها بمصر".
وأوضح الخبير بصناعة السيارات أنه من المهم بدء توطين صناعة السيارات
الكهربائية في مصر منذ الوقت الراهن وهو اتجاه الدولة حاليا، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح
السيسي في اجتماعه الأخير مع الوزراء المعنيين بشئون الصناعة، وجه باستخدام السيارات
ذات الطاقة البديلة من بينها الكهرباء والغاز، ما يعبر عن اتجاه الدولة.
وأكد أن انتشار السيارات الكهربائية في مصر يلزمه انتشار محطات شحن لهذا
النوع من المركبات في كافة الطرق السريعة وأماكن تجمعات السيارات وفي مختلف المدن،
وكذلك يجب أن توجد أنواع من الحوافز لترغيب المواطنين في شراء السيارات الكهربائية
وتوعيتهم بفوائدها ومزاياها.
وأشار "مصطفى" إلى أن هذه السيارات لها مميزات عديدة حيث ستسهم
في توفير ثمن الوقود إلى الثلث تقريبا، فضلا عن توفير تكاليف الصيانة التي لا تذكر
بجوار صيانة وقطع غيارات السيارات ذات الوقود التقليدي، مؤكدا أن البدء في هذه الصناعة
يجب أن يتم كما هو حادث حاليا في صناعة الحافلات الكهربائية.
وأضاف أن هذه الحافلات يمكن تصنيعها بسهولة باستيراد المحرك والبطارية
يمكن أن يتم بناء الأتوبيسات في مصانع مصر، وتكون هناك نسبة مكون محلي في هذه الحافلات
عالية، موضحا أنه مرتقب في نوفمبر المقبل إنتاج أول أتوبيس كهربي من مصانع الإنتاج
الحربي، فضلا عن تجهيز شركة النصر للسيارات وتحديثها، من قبل وزارة قطاع الأعمال العام
لإنتاج السيارات الكهربائية مع إحدى الشركات الصينية الكبرى، ونأمل أن يتم إنتاج هذه
السيارات قريبا.
الاعتماد على المكون المحلي:
فيما قال فوزي فتى، عضو أمين لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن العالم كله
يتجه في الوقت الراهن إلى السيارات الكهربائية لأنها متعددة المزايا، فهي صديقة للبيئة
لأنها تستخدم الطاقة النظيفة، كما أنها أوفر من الناحية الاقتصادية فضلا عن أنها موفرة
للطاقة، وعمر بطاريتها لا يقل عن سبع سنوات.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا النوع من السيارات
مفيدة للدولة وللمواطنين، والدولة قادرة توفير الإمكانياته لتوطين هذه الصناعة في مصر،
مؤكدا أن وزيري الإنتاج الحربي وقطاع الأعمال في اجتماعات سابقة بالبرلمان وضحوا استراتيجية
الدولة لتوطين هذه السيارات والتحديات التي تواجهها وكيفية صناعتها ومدى فائدتها للدولة
وللأفراد.
وأكد أن مصر ستصنع 40% من مكونات السيارات الكهربائية وهو أمر مهم، لتنمية
الصناعة المحلية وتشغيل العمالة وتوفير العملة الصعبة بدلا من استيراد السيارات، مضيفا
إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه في وقت سابق بتشغيل المصانع المغذية لصناعة السيارات،
بما يعني أنه لن يتم استيراد هذه المكونات بما يجعل قطع الغيار رخيصة.
وأضاف أن الدولة ستعمل على إنشاء مصنع لإنتاج إطارات السيارات، بما يعكس
اتجاه الدولة المهم لتعزيز وتطوير الصناعة المحلية، موضحا أن لجنة الصناعة في البرلمان
تتابع هذه الملفات مع كافة وزراء الحكومة، وكذلك تخلق حلقة وصل بين رجال الصناعة والمصانع
والوزراء المعنيين.
مواكبة الاتجاه العالمي:
ومن جانبه، قال رضا البلتاجي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن السيارات
الكهربائية هي الاتجاه القادم في العالم كله، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل هذا الاتجاه،
مضيفا إن اهتمام مصر بهذا النمط من السيارات يواكب الاتجاه العالمي، نظرا لأنها تسهم
في الحد من التلوث وكذلك توفير الطاقة.
وأوضح "البلتاجي" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
لجنة الصناعة ناقشت هذا الملف خلال الفترة الماضية بحضور اللواء محمد العصار وزير الإنتاج
الحربي، مضيفا إن الدولة بدأت خطوات بالفعل نحو توطين هذه السيارات، لكن العقبة أمامها
هي توفير محطات شحن كهرباء لهذه السيارات في كافة أنحاء الجمهورية.
وأشار إلى أن المتاح الآن هو تشغيل أتوبيسات كهربائية للنقل العام، محددة
المسارات للتغلب على هذه العقبة، وخلال سنوات قليلة ستدخل الفكرة في حيز التنفيذ، موضحا
أن الدولة تهتم اهتماما كبيرا بهذا الملف والرئيس عبد الفتاح السيسي يتابعه، ومن المرتقب
أن يتم تفعيل هذه المنظومة خلال الفترة المقبلة.