دعا الرئيس الصيني "شي جين بينج" المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال بينج –خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جويتريش"- إنه "منذ الأوقات الأولى لتفشي المرض، كتب جوتيريش إليه معربا عن تعاطفه مع الصين ومشيدا بإجراءات الوقاية والسيطرة التي اتخذتها، فضلا عما أعلنه جوتيريش من دعمه الصين في عدة مناسبات"، معتبرا أنه بفضل الجهود التي بذلتها الصين، تشهد البلاد في الوقت الراهن تقدما مستداما على صعيد الوضع الخاص بالوقاية والسيطرة، مع استئناف أنشطة الحياة والإنتاج بوتيرة متصاعدة.
وعن الخطوة المقبلة، قال الرئيس الصيني إن بلاده "تعتزم التصرف حتى النهاية بنفس الحكمة التي تصرفت بها منذ البداية، وتعتزم أيضا المضي قدما في جهود الوقاية والسيطرة على نحو قوي ودقيق لا يعرف الكلل، مع العمل بجدية في تعزيز كل جوانب العمل الخاص بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
وأكد أن الشعب الصيني سينتصر قطعا على المرض، وسيحقق بالتأكيد أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية المقررة، مشيرا إلى أن الجهد الذي بذله الشعب الصيني وفر وقتا ثمينا وقدم إسهامات مهمة لجهود بلدان العالم الأخرى في الوقاية من المرض والسيطرة عليه.
وحث بينج المجتمع الدولي على اتخاذ إجراء عاجل وإقامة تعاون دولي فعال في إطار الوقاية والسيطرة المشتركين، لتشكيل قوة منسقة لهزيمة المرض، مبديا استعداد الصين لتشارك خبراتها مع البلدان الأخرى، وإجراء بحث وتطوير مشترك للعقاقير واللقاحات، وتقديم ما بوسعها من المساعدة للبلدان التي يتفشى فيها المرض.
وتابع: إن الصين تدعم الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في حشد المجتمع الدولي نحو تعزيز تنسيق السياسات وتوسيع نطاق مدخلات الموارد، ومساعدة البلدان النامية ذات الأنظمة الصحية غير المتطورة، على نحو خاص، لكي تستعد للوقاية والاستجابة.
وأوضح أن الصين أعلنت عن التبرع بـ20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية، دعما لجهود المنظمة في تنظيم العمل الدولي في مكافحة المرض، موضحا أن المرض أظهر من جديد أن البشرية تمثل مجتمع مصير مشترك يتشارك السراء والضراء، وأنه في عصر العولمة الاقتصادية، لن يكون (كوفيد-19) آخر الطواريء الصحية العالمية الكبرى، وأن مختلف القضايا الأمنية التقليدية وغير التقليدية ستواصل وضع العالم أمام اختبارات جديدة.
وشدد بينج على أنه يتعين على المجتمع الدولي أن ينظر للبشرية على أنها مجتمع مصير مشترك، يعتني فيه كل طرف بالآخر، وتتعاون فيه جميع الأطراف في مواجهة المخاطر والتحديات.
من جانبه، قدم الأمين العام للأمم المتحدة التهنئة للصين على نجاحها في احتواء المرض، معربا عن ثقته في أن الصين ستتمكن من التغلب على المرض واستعادة النظام الاقتصادي على نحو سريع، ما يصب ليس فقط في مصلحة الشعب الصيني، ولكن أيضا في مصلحة العالم.
وأضاف جوتيريش أن الأمم المتحدة تشكر الصين على مساعدتها البلدان التي تواجه في الوقت الراهن صعوبات في مكافحة المرض، وأن المنظمة الدولية تثمن تشارك الصين خبراتها في الوقاية من المرض والسيطرة عليه مع الدول النامية، وتزويد تلك الدول بمساعدات قيمة أخرى مثل الإمدادات الطبية.
وأكد جوتيريش أن الدعم الصيني أمر مهم للغاية في تحقيق التعددية، وأن الأمم المتحدة تتطلع إلى دعم التعاون مع الصين في مجالات تغير المناخ والتنمية المستدامة ومختلف المجالات الأخرى، وتتطلع أيضا إلى تولي الصين دورا رياديا مهما في الشؤون الدولية.