أستاذ علم اجتماع: الشخصية المصرية تم تجريفها.. والإعلام هو الحل لإعادتها
قالت الدكتورة
سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الأسرة المصرية تم تجريفها على مدار
سنوات طويلة مضت، وباتت بلا هوية أو ثقافة.
أضافت "خضر"
فى تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، إن التغييرات التي نراها الآن فى الشخصية
المصرية، خاصة عند التعامل مع الأزمات، تعود لعدة أسباب كالآتي:
أولا، غياب القوانين
التي تهذب النفس البشرية، وتعبر عن مدى تحضرها وتكون الشخصية المسئولة التي يمكن الاعتماد
عليها.
ثانيًا، إهمال
الثقافة المصرية تماما التي تعد جزءًا من الهوية.
ثالثًا، عدم احترام
وتفخيم دور المرأة فى المجتمع، ومنحها حرية كبيرة، دون معرفتها بالواجبات التي عليها.
رابعًا، الإعلام،
والذي لعب الدور الرئيسي فى تجريف الشخصية المصرية، وذلك عبر إهمال النماذج المشرفة،
والتي يمكنها التأثير فى المجتمع بصورة إيجابية، وإبراز دور النماذج السلبية من قتلى
وسارقين وبلطجية، فغابت القدوة الحسنة وظهرت النفوس الشريرة فى مقدمة الصفوف.
وأشارت إلى أن
انعدام الثقة بات هو الأمر الغالب لدى المصريين، وتم سحب نسبة كبيرة من رصيد الدولة
لدى الأسر المصرية، بعد أن سمح بتصدير ما هو سييء فقط، وحتى عند الإعلان عن
تطوير، نجد الموجود شخصيات لا قيمة لها، فإهمال القدوة الحسنة هو السبب فيما نجده حاليا
من تخريب وغياب للشخصية المصرية المعروفة.
وأكدت
"خضر"، أن إعادة التعمير وإعادة الأمن وتقوية الاقتصاد، جميعها أمور هامة،
ولكن كل ذلك بعيدًا عن إعادة بناء الشخصية المصرية، وفرض قيمها وثقافتها التي كانت
تنتشر فى العالم كله.
واستطرت:
"إعادة المصريين لما كانوا عليه، يحتاج إلى العديد من الأمور منها، الاهتمام بالتعليم
وتثقيف المرأة حول دورها وواجباتها، وقبل كل هذا الارتقاء بالرسالة الإعلامية الموجهة
للأسرة المصرية وتقديم نماذج يمكنها النهوض بالمجتمع وليس هدمه وتضييع قيمه وثقافته
وحضارته".
وأضافت إن مصر
لا تملك أعمال تليفزيونية ذات رسالة، ولم يعد لدينا برنامج أطفال واحد يمكن أن نخاطب
به الأجيال القادمة، بل جميعها مواد مستوردة من الخارج، سواء من دول الخليج أو الغرب،
فباتت الشخصية المصرية مشتتة بين نقيضين فيما ضاعت الهوية المصرية في المنتصف، وعندما
نواجه تلك الأجيال ترفضنا، لأننا لم نقدم لهم شيئا وتركنا عقولهم تعبث بها حضارات وأفكار
أخرى.
وشددت
"خضر" على ضرورة تعاون مؤسسات الدولة لخلق شخصية تصلح لأن تكون قدوة، وتعيد
المصريين لما كانوا عليه، لا أن تتركهم يستنسخون من حضارات أخرى، متابعة :"لابد
من الاهتمام بالقوانين، لأن الإنسان تتكون شخصيته وفقًا للقواعد التي يجدها بالمجتمع،
ولابد أيضا الاهتمام بالبعد الثقافي والفني، وإعادة الهوية المصرية كما كانت عبر إبراز
قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الخاصة، حتى نحمي الشخصية المصرية من التشتت الذي باتت فيه،
وحتى لا يتم محوها من الوجود كما يحدث الآن".