أكد الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن ما يجعلنا نستوعب الأزمات، ونتغلب عليها، ونخرج منها بسلام، مثل ما نتعرض له الآن من تفشي فيروس كورونا، هو الاستعداد التام، والتوقع الدقيق للأزمة؛ ما يؤهلنا للتعامل معها بحجمها الطبيعي، لافتًا إلى استعداد الدولة المصرية لأزمة عاصفة "التنين"، وحسن التوقع، جنب الدولة الكثير من المخاطر.

وأضاف أستاذ الطب النفسي، أن كثير من المصريين يتعامل مع الشدائد والنوازل بشيء من السخرية كحيلة دفاعية للتخفيف من وطأة الأزمة؛ عملًا بمقولة "شر البلية ما يضحك"، لافتًا إلى إنه على الجانب الآخر هناك من  يبالغون في استقبال الأزمات، ويقعون في حيص بيص، ويسيطر عليهم مزيد من التوتر والهلع؛ وإن كانت الحيطة والحذر والتعامل مع الأزمة بمسئولية أمر جيد؛ إلا أن الفزع يجعل الفرد يخرج عن السياق، ويتعامل من الأزمة بخوف شديد، ما يجعله يتصرف بغير وعي، ويخرج عن السلوك المجتمعي المسئول السليم.

وحول ربط الكوارث والأزمات بالدين، أوضح أستاذ الطب النفسي، أن هذه المرجعيات الدينية أمر طبيعي عند كل الشعوب، وهي أمور تتعلق بالإيمان، والصبر، والتسليم بالقضاء والقدر وهو أمر محمود، لكن مع الأخذ بالأسباب والاستعدادات اللازمة لمواجهة الأزمة الراهنة،؛ حتى لا تتفاقم الأمور وتتحول إلى  كارثة تخرج عن سيطرة الدولة، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي تغليب النظرة الشعبوية غير المسئولة التي تتعامل مع الأزمات باستهانة من قبل البعض.