سلسة من الورش والمحال، تعرض كافة أنواع وأحجام السكاكين؛ لعرضها على أصحاب مهنة الجزارة بمنطقة المدبح في السيدة زينب، ففور وصولك لتلك المنطقة تجد العديد من الباعة يعرضون السكاكين أمام محالهم وورشهم؛ استعدادًا لبيعها للجزارين المتوافدين من داخل المدبح أو خارجه.
«الهلال اليوم» قامت بجولة ميدانية بمنطقة المدبح؛ لتتعرف على أحوال أصحاب مهنة بيع السكاكين وأسعارها في السوق.
أمام أحد المحال، يقف «رضا خلف» ذو الـ30 عامًا وحوله مساند خشبية توضع عليها السكاكين بكل الأحجام والأشكال، وحدثنا قائلًا: "سوق السكاكين ماشي بالعافية يوم في شغل وأربعة لأ، بس ربنا بيرزق وأدينا بنمشي حالنا"، لافتًا إلى أن مهنة بيع السكاكين تعاني من ضعف الإقبال من فترة طويلة، وأن الزبائن التي تستهدف شراء السكاكين هم أصحاب مهنة الجزارة؛ لأنهم يعتمدون على السكين بشكل أساسي في مهنتهم.
«الأسعار نار»
أوضح «خلف» أن أسعار السكين تبدأ من 25 جنيهًا، حتى 75 جنيهًا للسكين الواحد، وذلك حسب الحجم والنوع، وهناك سكين برازيلى يبدأ سعره من 160 إلى 300 جنيه؛ لمتانته وقوة تحمله، متابعًا "هناك سكين مستورد من الصين ومن البرازيل، مفيش حد بيشتري السكين أو الكزلك البلدي عشان بيصدي وقليل لما تلقى حد بيصنعه، وطبعا كل سكينة ليها جراب وده يبدأ سعره من 25 جنيهًا حتى 35 جنيهًا للواحد، وبنبيع القرمة اللي بيقطع الجزار اللحمة عليها وديه بتتوزن بالكيلو، والكيلو بـ3 جنيه، ده غير مفرمة اللحمة سعرها بقى عالي أوى وصلت 2600 جنيه بعد ما كانت بألف جنيه".
حركة البيع
وأشار «خلف» إلى أن حركة البيع تشهد كسادًا كبيرًا، وأن مصدر دخله لم يعد كافيًا لمتطلبات محله من بضاعة وفاتورة كهرباء، متمنيًا أن تعود الأحوال إلى ما كانت عليه.
الإصلاح بدلًا من التغيير
وعلى بعد عدة أمتار يمسك محمد السنان ذو 35 عامًا سكينًا؛ ليعرضها على أحد الزبائن ليتأكد من جودتها لشرائها، والذي بدأ حديثه بقوله:"شغل بيع السكاكين مبقاش جايب همه، السوق محدش بيجيله كتير غير كل فترة عشان يصلح السكاكين بدل ما يشتري سكينة جديدة تكلفه مبلغ"، موضحًا أن هناك العديد من محلات الجزارة تلجأ لإصلاح السكين من أي تلف بسعر زهيد؛ أفضل من شراء سكين جديد قد تكلفهم مبلغًا يترواح ما بين 60 جنيهًا إلى 150 جنيهًا للسكين.
الخامات
يضيف «محمد» أنه يقوم بإصلاح السكين، كتغير اليد الخشبية أو سنها لتعود إلى شكلها الطبيعي، وذلك بسعر زهيد يبدأ من 5 جنيهات، وبحد أقصى 20 جنيهًا، علاوة على بيعه لسكاكين جديدة مستوردة بأسعار مختلفة، ورغم ذلك لا يستطيع تحمل كلفة الخامات لإصلاح السكين لزيادة أسعارها إلى الضعف مما يضطره لرفع أسعار السكين لتعويض فارق الأسعار حتى يواكب السوق بدلًا من أن يغلق محاله.