كشف بحث علمي بريطاني أن فيروس كورونا (كوفيد-19) قد يتسبب في مقتل نصف مليون بريطاني و 2.2 مليون أمريكي مالم تتم السيطرة عليه.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه يبدو أن التوصيات الفيدرالية الجديدة التي تم الإعلان عنها يوم الاثنين الماضي للأمريكيين للحد من أنشطتهم بشكل حاد تعتمد على تقرير علمي يحذر من أنه بدون إجراء من الحكومة والأفراد لإبطاء انتشار الفيروس وقمع الحالات الجديدة فإن 2.2 مليون شخص في الولايات المتحدة سيموتون.
ووفقا للبحث الذي أجراه معهد إمبريال كوليدج فإنه للحد من الوباء، ستكون هناك حاجة إلى قيود صارمة على العمل والمدرسة والتجمعات الاجتماعية لفترات من الوقت حتى يتوفر اللقاح ، والذي قد يستغرق 18 شهرًا ، وفقًا للتقرير ، الذي جمعه باحثون بريطانيون. وحذروا من أن مثل هذه الخطوات تتطلب تكاليف باهظة يمكن أن تؤثر أيضًا على صحة الناس، لكنهم خلصوا إلى أنها "الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق في الوقت الحالي".
وأوضحت الصحيفة أنه بعدما أنهى رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون مؤتمره الصحفى يوم الاثنين الماضى، والذى شجع فيه مواطنيه على تجنب كل الاختلاط غير الضروري مع الآخرين، قام مساعدوه بإعداد إحاطة أخرى للصحفيين بعيدة عن الكاميرات.
وقدم بعض أبرز خبراء النماذج فى بريطانيا عن الأمراض المعدية، منهم نيل فيرجوسون من فريق إمبريال كوليدج لكوفيد 19، خلال الجلسة والتي تنبأت بمسار دموي لفيروس كورونا يمكن أن يقتل مئات الآلاف من الأشخاص في الولايات المتحدة وأوروبا مع زيادة المرضى والمحتضرين في المستشفيات ووحدات الرعاية الصحية .
وأثر هذا التقرير أيضا على تخطيط إدارة ترامب، حيث استشهدت ديبورا بريكس، منسقة فريق كورونا بالبيت الأبيض، بالتحليل البريطاني في مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، وقالت إن فريقها ركز بشكل خاص على نتائج التقرير بأن أسرة بالكامل يجب أن تعزل نفسها لأربعة عشر يوما، لو أصيب واحد من أفرادها بالفيروس.
وحذرت مجموعة العمل من إمبريال كوليدج من أنه لو لم يقم الأفراد والحكومات بأي إجراء، وظل الوباء خارج السيطرة، سيموت 510 آلاف شخص في بريطانيا، و2.2 مليون فى الولايات المتحدة خلال فترة تفشي الفيروس.
وتقول واشنطن بوست إن هذه الأرقام كانت مقلقة بشدة للدول التى لديها أفضل أنظمة للرعاية الصحية، وهي مرعبة للدول الأقل تقدما، بحسب ما يقول مسئولو الصحة العالميين.
ولو اتبعت بريطانيا وأمريكا إجراءات طموحة وأكثر صرامة للتخفيف من انتشار كورونا ولإبطاء الوباء وليس بالضرورة إيقافه خلال الأشهر القليلة القادمة، فيمكنها خفض معدل الوفيات إلى النصف.
وذكرت الصحيفة أنه لو بذلت الحكومة البريطانية قصارى جهدها لوقف انتشار الفيروس لعكس نمو الوباء وتقليل الحالات إلى مستوى منخفض، فإن عدد الموتى في البلاد قد يصبح أقل من 20 ألفا.. ولتحقيق ذلك سيتعين على بريطانيا فرض التباعد الاجتماعى لجميع السكان وعزل كل الحالات وحجر صحى لأسر بالكامل لو تبين اى شخص مريض، وإغلاق جميع المدارس والجامعات، والقيام بكل ذلك ليس لأسابيع ولكن لفترة ما بين 12 إلى 18 شهرا حتى يتوفر اللقاح.