«عليان»: الحظر الذاتي لمواجهة كورونا يسبب أزمات اقتصادية وتفشي الوباء يؤدى لانهيار الاقتصاد
أكد الخبير الاقتصادى عبد الرحمن عليان أن المخاطر
الاقتصادية فى حال التزام المواطنين بالحظر الذاتى لوقف انتشار فيروس كورونا
المستجد، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة، أقل بكثير من مخاطره فى حالة عدم
الالتزام وبالتالي تفشي الوباء.
وأضاف "عليان" فى تصريحات لـ "الهلال اليوم"، إن الحظر الذاتى يتمثل فى تخفيف أعداد العمالة وبقاء الناس بالمنازل وغلق المقاهى
والمولات والمحلات لفترات وليس بصورة دائمة، وبالتالي استمرار الحياة ولكن بوتيرة أقل،
أما فى حالة تفشي الوباء فستقف الحياة نهائيًا، وتزيد نسبة الخسائر بصورة كبيرة
يصعب تعويضها.
وأشار "عليان" إلى أن تأثير الحظر
الذاتى على النواحى الاقتصادية له أشكال متعددة، منها خفض حجم الإنتاج بنسبة 50
بالمائة، كذلك تعطيل المدارس والجامعات، وتأثر حركة البيع والشراء بقرارات الغلق
الجزئية بعض الوقت، هذا بخلاف تأثر القطاعات الأخرى مثل الطيران والسياحة، ما يجعل دخل الفرد ينخفض بنسبة 50 بالمائة، ولهذا وفرت الدولة 100 مليار جنيه لسد العجز، وتعويض فارق
الدخل الذي يشعر به المواطنين، ومساعدة حركة الانتاج على الاستمرار لأن الأمر
لايزال تحت السيطرة.
واستطرد "عليان" أما في حالة
تفشي الوباء فسوف يتوقف كل شئ كليا وسنتكبد خسائر اقتصادية مضاعفة، فمن يعمل بنصف قوته لن
يعمل نهائيًا، وسيقل حجم الإنتاج إلى معدلات خطيرة، ليس هذا فحسب بل أن الدول التى
تعاني تفشي الوباء لن تجد دعما من دول أخرى، ولا تواصل تجاري بسبب الخوف من انتقال
العدوى، وبالتالي سوف تتوقف حركات التبادل التجارى نهائيا ، مضيفًا: إن الدولة التى
تعانى من وجود إصابات فقط وليس تفشيا للوباء لن تستطيع الاستيراد من دول أخرى، وسوف
تعتمد على التصدير فقط فى علاقاتها الخارجية لتأمين نفسها قدر المستطاع، كذلك ستزداد الثقة فى الدول التي تتعامل مع إصابات محدودة وتكون قادرة على استيعاب الفيروسبعكس الدول التي تعانى من تفشي للوباء، فعلى سبيل المثال يمكن حاليا الاستيراد من الصين ولكن
يصعب التعامل مع إيطاليا وهكذا، فالعلاقة الاقتصادية تبادلية وبالتالي سوف تتأثر حسب وضع المرض فى كل دولة.
وأكد "عليان" أنه فى حال الالتزام
بتعليمات الدولة ومحاصرة الفيروس ستكون هناك فرصة لإعادة الأمور إلى نصابها، سواء
بالنسبة للإنتاج أو السياحة أو حركة التجارة وأن كانت بصورة بطيئة بصورة بعض الشيء،
أما فى حالة التفشي فالأمر سيحتاج إلى وقت طويل وقد تفشل الدول فى تصحيح الأوضاع.
ودعا "عليان" إلى ضرورة الالتزام
بالتعليمات والبقاء فى المنزل، مشيرًا إلى أن ما يفعله البعض من تهاون واستهتار يضيع جهود الدولة فى
محاولات الخروج من الأزمة بأقل الخسائر .