لا صوت يعلو في البيوت المصرية وعند ست البيت على مطالبات أفراد الأسرة بشراء الفسيخ والرنجة لتناوله، فطالما انتظروه طيلة عام ليأكلوه في شم النسيم كل عام ، الهلال اليوم رصدت طوابير على محلات الفسيخ تمتد لأكثر من عشرات امتار خارج بعض المحال رغم ارتفاع أسعار الخميس مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت نسبة الزيادة 30% عن العام الماضى ، وبلغ سعر كيلو الملوحة 120 جنيه .
التجار : "مفيش بيع زى الموسم اللى فات"
وقال الحاج اسلام عبد الغفور ، 55 عام ، مالك محل فسيخ "أسعار الفسيخ بأنوعه ارتفعت بنسبة 30% عن العام الماضي ، وكيلو الملوحة وصل 100 جنيه وكان فى العام الماضى بـ70 جنيه ، والفسيخ الصغير الكيلو 100 والكبير منه 120 جنيه وكان فى العام الماضى بـ70 جنيه ، وكيلو الرنجة بـ35 جنيه والسردين 35 جنيه بعدما كان سعرهم 25 جنيه ".
وتابع " الإقبال متوسط مش زى السنة اللى فاتت ، وكل موسم كان الاقبال يبدأ قبل شم النسيم بأسبوعين ، لكن غلاء السلع والفسيخ خلى الجو مريح ، والزبون بيجي يسأل على ثمن الحاجة ويمشى من غير ما يشترى ".
وذكر سعيد المازنى ، 34 عام ، مالك محل فسيخ " مين هيشترى كيلو ملوحة بـ120 جنيه ؟! دى أغلى من اللحمة ، والأسعار بقت نار ، كل السلع ارتفعت ، وإحنا مش بنبيع الموسم ده والمحل فاضي من الزباين ، كل موسم مكناش بنقف ، وأنا بشترى الحاجة غالية وبطلع مكسبي وايجار المحل وأجرة العمال وثمن الكهرباء والميه والضرائب بالعافية ، وبنطالب أن الحاجة سعرها ينزل شوية علشان الناس تشترى ، وكنت بفرش بضاعة كتير كل موسم لكن دلوقتى فيه ركود كبير".
وأوضح سليمان محفوظ ، 44 عام ، مالك محل فسيخ " الزبون كان بيشترة 2 كيلو فى الموسم ، حاليا بيشترى كيلو واحد أو نص كيلو ، لأنه بيحسبها بالفلوس نص الكيلو بـ60 جنيه وغير لوازمه من الطحينة والليمون والخل ".
المواطنون : الكيلو بـ120 جنيه وبلاها فسيخ لأنه أغلى من اللحمة"
قال حسن أيوب ، 38 عام ، موظف " بلاها فسيخ طالما سعره مرتفع وصل لـ 130 جنيه ، وكله ملح ومضر بالصحة والكليتين ، وبقى سعره أغلى من اللحمة ! مين هيشترى ؟ الناس تعبت من ارتفاع الأسعار والغلاء ، والوضع بقى المواطن ميتحملوش ، والرواتب ثابتة مش بتزيد والقيمة الشرائية للمرتب انخفضت للنصف كانت 500 جنيه تشترى تموين البيت دلوقتى مش بتجيب حاجة ، وكيلو البامية وصل 50 جنيه واللحمة وصلت 130 جنيه والسمك وصل 35 جنيه ، والغلبان مش عارف يعيش ".
وذكر ربيع عرفة ، 42 عام " أنا هشترى لأولادى كيلو بس علشان الموسم إنما الفسيخ مضر وبيسبب تسمم لكن ربنا يسترها ، وكل حاجة ارتفعت بعد ارتفاع الدولار ، وأسعار الفسيخ ارتفعت زى باقى السلع وخاصة الأسماك ، وفيه جانب مهم أنه الرقابة غائبة على الأسواق والتجار عندهم جشع ويرفعوا السعر على المواطن ولو الناس عاوزة الحاجة تنزل لازم نقاطعها".
وأوضح متولى عباس ، 60 عام " الناس هتشترى فسيخ رغم ارتفاع ثمنه لأنه عادة ورثناها من زمان وده موسم والعيال فى البيت لازم يحتفلوا بشم النسيم ويروحوا المنتزهات ويأكلوا فسيخ ، ومش بس الفسيخ سعره مرتفع كل حاجة سعرها زاد والتاجر بيطلع مكسبه وخلاص وده موسم".
أستاذ الثروة السمكية : ارتفاع السعر سببه إرتفاع البورى ونقص الوزن
وقال الدكتور محمد بكير ، أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية "إرتفاع أسعار الفسيخ ناتج عن إرتفاع أسعار أسماك البورى والذى وصل سعره لـ55 جنيه ، كما أن التاجر يملح السمك شهرين أو ثلاثة وده معناه أنه بيركن الفلوس فى المدة دى ، وأضف الى ذلك أن وزن السمكة يقل بعد التمليح حيث يتآكل لحمها من الملح فإذا كان لديه 200 كيلو ينخفضوا الى 100 كيلو ، ولازم التاجر يرفع السعر علشن يطلع مكسبه ، وكل حاجة أسعارها ارتفعت فى البلد مش بس الفسيخ".