أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أحمد الشوكي مؤخرًا في قصر ثقافة الأقصر، ندوة بعنوان "مقتطفات من تاريخ الأقصر" في إطار فعاليات الأقصر عاصمة الثقافة العربية لعام 2017، أدارها الأستاذ الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث ووكيل كلية الآداب جامعة القاهرة، بحضور كل من الدكتورة نيفين محمد، رئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق، والباحث سعد فاروق، رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي، ومحمد العدوي، مدير فرع ثقافة الأقصر، والدكتور خالد غريب، أستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، والملحق الثقافي لسفارة جمهورية مصر العربية بموريتانيا سابقًا.

وتناول خالد غريب تاريخ الأقصر منذ العصر الفرعوني حتى العصر البيزنطي، كما استعرض الدكتور جمال عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية الآثار جامعة القاهرة، تاريخ مدينة الأقصر في العصر الإسلامي وتاريخنا المعاصر.

وأكد الدكتور جمال عبد الرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية الآثار جامعة القاهرة، في كلمته، أن الأقصر مدينة التاريخ والحضارة التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وشاهدة على عظمة الإنسان المصري الذي سما بعلومه وفنونه منذ سبعة آلاف سنة، والتي تعتبر جامعة مفتوحة للتاريخ والآثار الإنساني في عصوره المختلفة منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث.

وأضاف عبد الرحيم أن الأقصر ظلت قرية صغيرة تابعة لمدينة "قوص" التي اعتبرت عاصمة الصعيد بعد الفتح الإسلامي لمصر في عام 21هـ/642م، وقد زار الأقصر من كبار الرحالة في العالم العربي مثل  الرحالة الفارسي الإيراني ناصر خسرو، وكذلك الرحالة المغربي ابن جبير، مؤكداً أن الأقصر فيما بعد تحولت إلى مركز إداري تابع لمدينة "إسنا"، ثم مدينة تابعة لمحافظة قنا، الأمر الذي أورثها تركة مثقلة من الإهمال، وطوق العدوان البشري والامتدادات العمرانية العشوائية أغلى كنوز العالم، فيما اهتم بها الخلفاء الفاطميون الذين غرسوا الأشجار بأراضيها بهدف الحصول على الأخشاب اللازمة لصناعة السفن، فنهضت الزراعة حولها وكثرت مراعيها وحازت شهرة في ذلك، كما نشطت تجارتها الداخلية، وعمرت أسواقها الأمر الذي أدت لارتفاع اقتصادها بصورة كبيرة.

وفي سياق متصل تم افتتاح معرض وثائقي يضم مجموعة من مستنسخات الوثائق النادرة التي تتناول تاريخ الأقصر ومنها على سبيل المثال: المرسوم الصادر سنة 1927 بتنظيم بندر الأقصر / التخطيط الإداري لمدينة الأقصر (طيبة الجديدة)، ومشروع الصوت والضوء بمعبد الكرنك.

كما يضم المعرض الوثائق الخاصة ببناء قرية لأهالي القرنة بالأقصر؛ وقرار إصدار عملات تذكارية بمناسبة إقامة أوبرا عايدة بالأقصر.