ا ش ا
قال السفير محمد الشاذلي سفير مصر الأسبق بالسودان إن المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد مصر جزء من المؤامرات على العالم العربي ﻷنه لديه كل المقومات المؤهلة ليكون أحد أضلع القوى العظمى وعلينا ألا نستسلم لهذه المؤامرات.
وأضاف السفير الشاذلي - خلال الندوة التي عقدها المنتدى الثقافي المصري بالقاهرة مساء الأحد تحت عنوان "المؤامرة على مصر..حقيقة أم وهم" أن المؤامرات من قبل بعض الدول الخارجية على مصر تستهدف إضعافها ، إلا أن مصر تستطيع أن تنجو بنفسها من براثن هذه المؤامرات.
وأوضح أن من مقومات القوى العظمى التي يمتلكها العالم العربي هى الموارد الطبيعية والتعداد السكاني والصناعة والزراعة والقوة العسكرية والثروة البترولية والعقول البشرية، لافتا إلى أن المؤامرة أمر حادث فعليا وعلينا أن نواجهه .
وأشار إلى أن الإشكالية هي أن البعض اختزل مشكلة المؤامرة إلى صورة كاريكاتورية ، مضيفا أن المؤامرة موجودة أيضا على مستوى الساحة الدولية فميثاق الأمم المتحدة يمنع استخدام القوة عبر العلاقات الدولية ، ومن ثم تلجأ الكثير من الدول إلى أسلوب المؤامرة بانتهاج أساليب غير مشروعة لنيل مأربها وعلى رأسها الجاسوسية وعمليات الاغتيال مما يعرقل نمو الدول الأخرى.
وحول المؤامرة على المنطقة العربية ، ذكر السفير الشاذلي أن جذورها يعود عندما عقد الشتات اليهودي المؤتمر الصهيوني الأول سنة 1898 في مدينة بازل السويسرية واستهدف توطين اليهود في أراضى ﻻ يستحقونها ، وصاحب ذلك حملة إعلامية كبرى بادعاءات اضطهاد اليهود وتم طرح عدة بدائل لاستيطان في عدد من الدول كان من بينها أوغندا والأرجنتين ، وبعد 50 عاما وفي سنة 1948 قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وبعدها بـ 50 عاما أخرى صارت قوة فاعلة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن من ضمن المؤامرات الأخرى التي حققت أهدافها ما عرف بالمسألة الشرقية بعد منتصف القرن الـ 18 بعد سلسلة حروب بين الدولة العثمانية من جهة وروسيا والنمسا من جهة أخرى فى محاولة للحصول على أملاك الدولة العثمانية ، وبالرغم من أن بريطانيا كانت تدافع عن الدولة العثمانية فى البداية إلا أنها فى أعقاب الحرب العالمية الأولي تمكنت من القضاء على الدولة العثمانية وتفتيت أملاكها وإعادة تقسيمها.
ودعا الشاذلي العرب إلى ضرورة إدراك حجم المؤامرات التي تحاك لهم من الخارج في ظل التشرذم العربي وأهمية الإدراك جسامة وخطورة هذه المؤامرات حتى أصبح الأعداء يعرفون معلومات عنا نحن العرب أكثر مما نعرف عن أنفسنا.
شهد الندوة -التي أدارها السفير أحمد الغمراوى - المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي والسفير فاروق مبروك سفير مصر الأسبق بالعراق ولفيف من الدبلوماسيين.