تقول إن النجومية لم تكن من أحلامها .. لبنى عبد العزيز : لم أشاهد أفلامى لأنني غير راضية عن أدائى
حوار : محمد سعد - عدسة : شريف صبري
في استكمال لحوار مع الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز كنا قد بدأناه معها في عدد 21 مارس الماضي، تحدثت خلاله عن أهم أعمالها السينمائية وأعزها الى قلبها، ونظرتها للمرأة في مجتمعنا، وكيف تتحق المساواة بين الرجل والمرأة، نستأنف الحوار معها لتحدثنا عن علاقتها بأسرتها وكيف دخلت المجال الفنى، حتى صارت نجمة لامعة ولماذا فضلت الحياة الأسرية على النجومية، وأهم الأدوار التى كانت تتمنى القيام بها، وكيف ترى الحب والزواج، ولماذا كان زواجها سرياً، وكيف كان تحدياً منها للعالم كله، بالإضافة لأهم آرائها السياسية فيما يدور حول العالم باعتبار الفنان والفن مرآة تعكس ما يجرى حول الإنسان، كل ذلك وأكثر في السطور التالية..
ما نصيحتك للمرأة المصرية لمواجهة مشكلة ارتفاع الأسعار بحكمة؟
المرأة هي ربة البيت، وبلاشك تحب بلدها، ولكنها أكثر أفراد الأسرة إحساساً بغلاء الأسعار ووصيتي لكل السيدات بالصبر، فالقيادة السياسية تقدر المرأة وتحترمها ويجب أن نبادل هذا التقدير بالتضحية للنهوض ببلدنا.
بالتأكيد أول امرأة في حياتك هي والدتك.. لو عدنا بالذاكرة ما الصفة التي كنت حريصة على اقتباسها منها؟
هناك صفة كانت تتصف بها أمى ولم آخذها عنها أبدًا، فقد كانت تتصف بالهدوء الشديد وكانت تتعامل مع كل شيء بالسياسة عكسي تماماً، فقد كنت ألجأ للحرب دائماً وأخوض المعارك من أجل الحصول على ما أريد، ولكن عندما كبرت أصبحت أكثر هدوءاً لأنني فهمت مدى صحة أسلوبها، وكانت صبورة جداً، تتحمل كثيراً من أجلي وتتحمل مشكلات البيت والزوج والأولاد، وقد ورثت عنها الصبر وعدم الطمع، كما أنها كانت تتصف بالجمال الشديد والرقة.
كيف تصرفتِ مع خالك بعدما رفض فكرة التمثيل لدرجة أنه ضربك على وجهك؟
أتذكر ذلك تمامًا، وقد واجهته، وحققت ما أريد فى الوقت المناسب، وأحب أن أوضح أنني لا أحصل على حقي بالقوة، كما قد يفهم البعض ولكن أقصد أنني «مشاكسة» ولا أترك حقي أبدًا، وأذكر أنني أيام الثانوي كان زملائي يستعينون بي عندما يريدون الحصول على شىء ما في المدرسة، وفي الجامعة عندما كانوا يريدون إقامة حفل كنت أتولى الإشرف عليه وتنظيمه، فقد كان لدي دائماً نشاط ذهني، وورغم تمتعى بنشاط جسماني إلا أننى في الوقت المناسب كنت آخذ خطوة للوراء وأقدم أحد الأشخاص علي، فلم أكن أحب الزعامة أو أن أبدو قائدة ولا أزاحم أحداً في ذلك، فكنت أفعل ما أريد عن بعد وهذه الصفة ملازمة لي حتى اليوم، فلا أحب حضور الحفلات والأفراح وعندما أتواجد في مهرجان أو احتفال فني تجدني أجلس وحيدة، فأنا منطوية إلى حد ما.
في أوج نجوميتك اخترت الأسرة والزوج والبيت.. حدثينا عن ذلك؟
النجومية لم تكن أبداً من أحلامي، فقد كنت أحب التمثيل فقط حتى أصبحت نجمة، وعندما تحققت النجومية تعبت منها، فقد كنت دائماً بعيدة عن الوسط الفني لدرجة أننى كنت أصور مشاهدي وأدخل غرفتي مباشرة، فأشعر بسلام داخلي وأنا مع نفسي.
هل أنتِ شخصية مقاتلة أم مسالمة؟
أبدو شخصية متناقضة، ولكن الحقيقة أنا مقاتلة إلى أقصى درجة في سبيل تحقيق أهدافي والدفاع عن مبادئي، ورغم أنى لا أحب الظهور كثيرًا إلا أننى أقاتل من أجل تحقيق هدف أنا مقتنعة به بدون تردد.
وما أول حرب خضتها في حياتك من أجل تحقيق ما تريدين.. وما نتيجتها؟
كانت حربي من أجل الدراسة في الجامعة الأمريكية، فقد كان أهلى يرفضون ذلك تماماً ومنهم من كان لا يرى ضرورة أن أكمل دراستي الجامعية من الأساس، ولكني صممت رغبة مني في تصحيح أفكار كثيرة في المجتمع، وأهمها ما يخص نظرته للمرأة، فقد كنت علي استعداد لخوض مناقشات ومعارك حامية من أجل تصحيح هذه النظرة الرجعية، وكانت النتيجة رضوخ أهلى في النهاية والتحقت بالجامعة الأمريكية.
وكان ثاني الحروب التي قمت بخوضها حربك من أجل التمثيل.. أليس كذلك؟
كنت أمثل في الجامعة كثيرا في المسرح، لدرجة أنني فوجئت بصورتي وقتها على غلاف مجلة «الكواكب» ولم يكن يعرفني أحد، وكذلك مجلة «الاثنين» و«الجيل الجديد»، كفتاة مجتمع شكلها لطيف، صحيح أنني كنت أعمل في الإذاعة في ركن الطفل بالبرنامج الأوروبي، وشاركت في البرنامج دون أجر لسنوات حتى قمت بتقديمه ومازلت حتى اليوم في نفس البرنامج الذي يحمل اسم «العمة لولو».
هل تعرضتِ لحروب نفسية من زملائك فى الوسط الفنى فى بداياتك الفنية؟
بالتأكيد حدث وكنت أسمع من العاملين في أي فيلم أشارك فيه كلاماً من هذا القبيل، لكننى كنت أركز في عملي فقط ولا أعطي أذني لأحد، ولم تكن لي صديقات من الوسط الفني، لذلك فلم أدخل في أية حروب ولو حتى بالكلام فقط، والفنانة الوحيدة التي قمت بالاتصال بها هي الفنانة ماجدة عندما قامت ببطولة فيلم «جميلة بوحريد» كي أهنئها على الفيلم لأنه أعجبني جداً وكنت نادرًا ما أشاهد أفلاماً.
هل تمنيتِ أن تكوني بطلة الفيلم؟
كنت أتمنى القيام بأدوار كثيرة شاهدتها وأعجبتني لكن هذا الدور بالذات كان جميلاً جداً وقد أدته ماجدة بمنتهى البراعة.
وما الأدوار التي قامت بها زميلاتك وقتها وكنتِ تتمنين القيام بها؟
كثير، ولكني كنت مقلة في أفلامي فقد كنت أقدم فيلماً واحداً فقط كل عام حتى وصل عددها إلى حوالي 18 فيلماً منها فيلمان أجنبيان وفيلمان كنت ضيفة شرف فيهما، أحدهما كنت ابنة شادية وفيلم آخر بعنوان «أدهم الشرقاوي»، فقد كنت أحب عبد الله غيث جداً ومعجبة بموهبته الفنية وأردت أن أقف بجواره في بداية مشواره مع الفن، ورغم أنه كان بطل الفيلم إلا أنهم وضعوا اسمي قبل اسمه لأنه لم يكن معروفًا وقتها حتى يتم بيع الفيلم وتحقيق إيرادات جيدة والغريب أن أفيش الفيلم مكتوب عليه، « لبنى عبد العزيز في أدهم الشرقاوي»، وعدد الأفلام التي قمت ببطولتها 15 فيلما.
لكنك لم تظهري «ضيفة شرف»، فقد كنتِ تجسدين شخصية حبيبة البطل التي تمثل الخط الرومانسي في الأحداث؟
تتعجب قائلة: فعلاً؟! لا أعرف بالضبط لأنني لم أرَ الفيلم ولم أشاهد أياً من أفلامي أبدا.
ما السر في ذلك؟
لأنني دائماً أرى أن أدائي كان من الممكن أن يكون أفضل وأنني أقل بكثير مما كنت أتصوره ودائمًا غير راضية عن أدائي.
هل كان قرار الزواج من المنتج الكبير رمسيس نجيب حرباً في مسلسل الحروب في حياتك؟
لا كان قرارًا سرياً فقد تزوجته في السر ولم أبلغ أهلي به لأنني كنت متأكدة أنهم سيرفضون هذا الزواج لأنه كان يكبرني بأكثر من 20 سنة ولكني كنت أحبه كثيرًا وهو أيضًا كان يحبني بعنف.
قيل إنك تزوجت منه رغبة في أن ينتج لك أفلامك.. فما رأيك؟
هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة لأنني بعد مشاركتي الأولى في فيلم «الوسادة الخالية» مع عبد الحليم حافظ عُـرض علي بطولة 50 فيلماً فلم أكن محتاجة للزواج من منتج كي أعمل في أفلامه، والذي حدث أنني كنت قد وقعت عقد احتكار مع المنتج جمال التابعي وكان شريك رمسيس نجيب ثم دخل شريك ثالث، وبعد الزواج أصبح الاحتكار مع رمسيس نجيب في الأفلام وأيضًا في الحياة الزوجية.
ومتى بدأ الحب بينكما؟
في الأول كنت أكرهه جداً فأثناء تصوير فيلم «الوسادة الخالية» كنت أقول له : «ماتروح إنت راعب الناس ليه كده؟!» لأن العاملين كانوا يخافون منه نظراً لشخصيته القوية، ولكنه كان يعاملني بمنتهى الذوق والرقة ويناديني بآنسة لبني.
ما سر تحول مشاعرك نحوه من الكراهية للحب؟
حبه لي، فالحب أكثر شىء يجذب المرأة ورغم فارق السن الكبير أحببته، فالحب الحقيقي لا يعترف بأي فوارق في السن أو المستوى الاجتماعي ولا لدين ولا ملة أو بلد، فالحب أقوى من كل شىء.
ما موقف الأسرة من زواجك السرى؟
بعد أن علمت العائلة حدثت عاصفة من الرفض لكن انتهت بقبولهم للأمر الواقع، خاصة أن والدي كان يدعمني دائماً في كل قراراتي حتى عندما اتجهت للتمثيل لم يمانع وقال لي «الرأي لكِ»، أما والدتي فقد بكت بشدة.
وهل انتهى هذا الحب؟
سيبقى إلى الأبد، فمازلت أحبه، فالحب الحقيقي لا ينتهي أبدًا.. ولكن الحياة بعد فترة قصيرة من الزواج أصبحت صعبة نظرًا لفارق السن والتفكير، فالتناقضات بيننا كانت كثيرة جداً مما يعوق عجلة الحياة الزوجية أن تستمر، فالفوارق لا تمنع الحب ولكنها تقف عائقًا ضد استمراريتها، فلابد من التفاهم الذي كان مفتقدًا وقتها بيننا، حتى وقع الطلاق ، فقد كان يغار حتى من شقيقتي!
وهل خضتِ حربًا من أجل اتخاذ قرار الانفصال عنه؟
نعم فلم يكن قرارًا سهلاً، فقد كان الزواج منه تحدياً لأهلى، لكن كان لابد من الانفصال، فقد كان يحاصرني من كل اتجاه، وكل شىء ممنوع حتى مَن أعمل معهم ممنوع أتحدث إليهم.. كان شيئاً صعبًا جداً على نفسي أن أجد الحرية التي أحارب من أجلها طوال عمري تصبح سرابًا، ولكن الحب بيننا لم ينته، فالفراق صعب جداً خاصة أنني تحديت العالم كله من أجله وكان زواجي منه شجاعة عاطفية وربما مجازفة انتهت بالفشل ولكن هذا لا يعني انتهاء الحب وقد استفدت منه كثيراً.
ماذا قدم كل منكما للآخر فنياً؟
أصبحت خبيرة في السينما، فقد أخذت خبرته الكبيرة في هذا المجال فقد كان يفهم في كل شىء.. التأليف والإخراج والإضاءة، كما أنه استفاد مني وتعلم أشياء كثيرة، فقد أصبح واسع الأفق يفكر في الإنتاج الكبير والابتكار في الأفكار مثل «آه من حواء» في البداية رفض إنتاجه فلم يكن مقتنعًا بي في الكوميديا، وكذلك فيلم «عروس النيل» قال لي بالحرف :«حد عاوز قدماء المصريين؟» فقلت له : «العالم كله عاوز قدماء المصريين» إلا نحن، فكل العالم يصنع أفلامًا عن الفراعنة لكن لا يوجد فيلم مصري عنهم وقدمت له الفكرة وأُعجب بها المخرج فطين عبد الوهاب وتم تنفيذها وتم الصرف عليها، وهناك أيضًا «وا إسلاماه» الذي تم عمل نسختين منه.. نسخة إيطالي ونسخة مصري، وقام بعمل الديكورات له شادي عبد السلام وقد تم تنفيذ الملابس في إيطاليا وتم تحميض الفيلم هناك أيضًا وقد كان كاتب السيناريو والمخرج حاصلين على «الأوسكار» كل هذه الأعمال كانت من اختياري وساهمتُ بفكري في تنفيذها داخل شركته.
وكيف جاء الحب الثاني والزواج من الدكتور إسماعيل برادة؟
كان هناك ترحيب كبير به من أهلي لأنه قريب من سني ومن كل شىء كمستوى علمي واجتماعي ومادي ونفس التربية والتفكير، وكان ذلك بعد سنوات من طلاقي فأصبحت أكثر نضجًا وتزوجنا، ولكنه قرر السفر لأمريكا لأن الأوضاع في مصر لم تكن جيدة.
هل هاجرت لأمريكا هرباً من مصير بعض الفنانات اللائي تم تجنيدهن لتنفيذ مهام مخابراتية؟
لا، لم يقترب مني أحد نهائياً ولم يكن لدي أي نية للهجرة، فقد كنت متعاقدة مع الكاتب الكبير سعد الدين وهبة - وكان وقتها رئيس المؤسسة العامة للسينما - على بطولة ثلاثة أفلام منها فيلم «بنت العالمة» الذي أصبح بعد ذلك «خللي بالك من زوزو» والذي قامت ببطولته سعاد حسني وكنت أنوي العودة لمصر لتصوير هذه الأفلام ولكن زوجي طلب مني ألا أعود، ففكرت كثيرًا وقررت أن واجبي الأول في الحياة لابد أن يكون تجاه زوجي وبيتي وليس هوايتي في التمثيل فكان قرار البقاء معه في أمريكا.
وهل ندمت على عدم بطولة فيلم «خللي بالك من زوزو» الذي يعد واحدًا من أهم أفلام السينما المصرية؟
لا بالعكس، فلا أستطيع تقديم الدور مثلما قدمته سعاد حسنى، رغم أنني لم أشاهده ولكن سمعت عن النجاح الكبير الذي حققته، فالندم كلمة ليست في قاموس مفرداتي واستبدلها بكلمة الحزن.
متى تفكرين في رفع الراية البيضاء؟
تقول بالإنجليزية «never» عندما أموت أو حتى بعد ما أموت لن أرفع الراية البيضاء لأنني عنيدة جداً ولا أقبل بالهزيمة أبدًا، فأنا رغم المرض ومنعى من الخروج بأمر الطبيب لمدة شهرين لكن عندي أشياء كثيرة أفعلها فلدي قراءاتي وأدرس حاليًا في مشكلة اللاجئين، واكتشفت أن كلنا لاجئون منذ قديم الزمان من مكان لمكان فعندما كانت الأرض تجف كنا نرحل لمكان آخر فيه ماء وزرع، وهذه القضية اليوم أصبحت خطيرة جداً فالناس تموت في البحر وتموت على الحدود بين الدول.
ألا ترين أن هذه الكارثة الإنسانية ازدادت سوءاً بعد قرار الرئيس الأمريكي منع مواطني 7 دول إسلامية من دخول أمريكا؟
ترامب ليس مخطئًا في هذا القرار، فهو يريد أن يحمي بلاده من الإرهاب، فكلنا شاهدنا ما حدث في ألمانيا بعد أن فتحت المستشارة الألمانية ميركل الأبواب أمام الجميع، فحدثت فضائح كثيرة جدًا، فكان على ترامب أن يتخذ إجراءات وقائية لمراجعة الإجراءات الأمنية المتبعة في دخول أمريكا حماية لوطنه، ثم إن القضية الكبرى هي قضية «داعش» التي أساءت لكل المسلمين، ففي كل مكان أذهب إليه يقولون لي أنت مسلمة يعني إرهابية وهذه الفكرة الخاطئة يجب أن نصححها للعالم كله وأنا أحارب هذا الفكر الخاطئ من خلال مقالاتي.
يعلم الجميع أن «داعش» صناعة أمريكية لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط فماذا تقولين عن ذلك؟
لا أستطيع أن أقول للأمريكان إن «داعش» صناعة أمريكية ولكني أقول لهم إنكم تركتم العراق في وقت غير مناسب ودخل الدواعش وأخذوا كل الإمكانيات التي كانت معكم وصنعوا جيشًا، لكن ترامب أوقف دخول مواطني 7 دول من دخول أمريكا لمدة 90 يوماً كي يعرف بالضبط مَن يدخل أمريكا ومَن يخرج منها حتى لا يحدث فيها مثلما حدث في ألمانيا وقد راح ضحايا في كاليفورنيا وأوكلاند.
فى رأيك.. كيف نواجه قرار ترامب بالفن؟
أولاً أوباما هو الذى حدد الدول السبع المحظورة وليس ترامب، لذلك أدعو لعمل فيلم ضخم يبين صورة الإسلام الصحيحة للعالم كله مثل فيلم «وا إسلاماه» لماذا لا تشترك كل الدول العربية في إنتاج مثل هذا الفيلم والاستعانة بكوادر فنية من الخارج ومعدات ضخمة مع كاتب متميز لتقديم فيلم يبرز كل مميزات القرآن والإسلام ونعرِّفه للعالم.
ما رأيك فيما يحدث في ماسبيرو؟
المبني به 43 ألف موظف لا يعملون، ولابد أن يكون هناك تليفزيون وإذاعة وطنية ولكنه في نفس الوقت فاشل، فلا نعرف كيف نحافظ على المواهب ولا نجد مواهب جديدة ولا نجد أناساً عندهم أمانة وضمير لأن كل من يجلس على الكرسي ينهب ويمشي، فالحقيقة هذا المبني محتاج لجرد ومراجعات شاملة كأننا نبدأ فيه من جديد.
هل تقصدين أن يتم تسريح العاملين في المبنى؟
لا أقصد ذلك، ولكن لابد أن يكون هناك مبدأ الثواب والعقاب فمن لا يعمل يعاقب ومن يعمل ويجتهد يكافأ؛ لأن واقع المبني العتيق سيئ جداً فالعاملون فيه لا ينتجون ومعظمهم يجلس على المكاتب دون عمل فعلي، والحقيقة أن الحكومة كلها تحتاج لإعادة هيكلة ورغم أن السيسي قال: «شمروا أيديكم واشتغلوا معايا» لكن بكل أسف «محدش بيشتغل » ولن نستطيع بناء بلدنا إلا بالعمل، فأنا إلى اليوم أعمل رغم عدم احتياجي للمال. لابد أن يكون هناك تفكير وعطاء وإنتاج وأعتقد أن المهمة الأصعب ليست في بناء مساكن وطرق وغيرها ولكن في بناء العقول وأن ندرك قيمة العمل، فهو الذي صنع أمريكا التي قامت على أكتاف المهاجرين من كل دول العالم.
وماذا عن أولادك وأحفادك؟
عندي بنتان، مريم وسارة، وثلاث حفيدات يعيشن في أمريكا وأقوم بزيارتهن من وقت لآخر وهن كل حياتي ودائمًا اتصل بهن واطمئن عليهن وأشاهد صور حفيداتى، فهن أعز شيء إلى قلبي، لأنه لا توجد مسئولية تجاهلن مثلما كانت موجودة تجاه ابنتي، فحب الأحفاد صافٍ، وهنَّ كل ما أملك وأتمناه وأدعو لهن ولبناتي في كل صلاة.
هل ورثت إحداهن الفن عنك؟
كنا نتمنى لابنتا الكبرى دخول مجال الفن، ونشجعها على ذلك، فقد كانت تمتلك الموهبة وتمثل في مسرح الجامعة، لكنها لم تهوَ الفن وفضلت الزواج والحياة الأسرية.