رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"لحمة وطنية" بين القائد والحكومة والشعب ولدتها أزمة كورونا

2-4-2020 | 08:21



معركة مصيرية يخوضها العالم كله في مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة أو حتى بالمجهر العادي، معركة سارعت الدولة المصرية فيها باتخاذ كثير من الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تهاون دول أخرى في اتخاذها فواجهت مصيرا مؤلما.


تجربة تعامل مصر مع ملف كورونا المستجد، كشفت الوجه الحضاري لهذا البلد، وأكدت أنها دولة تنفذ خططها وبرامجها الاحترازية لمواجهة الفيروس بطريقة علمية مكتملة العناصر، طبقا للمعايير الدولية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.


فمصر المنطلقة بالمشروعات العملاقة ووعي شعب وجهد جيش وشرطة هزما الإرهاب، لابد أن تحقق إنجازا على طريق الاستجابة السريعة لقطع سلاسل المرض، وبالتالي تحقيق الوقاية والعلاج والحماية من هذا الفيروس التاجي، وهو إنجاز شهدت به منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن مصر لديها فرص ذهبية للتحكم في المرض، حيث أكد ممثل منظمة الصحة العالمية أن مصر لديها نظام ترصد إلكتروني على مستوى عال من الكفاءة.


وفيما أهاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بالجميع الاستمرار بجدية وحزم في تنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي قررتها الدولة حتى تعبر مصر تلك الأزمة، خاصة وأن الأمور تحت السيطرة.


فقد أكد، في رسائل طمأنينة عبر تغريدة له بشأن ما تحقق حتى الآن بناء على الجهود والإجراءات المتبعة لمواجهة انتشار الفيروس، أنه في ضوء متابعته شخصيا على مدار الساعة لتلك الجهود والإجراءات، وجد أن ما تحقق حتى الآن جيد ويدعو للاطمئنان.


اجتماعات دورية ومستمرة يبحث خلالها الرئيس مع كبار المسئولين الإجراءات التعزيزية، ويتابع الموقف بالنسبة لجهود إدارة عملية مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، وما يتعلق بذلك من اتصالات جارية على المستوى الخارجي؛ للتشاور بشأن الإجراءات الدولية التنسيقية في هذا الشأن، وذلك وفق ما صرح به السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.


ثقة الرئيس التامة في تجاوز مصر تلك الأزمة، ومتابعته بنفسه الموقف على مستوى الدولة فيما يتعلق بإجراءات مكافحة انتشار الفيروس، عكس مدى الترابط بين الرئيس والشعب وحرصه على طرح كافة الحقائق بشفافية دون تحييد، وكلل استمرار اهتمامه بالملف الصحي للمصريين، بعدما قدمت مصر تجربة أبهرت العالم في الوقاية من فيروس سي.


متابعة، عززت الدعم الرئاسي المعنوي والتقديري والمادي الذي منحه الرئيس للقطاع الطبي، المسئول الأول عن مواجهة المرض لما قام به من جهد قوبل بإشادة واسعة، ولهذا فقد ثمن الشعب قرارات السيسي المتعلقة بالقطاع الطبي"، والتي تضمنت زيادة بدل المهن الطبية، وصرف مكافأة استثنائية لكافة العاملين حاليا بمستشفيات العزل والحميات والصدر، والمعامل المركزية على مستوى الجمهورية إلى جانب إنشاء صندوق للمخاطر.


رسائل تحية وتقدير للأطقم الطبية التي تعاملت مع واقع الأمر في إطار رؤية متطورة ومتكاملة لمؤسسات الدولة الطبية والتي كشفت عنها أزمة كورونا بداية من الإيمان بالعناية بصحة المواطن، إلى كفاءة وشجاعة أطباء على خط النار مع الفيروس، "جيش مصر الأبيض" المنخرط في معركة مع الوقت للتقصي والوصول إلى مصدر العدوى لحماية الشعب وإنقاذ من أصيب بالفيروس، معركة بغير ميدان للقتال للوصول إلى ما ينقذ المصريين من هذه الجائحة.


يأتي ذلك متضامنا مع استنفار حكومي وشعبي من المتوقع أن يؤتي ثماره، وإجراءات احترازية تسير على أعلى درجة من الإنجاز والدقة سبقت بها مصر الكثير من الدول، حيث قامت مع بوادر ظهور إرهاصات المرض في الأفق العالمي بحشد كل قواها لشن الحرب على الفيروس ، فقررت تعليق الدراسة في المدارس والجامعات والرحلات الجوية وتخفيض عدد العاملين في الهيئات والمؤسسات الحكومية، وشددت على فكرة الالتزام بالبيت باعتباره السلاح الفعال في المعركة، وذلك سعيا لواقع جديد مسلح بكل أدوات المقاومة والحماية ضد مرض كوفيد-١٩، في إطار من شواهد لتطورات إضافية وحضارية تمنح التاريخ الطبي في مصر زخما من الإبهار يثير الإعجاب.


للوعي المجتمعي دور عظيم في إنجاح جهود الدولة الرامية إلى المرور بالوطن لبر الأمان والخروج بأقل خسائر ممكنة من هذه الأزمة، حيث باتت المشاركة المجتمعية من المسلمات التي تفرضها معطيات اكتساح الفيروس فالحكومات مهما تعاظمت مواردها وقدراتها لاتستطيع وحدها مواجهة الفيروس.


ملحمة وطنية على اتساع رقعة مصر اتسعت دوائر حراكها لتعلن مولد بداية جديدة مشرقة ومرحلة في مسار العمل الوطني القائم على الثقة المطلقة بين الحكومة والمواطن، لحمة وطنية استهدفت عبور الأزمة ولدها وشكلها جهود مجابهة الفيروس، ومثلت فرصة ذهبية تستوجب الارتكاز عليها وإستثمارها في علاج الكثير من القضايا لتكون دوما الرقم الصحيح في التنمية.


ولم تنس مصر خلال انشغالها بإدارة أزمة فيروس كورونا محليا، الدعوة إلى أهمية تبادل الخبرات وتنسيق الجهود ودعم أوجه التعاون الإقليمي في مواجهة الفيروس، لإيمانها بأن ذلك يمكن أن يسهم إلى حد كبير في تخطي العديد من العقبات والتحديات التي قد تعوق القضاء عليه، حيث تعد مكافحة انتشار مرض كوفيد -١٩ قضية أساسية على مستوى العالم مما يستدعي التكاتف والوعي الجماعي لتحقيق أعلى معدلات التنسيق والتناغم لإدارة الأزمة بين كافة الدول.


فطالبت المجتمع الدولي على لسان مندوبها الدائم بضرورة التنسيق والتعاون بين كافة الدول لتطوير لقاحات للوقاية من الفيروس وعدم احتكارها، وثمنت مبادرة الأمم المتحدة، التي طالبت فيها بوضع "خطة استجابة إنسانية عالمية لفيروس كورونا المستجد"، مستهدفة مكافحة المرض في الدول الأكثر احتياجًا حول العالم، بالإضافة إلى مساعدة الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأشخاص ذوي الإعاقة.


وفي ذات السياق، دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كافة دول وحكومات العالم إلى العمل الجماعي والتكاتف من أجل مساعدة الدول الأكثر احتياجا في مواجهة تداعيات انتشار الأمراض والأوبئة، تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا، مؤكدا أن القضاء على الفقر والمرض يتطلب إرادة عالمية، لاسيما من الدول الغنية لتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين والمشردين في العالم.