أكاديمي: تداعيات كورونا فى أفريقيا ستكون خطيرة.. ومصر تتصدى لمساعدتها رغم المعاناة
قال الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد
الطبيعية بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، إن تداعيات فيروس كورونا
المستجد "كوفيد-19" على القارة الأفريقية، يختلف عن أوروبا وباقى دول
العالم، ذلك لأن أفريقيا تعانى من مشكلات عديدة تعيقها عن التصدى للفيروس بالصورة
المطلوبة.
وأضاف "شراقى" إن أهم تلك المشكلات ضعف الإمكانيات سواء الطبية
أو الاقتصادية، بخلاف أن 70 بالمائة من سكان القارة جنوب الصحراء، ما يجعلهم يعانون عدم توافر المياه النظيفة وأنهم غير قادرين على تنفيذ أبسط وسائل مكافحة الفيروس وهى غسيل الأيدي،
بالإضافة إلى أن نفس النسبة تعانى من مشكلات فى الكهرباء والصرف الصحي ما يجعل لهذا
الوباء نتائج سيئة للغاية حال وصوله لبعض الدول الأفريقية.
واستطرد " شراقى" إن هناك تداعيات
اقتصادية كبيرة على القارة قد يتسبب فيها الفيروس،كونها مثل باقى العالم بدأت تتخذ
إجراءاتها للحد من انتشار الفيروس، وهناك بعض الدول الأفريقية توقفت فيها حركة التجارة العالمية، والبعض أغلق حدوده ، والتنقلات باتت ضعيفة، ونفذت بعض الدول إجراءات مشددة، مثل حظر التجوال، فتوقف السياحة،
وانخفض سعر البترول وتوقف نقل البضائع، وغيرها من الأمور التي تؤثر على الاقتصاد، وتلك الإجراءات قد لا تتحملها دول فى أفريقيا تعانى من الاقتصاد الهش الذي لا يتحمل الأزمات.
وأكد "شراقي" أنه لمواجهة
التداعيات المتوقعة نتيجة وجود الفيروس لابد من الاستعداد الجيد، والبحث عن طرق
لتوفير المستلزمات الضرورية، مع استبعاد أى مساعدات
أوروبية للقارة بسبب الأزمات التى تعانى منها أوروبا حاليا، مشيرًا إلى ضرورة
البدء فى تنفيذ يعض الإجراءات وعدم انتظار ظهور الفيروس أو انتشاره، مثل تقليل
الحركة، ومنع التجمعات، ومتابعة النواقص الطبية، مستطردًا أن دول أفريقيا لو بدأ انتشار الفيروس فيها مع
وجود إمكانيات ضعيفة، ووعى ضعيف واقتصاد هش ستكون النتائج وخيمة، لذا من السهل حاليا تنفيذ بعض
الإجراءات التي تمنع ظهور الفيروس من الأساس فى الدول التى لم يظهر بها ،
أما التي ظهر فيها مثل مصر والجزائر فقد اتخذت إجراءاتها ، ونأمل أن يبدأ المنحنى
فى الانخفاض خلال الفترات القادمة.
وأشار "شراقي" أن التعاون بين دول
أفريقيا فى تلك الفترة الحرجة هام جدًا، مشيدًا بالقمة المصغرة التى تمت أمس بين
بعض قادة الدول الأفريقية وعلى رأسها مصر لبحث تداعيات الأزمة، بالإضافة لمشاركة
فرنسا.
وأكد "شراقي" أن هذا التواصل سوف
يفيد الدول قليلة الخبرة فى أفريقيا فى إيجاد وسائل لمواجهة الأمر، فيمكن التواصل
مع الدول التي لم يؤثر بها الفيروس مثل روسيا لتوفير الإمكانيات الطبية لدول
أفريقيا، مع نقل الخبرات لتلك الدول حول كيفية مواجهة الفيروس، وهو الدور الذي يمكن أن
تقدمه مصر لأنها استعدت من البداية، حيث يمكن تبادل الخبرات وخطط التعامل سواء على المستوى الداخلي أو التعامل مع الوافدين،
وكيفية توفير المستلزمات، واتخاذ إجراءات منع الانتشار، وكيفية تطبيق حظر التجوال والتوقيت
المناسب لذلك، وكيفية التعامل مع المصابين، وتنفيذ إجراءات العزل، وتلك خبرات تحتاج إليها الدول الأفريقية لتسبق الفيروس بخطوة وتتمكن من مواجهته بدلًا من خوض التجربة دون خبرة، منوهًا إلى أن مصر دائما يعول عليها فى
الوقوف مع الدول الأفريقية خاصة فى الأوقات الصعبة، بحكم دورها وموقعها والتقدم
الذي وصلت إليه، دون انتظار مقابل ذلك .