صندوق الاتحاد الإفريقي لمواجهة تداعيات كورونا.. دبلوماسيون: مسئولية الحكومات ومن الصعب أن يقوم رجال الأعمال بدعمه.. ومصر لها إسهامات لا نستطيع أن نغفلها داخل القارة السمراء
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية قيام الدول الأفريقية
بمخاطبة الشركاء الدولين والمؤسسات المالية العالمية بشكل جماعي موحد في ما يتعلق بتفشي
وباء كورونا، لتحقيق التركيز على أولويات محددة فعالة تخدم احتياجات القارة بشكل سريع،
على أن يتم ذلك في إطار مؤسسي من خلال الاتحاد الأفريقي، وهو ما تم التوافق بشأنه بين
الزعماء الأفارقة
وجدد الرئيس خلال القمة المصغرة التى
عقدها أمس مع عدد من القادة الأفارقة التأكيد على أن مواجهة تداعيات تفشي وباء كورونا
ينبغي أن تتم بالتوازي مع الجهود القارية لمكافحة مخاطر الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار
الدول الأفريقية خاصةً منطقة الساحل الإفريقي.
الجهود المصرية
أكد السفير
جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تقوم بجهود مكثفة في دعم القارة الافريقية في كل المجالات وذلك في إطار دورها كأكبر دولة إفريقية وأكثر دول العالم تمثيلا وانتشار في افريقيا قائلا
"لدينا سفارات في كل الدول الأفريقية "اسم مصر داخل افريقيا له وزن كبير
جدا "
وأضاف على
الرغم من أن مصر من أوائل الدول الى أسست الاتحاد الأفريقي إلا العلاقة المصرية الأفريقية
قد أصابها البرود خلال العقود الماضية خاصة بعد حادث أديس أبابا .
وأوضح بيومي
أن العالم كله يعبئ القدرات المالية لمواجهة الأزمة العالمية المتمثلة في انتشار فيروس
كورونا وينتظر من دول لها وزن مثل مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا أن تتعاون من أجل مواجهة
الجائحة مشيرا إلى أهمية الجهود المصرية في
المجالات الطبية، فمصر اقترحت دعم صندوق مكافحة الأمراض في أفريقيا كذلك أطلقت مبادرة علاج مليون أفريقي العام الماضي من فيروس c وليس من المستغرب أن تواصل مصر هذا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والدول
الأفريقية وبالتعاون مع بلدان رئيسية فى أوروبا
.
وأشار إلى
أن دعم صندوق الاتحاد الإفريقي والمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض هو مسئولية الحكومات
الافريقية وعلى رجال الأعمال تركيز دورهم على دعم مجتمعاتهم فقط وذلك بما يقومون به
في إطار مسئوليتهم المجتمعية وبما يتناسب مع الوضع الصحي الحالي .
صندوق الاتحاد الافريقى
وقالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية
للشئون الافريقية الأسبق إنه من الصعب أن يشارك رجال الأعمال الأفارقة بشكل عام في
دعم صندوق الاتحاد الإفريقي لأن كل فرد منهم إذ توافرت له الإمكانية سيقوم بتوجيهها
لدعم مجتمعه .
وأضافت إن رجال الأعمال المصريين حاليا
يقومون بدور قوى في دعم جهود بلادهم أمام الخطر الذى يواجه العالم كله والمتمثل في
انتشار فيروس الكورونا .
وأوضحت أن دعم صندوق الاتحاد الأفريقي هو
دور الحكومات لافتة إلى أن مساهمات رجال الأعمال الأفارقة لن تأتي بالنتيجة المرجوة
منها.
وأشارت إلى أهمية تأكيد الرئيس عبد الفتاح
السيسي المستمر بأن افريقيا تتحدث بصوت واحد أمام الدول المانحة وبتنسيق كامل في توجيه
التمويلات النقدية والمستلزمات الطبية وحتى الخبرات الطبية لمواجهة هذا الوباء، ومثال ما تقدم به أحد كبار
رجال الأعمال الصينيين "صاحب شبكة على بابا التجارية " بالتبرع بكمية من
الأدوات والمعدات الصحية التي تم توزيعها على
5 دول أفريقية من خلال الاتحاد الأفريقي .
مصر لها إسهامات كبيرة
أكد طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية
بمجلس النواب أهمية التحركات التى تقوم بها القيادة السياسية لتعزيز التوجه المصري
نحو أفريقيا.
وأضاف " إنه على رجال الأعمال أن يكونوا
داعمين لدولهم طبقا لخطة كل دولة لافتا إلى أنه لا يستطيع أحد أن يغفل دور أي منظمة
أو فرد بمصر في مكافحة وباء كورونا.
وأوضح أن دور رجال الأعمال ينحصر أكثر في
بلادهم قائلا "إن كل دولة لها تحدياتها فانتشار فيروس الكورونا وباء عالمي لا
يخص دولة دون أخرى " .
وأشار إلى أن مصر لها إسهامات كبيرة لا
نستطيع أن نغفلها داخل القارة الافريقية سواء خلال وزارة الخارجية أو الوكالة المصرية
للشراكة والتنمية لافتا إلى أنه بمجرد استئناف اجتماعات مجلس النواب ستتم مطالبة وكالة
الشراكة من أجل التنمية بالتحرك بتوجيه الأموال
المخصصة للتدرب وبرامج التنمية لمكافحة فيروس كورونا .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شارك
مساء أمس الجمعة، في قمة مصغرة عبر وسائل الاتصال
مع عدد من القادة الأفارقة، بالإضافة الي الرئيس الفرنسي ماكرون، ومدير عام منظمة الصحة
العالمية حيث ضمت القمة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي،
ورؤساء كينيا، ومالي، والكونغو الديمقراطية، والسنغال، ورواندا، وزيمبابوي، وآبى أحمد
رئيس وزراء إثيوبيا، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس مركز الاتحاد الأفريقي
لمكافحة الأمراض.
وجاءت القمة لمتابعة نتائج القمة السابقة بين
القادة الأفارقة للتباحث بشأن سبل التعامل مع تداعيات أزمة كورونا المستجد علي الدول
الأفريقية وتحديد أولويات القارة لمكافحة الفيروس بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وكذا
التشاور بخصوص نتائج اجتماع قمة مجموعة العشرين الأخيرة والتنسيق مع دولها بشأن الاحتياجات
الأفريقية في هذا الإطار.
أكد الرئيس السيسى، على أهمية استمرار التحرك
مع دول المجموعة والشركاء الدوليين لتنفيذ والبناء على ما تم الاتفاق عليه لدعم الدول
الأفريقية ومساندتها في هذه المرحلة الدقيقة، لا سيما ما يتعلق بحشد التمويل وتقديم
المساعدة المالية الدولية لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والصحية المترتبة
على أزمة فيروس كورونا.