سيناريوهات ما بعد تسجيل أكثر من ألف حالة بفيروس كورونا.. خبراء: مصر في مرحلة متوسطة ومعدل الإصابات اليومية لا يزال آمنا.. والتباعد الاجتماعي والالتزام بالإجراءات الوقائية ضرورة لانحساره
وصلت حالات الإصابة بفيروس كورونا
في مصر حتى مساء أمس الأحد نحو 1170 إصابة، وهو رقم وصفه أطباء ومتخصصون بأنه ليس مؤشرا
على الوصول لمرحلة أكبر من الخطر، وأن الأمر يمكن السيطرة عليه وانحساره بشرط التزام
المواطنين بالتباعد الاجتماعي وتطبيق الإجراءات الوقائية بشكل أكبر.
وأوضحوا أن معدل الإصابات اليومية
لا يتضاعف ولا يزال في حدود مقبولة وآمنة، لكن الفيصل في عدم توسع بؤرة انتشار
الفيروس، هو التزام المواطنين بشكل أكبر بكافة الإجراءات الوقائية وتعليمات الدولة،
وتقليل الكثافات والتزام المنازل قدر الإمكان لكي تتراجع أعداد الإصابات
وينحسر الفيروس.
معدل
الإصابات لا يزال آمنا
قال الدكتور محمود
عبد المجيد، مدير مستشفى الصدر بالعباسية الأسبق، إن تجاوز مصر ألف إصابة بفيروس كورونا
ليس مؤشرا على أنها انتقلت إلى مرحلة أكبر من الخطر، لأن معدل الإصابات اليومية ليس
كبيرا، مضيفا إن معدل الإصابات ارتفع تدريجيا من 30 وسجل 120 إصابة قبل أيام وتراجع
إلى 85 و103 أول أمس وأمس.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن هذا المعدل جيد بالنسبة لهذا النوع من الفيروس، وإذا التزم المواطنون بالإجراءات
الوقائية والتدابير الاحترازية وإجراءات الدولة بحظر التجول وتقليل الكثافات والتزام
المنازل قدر الإمكان سيبدأ منحنى الإصابات في النزول وتقل الإصابات اليومية.
وأكد أن الحظر ربما يستمر خلال شهر
أبريل لتقليل التجمعات والسيطرة على انتشار الفيروس، مضيفا إن الأزمة ليس في عدد الإصابات
في حد ذاته ولكن في معدل الزيادة اليومية، فإن استمر في المتوسط الذي يتم الإعلان عنه
يوميا ستنجح إجراءات الدولة في السيطرة على الوباء وانحسار الفيروس.
وأشار إلى أهمية العزل والتباعد الجسماني
بين الأشخاص وذلك بأن يترك كل فرد مسافة لا تقل عن متر أو مترين مع الآخرين وهي الوسيلة
الأكيدة والوحيدة في تقليل فرص العدوى فضلا عن الاهتمام بالنظافة وغسل اليدين.
التزام المواطنين بالإجراءات
الوقائية الفيصل
وقال
الدكتور محمود السعداوي، أستاذ أمراض الصدر بجامعة الزقازيق، إن عدد الإصابات بفيروس
كورونا في مصر لا يزال قليلا، فعدد الإصابات حتى مساء أمس كان نحو 1170 وهو رقم قليل
لكن المهم في ذلك هو التزام المواطنين بإجراءات الوقاية وتقليل التجمعات والاختلاط
قدر الإمكان وعدم النزول إلى الشارع إلا للضرورة القصوى.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن إهمال بعض المواطنين واستهتارهم بهذا الفيروس
هو الخطر الحقيقي الآن، لأن الفيروس سريع الانتشار، مضيفا إنه حتى لا يوجد مصري توفي
من الفيروس إلا من المخالطين للحالات الإيجابية أو الأجانب أو من العائدين من الخارج،
وأغلبهم من كبار السن.
وأكد
أن معدل الوفيات والإصابات في مصر بالفيروس أقل من وفيات وإصابات دول أخرى كثيرة، وإذا
التزم المواطنون بتعليمات الدولة فلن يصاب أي شخص بهذا الفيروس، مضيفا إن الأعراض تتشابه
مع أعراض النزلة الشعبية مثل الحمى والسعال الجاف وتعب وإرهاق.
وأشار
إلى أن أعداد الإصابات اليومية حتى الآن غير مقلقة، والفيصل في التصدي لانتشار هذا
الفيروس هو التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، ويجب التأثير على المواطنين بأن
يبقوا في المنازل وتقليل التكدسات مع ترك مسافة مع الآخرين لا تقل عن متر ونصف، لكن
الحقيقة أن بعض المواطنين لم يطبقوا هذه التعليمات ويتهاونون في الوقاية، والتحدي الآن
أن يتم توعيتهم عبر الإعلام وغيره من الوسائل بخطورة التهاون مع هذا الخطر.
التباعد الاجتماعي مهم لانحساره
ومن
جانبه، قال الدكتور محمد عبد الحميد شلبى، رئيس جمعية الفيروسات المصرية وأستاذ الفيروسات
والمناعة بجامعة القاهرة، إن مصر في مواجهة فيروس كورونا لا تزال في مرحلة متوسطة،
فعدد الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن مقارنة بتعداد السكان تكاد لا تذكر، مضيفا
إن الأهم في عدم انتشار الفيروس هو الإجراءات
الاحترازية.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذه الإجراءات تشمل غسل الأيدي بالماء والصابون
بشكل مستمر وتقليل الخروج من المنزل وأن يقوم شخص واحد فقط من الأسرة بشراء الاحتياجات
من الخارج، وفور وصوله إلى المنزل يقوم بالخطوات الاحترازية مثل ترك الحذاء خارج الشقة
وتطهيره بالكحول وأن يغسل يده فور دخوله المنزل قبل أن يسلم على أي شخص أو يلمس شيئا
وأن يطهر كل ملابسه التي كان يرتديها.
وأكد
أن التباعد الاجتماعي مهم في هذه المرحلة لمنع توسيع بؤرة الفيروس، لأنه حتى الآن الإصابات
جميعها من المخالطين للحالات الإيجابية أو العائدين من الخارج، مضيفا إن أعداد الإصابات
في مصر لا تزال تحت السيطرة فهناك دول تسجل آلاف الإصابات يوميا.
وأضاف
إن الأمر حاليا بيد المواطنين، فالدولة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة، والدور الآن
هو دور المواطنين، فحتى الآن لا تزال هناك تجمعات وإهمال وعادات خاطئة واستهتار بطبيعة
هذا الخطر، مؤكدا أهمية التوعية في هذه المرحلة بتقليل الكثافات والاختلاط، فعلى سبيل
المثال يجب ارتداء الكمامة أثناء ركوب المترو أو وسائل النقل الجماعي كأحد الإجراءات
للحد من انتقال الفيروس في التجمعات.
وأشار
إلى أهمية المشاركة المجتمعية من قبل المجتمع المدني ورجال الأعمال لدعم مراكز الأبحاث
لتطوير البحث العلمي والمستشفيات ومساعدة الجامعات وكليات الطب والمعامل المركزية لوزارة
الصحة، ودعم هذه المراكز بوسائل تشخيص الفيروس، فهي الأزمة تتطلب تكاتف الجميع وليست
مسئولية أجهزة الدولة فقط.
معدل
تحت السيطرة
ومن
جانبه، قال عبد المنعم شهاب، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن تخطي عدد الإصابات بفيروس
كورونا في مصر الألف حالة ليس مشكلة في حد ذاته، كما أن عدد الإصابات اليومية لا يشكل
خطرا، مضيفا إن التهديد الحقيقي هو أن يتضاعف العدد بطريقة المتوالية لكن هذا لم يحدث
في مصر.
وأكد
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أعداد الإصابات لا تتضاعف يوميا فحجم الإصابات
وصل إلى 120 حالة في أعلى معدل له ثم تراجع إلى 85 وبعدها 103 حالة، مضيفا إنه بالنظر
إلى عدد الإصابات الإجمالي في مصر منذ ظهور أول حالة في فبراير الماضي، نجد أنه عدد
مقبول ويمكن السيطرة عليه.
وأشار
إلى أنه لانحسار المرض ومنع تفشيه في بؤر واسعة فمن المهم التزام المواطنين بشكل أكبر
بالإجراءات الاحترازية وتعليمات الدولة، مضيفا إن هناك اقتراحات بأن يتم زيادة ساعات
حظر التجول أو منح إجازات للموظفين للعاملين بالقطاع العام والخاص وغيرها من الإجراءات.
وأكد
أن هذا يتوقف على رؤية متخذي القرار لأنه لديه كافة المعلومات وينظر لحجم المخاطر وتداعيات
القرارات، فهناك مطالبات بتطبيق الحظر الكامل وهو أمر صحيا يسهم في الحد من انتشار
المرض لكن له تداعيات اقتصادية كبيرة، موضحا أنه من المهم الالتزام بإجراءت الوقاية
والتطهير وتقليل التزاحم والتكدس وزيادة المسافات في التعامل مع الآخرين لكي لا ننتقل
إلى مرحلة متقدمة من الإصابات.