رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
عن التنمر ضد مرضى وموتى كورونا.. خبراء: الإعلام يلعب دورا أساسيا في التوعية... كورونا ليست جريمة و«التنمر» أكثر خطرا من الفيروس
خلال أزمة انتشار فيروس الكورونا ظهرت أهمية فئات معينة في المجتمع، منها الأطباء والطواقم الطبية الذين اصبحوا خط الدفاع الأول ضد المرض
فأعلنت الدولة دعم القطاع الطبي ورفع رواتب العاملين به .
لم تعد تأثيرات انتشار فيروس كورونا المستجد في مجتمعنا قاصرة على النواحي الإجتماعية والإقتصادية بل امتدت الى النواحي الأخلاقية فنجد صاحبة منزل ترفع دعوي قضائية لطرد طبيبة تعمل في مستشفيات العزل وتجمع أهالي إحدى قرى محافظة الدقهلية ،لرفض دفن احدي الطبيبات التي وفاتها المنية بعد اصابتها اثناء تصديها للفيروس
في حين استقبل الشعب الصيني افراد الطواقم الطبية بعد انتهاء أزمة الكورونا بها بحفاوة وتعظيم لدورهم الكبير في حماية بلادهم من هذا الوباء
أكدت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام الأسبق أن ما حدث من ردود فعل من الإعلام
والمتخصصين بعد واقعة رفض دفن طبيبة الدقهلية، كان يجب أن يحدث قبل ذلك ومنذ أول حالة وفاة ، فكان لا بد من ظهور علماء
الدين من الإفتاء والأزهر حتى لا نصل لما وصلنا إليه، مضيفة :"من المفترض أن كل الأحداث التي تثير جدلا، على الإعلام تناولها في وقتها مع الاستعانة بالمتخصصين والجهات المسئولة".
وتابعت "عبد المجيد" إن الإعلام بكل تخصصاته يلعب دورا أساسيا في التوعية، إلا أن
دوره منقوص، قائلة " لدينا نسبة جهل كبيرة فهناك مواطنين لا يقرأون ولا يتابعون لذا يحتاجون إلى تواصل مباشر حتى ولو في أضيق الحدود نتيجة الظروف الطارئة".
وأوضحت أن الاتصال المباشر له أهمية لنشر التوعية والثقافة داخل القرى والأماكن التي لا يصل
لها الإعلام ويجب أن يتم عن طريق متخصصين من وزارة الصحة التي تمتلك خبرات في التثقيف
الصحي، وكذلك الأحزاب التي تستطيع أن تصل إلى قاعدة عريضة من مؤيديها، لكن الأفراح
لا تزال تقام، وما زال الاختلاط قائما وفى
حادثة الطبيبة خرجت تجمعات كبيرة إلى المقابر وهذا في حد ذاته كارثة".
وشددت "عبد المجيد" على ضرورة تطبيق القانون
بكل حزم، فمن تتوافر له كل المعلومات ومع ذلك يتعمد ارتكاب انتهاكات أو مخالفات تضر
بالمجتمع يجب أن يعاقب بدون أي تعاطف، لافتة إلى وجود جهات محرضة "ناس تكره الوطن"
يقومون باستخدام قنوات التواصل المباشر والسوشيال ميديا ويستغلون الجهل في نشر المعلومات المشوهة لرفع درجة الخوف والذعر ونحن في غفلة ولا نتحدث إلا بعد حدوث المشكلة لذا على الإعلام استيعاب جميع الأبعاد، فلا يكفى
الإعلام الجماهيري عبر التليفزيون لأن هناك قطاعات عريضة لا تصل إليها تلك البرامج
من الأساس.
وأكد الدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي أن ان ظاهرة التنمر على ضحايا فيروس الكورونا
ظاهرة كاشفة تنم عن نقص شديد في الوعى والتربية الاخلاقية والروحية لقطاعات من الجمهور
في مصر .
وأضاف أن الاعلام لعب دورا إيجابي منذ بداية أزمة انتشار فيروس الكورونا من خلال في رصد مثل هذه الظواهر والتوعية بها مشيرا
إلى أن علاج مشكلة التنمر لن يتم عبر الاعلام
وحده ولكن يأتي بتضافر جهود مؤسسات مختلفة .
وأشار إلى أن ما شهده المجتمع مؤخرا يرجع الى إخفاق مؤسسات مختلفة في القيام بأدوارها لافتا إلى أن المسألة تتعلق بالتعليم والثقافة والوعى
والتربية .
وحذر عبد العزيز من تكرار حوادث التنمر طالما أن أسبابها قائمة وذلك نتيجة نقص الوعى والثقافة والتربية الروحية والإنسانية وعدم الإدراك لافتا إلى أنه يجب أن يتم معالجته من خلال قيام مؤسسات في مقدمتها التعليم والثقافة والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني بدورها في المجتمع