رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عن رائد فن النقد الموضوعى أتحدث .. سمير فريد

18-4-2017 | 09:47


بقلم : أمينة الشريف

كانت آخر مكالمة بيني وبين الناقد الكبير الراحل الأستاذ سمير فريد يوم سفره لحضور مهرجان برلين الذي قررت إدارته تكريمه ومنحه جائزة باعتباره واحداً من أهم النقاد العرب.. وأتذكر أنه كان يوم سبت وهو موعد الاجتماع الأسبوعي وكنت قد طلبت من أحد الصحفيين الشبان التواصل معه سواء بإجراء حوار معه وتكريمه في دار الهلال للاحتفاء به لحصوله علي هذه الجائزة الدولية ولكن يبدو لانشغال الناقد الكبير في أمور عدة من بينها التجهيز للسفر أو أنه لم يكن يجيب عن الأرقام غير المسجلة عنده ولم يحدث التواصل بينه وبين هذا الزميل واتصلت به وجاءني صوته الهادئ المرحب .. أستاذ سمير مبروك علي التكريم يشرفني ويشرف مجلة «الكواكب» أن أجري معك حواراً أو أن تكون ضيفا للاحتفاء معك بهذا التكريم الدولي غير المسبوق لأي صحفي آخر، فإذا به يقول لي بصوت يملؤه الترحيب بكل تواضع بل أنا الذي يشرفني إجراء هذا الحوار معى في هذه المجلة العريقة، ولكني سوف أتجه إلي مطار القاهرة خلال ساعات قليلة للسفر إلي المهرجان وسأعود إلي القاهرة يوم 20 فبراير، لأنني بعد انتهاء المهرجان سوف أمضي بضعة أيام لإجراء بعض الفحوصات الطبية.

ولم يحدث هذا اللقاء المنتظر بسبب ظروفه الصحية.. وعندما قرأت خبر وفاته أعتبرت نفسي والمجلة من الخاسرين لأنني أري أن الجلوس إلي القامات والرواد كل في مجاله أمر لا يعوض أبداً ولا يساوي أي أموال مهما كانت قيمتها خاصة وأنني كنت قد خططت أن اصطحب معي ذلك الزميل محمد نبيل الشاب المجتهد أثناء إجراء الحوار حتي يتعرف به وليستزيد من علمه وخبراته ولأنه يدرس النقد الفني ويتابع الأفلام السينمائية العالمية لأنه يجيد اللغة الإنجليزية.

الناقد الكبير الراحل سمير فريد لم يكن رقما ضمن عدد النقاد وهم قليلون جدا عندنا لاسيما الذين يكتبون عن دراسة ومعرفة وتحليل ومقارنة بل كان متفرداً باعتباره متخرجاً في قسم النقد الفني التابع لمعهد الفنون المسرحية في سبعينيات القرن الماضي ولم يكن يكتب مجرد انطباعات وتلميحات وإسقاطات هي السمة المميزة لكثير من الذين يتصدون بالحديث عن الأعمال الفنية وينسبون أنفسهم زوراً وبهتاناً للنقد والنقاد!!

الناقد الكبير بدأ صعود سلم النقد الفني من أوله حتي وصل إلي قمته ولم يفكر أبداً أن يحيد عنه إلي مجالات أخري كما يحلو للكثير - خاصة الآن - للعمل في كل المجالات لمجرد التكسب المادي أو الانتشار.

منذ بدأت العمل في الصحافة الفنية .. أقرأ النقد واتعرف علي آرائه التي كان ينشرها في جريدة «الجمهورية» وبعض الجرائد المصرية والعربية خاصة مجلة «الكواكب» وأخيراً مقاله اليومي الشهير «صوت وصورة» في جريدة المصري اليوم منذ سنوات. كان مطلعا علي كل التجارب السينمائية خاصة الجديدة والناشئة في العالم كله ومسانداً للمبدعين العرب بشكل خاص وكان إذا سافر إلي المهرجانات الدولية لا تفوته فائتة لا يعتمد علي البيانات والأخبار الصحفية والمطبوعات التي تصدرها المراكز الصحفية لهذه المهرجانات، بل كان يسعي دائما إلي المعلومة من اصحابها - ومشهور عنه رفضه لأي أشكال رقابية علي حرية الإبداع مهما كانت، لا يمنعه من ذلك خوف ولا عتاب ولا لومة، لائم كان أيضا مشجعاً رائعاً للتجديد والتطوير والابتكار ولا أنسي عندما كتب في عموده اليومى بالمصري اليوم مشيدا بالتطوير الذي أصبحت عليه مجلة الكواكب أخيراً خاصة كتابة ترقيم الأعداد والسنة التي صدرت فيها المجلة، مناشداً بعض الجهات الأخري بحذو هذه الخطوة.

الأستاذ سمير فريد الذي كتب 50 كتاباً عن السينما والسينمائيين والفنانين ويستحق مشواره الطويل في مجال النقد أن يؤلف عنه كتاب قيم إلي جانب تجميع مقالات في كتاب آخر حتي تكون نبراساً لكل من يريد أن يكون ناقداً مهما في أكاديمية النقد الفني التي أرسي قواعدها سمير فريد. وأطالب أيضا بأن تخصص جائزة باسمه لأفضل مقال نقدي في المهرجانات السينمائىة في مصر.. وداعاً الناقد الكبير سمير فريد..