مع حلول ذكرى تحرير سيناء في الخامس والعشرين من أبريل في كل عام، يتذكر أهالي سيناء جزءًا من تاريخهم الطويل الممتد عبر عشرات ومئات بل وآلاف السنين ما يؤكد عمق انتمائهم إلى الوطن.
فتاريخ سيناء مليء بالأحداث، ومنذ بداية القرن التاسع عشر وهي محل اهتمام العلماء والباحثين، وقد أثمرت هذه الفترة عن المئات من الكتب والدراسات عن سيناء الطبوغرافية والدينية والأثرية والحربية، ومن بينها بالطبع ما تناول ظروف سيناء واحتلالها حتى تحقق النصر في أكتوبر 1973 الذي أدى إلى تحريرها.
ومن هنا.. وفي الذكرى الثامنة والثلاثين لذكرى تحرير سيناء، وهو العيد القومي لمحافظة شمال سيناء.. يتذكر الجميع الجهود الجبارة التي سبقت الانسحاب الإسرائيلي من أرض سيناء بعد نصر أكتوبر الذي يعد انتصارًا للكرامة العربية بعد عدة انكسارات، والتي استطاع بعدها الجندي المصري أن يبهر العالم ويحقق المستحيل بعبوره أكبر مانع في التاريخ وتحرير الأرض المحتلة في ملحمة رائعة ما زالت تدرس خططها في أعرق الجامعات والمعاهد العسكرية؛ لما فيها من تخطيطات هائلة لم تكن تخطر على بال أحد.
ففي مثل هذا اليوم يتذكر الجميع دور أبناء سيناء في دعم قواتنا المسلحة والإعداد الجيد على أرض الواقع.. حيث قاموا باستيعاب مخططات القيادة سريعًا، وبدأوا في تنفيذها على أرض سيناء في تلاحم عظيم مع القوات المسلحة التي استعانت بهم من أجل تحرير هذه الأرض المباركة.. ما أدى إلى تحقيق النصر الذي تحدثت عنه الأجيال، ولا تزال أصداؤه ترن في الآذان لتذكير الجميع بها.
ويؤكد الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على دور أهالي سيناء في حماية الأرض ومساندة قواتنا المسلحة، وأنهم كانوا بمثابة الأقمار الصناعية والرادار البشرى في رصد كافة تحركات العدو ونقلها إلى القيادة المصرية.
وبهذه المناسبة.. تؤكد الدكتورة سهام عز الدين جبريل عضو مجلس الشورى السابق وعضو الأمانة العامة ورئيس لجنة المحافظات في المجلس القومى للمرأة وابنة المجاهد عز الدين جبريل أهمية المناسبة كنتيجة للانتصار العظيم في أكتوبر وضرورة الحفاظ عليه كمعلم وقيمة مهمة للأجيال القادمة.. مشيرة إلى أنها تمثل نبعًا لا ينضب من معين قيم عظيمة.. بطولة وفداء وصمود ومقاومة وتحد.. استرداد الأرض وتحريرها، ومعالم كثيرة من القيم التي تضيء لنا الطريق للغد القادم، وأنها موجهة أساسًا للشباب والأجيال التي لم تعش أحداث القرن الماضي التي استشرفت لنا هذا الواقع الآني، ومن بينهم شباب قد يتأثر بأُطروحات لها خلفياتها ومراميها.
وتتذكر فتقول: لقد اندلعت حرب أكتوبر 1973 في نهاية أول يوم دراسي فعدنا من المدرسة لنجد الآباء والأمهات والجيران حول المذياع يتابعون هذا الخبر المفاجئ: خبر اقتحام قواتنا المسلحة لخط بارليف الحاجز المانع الواقع في الضفة الشرقية لقناة السويس ورفع العلم المصري على أرض سيناء الحبيبة، وطافت الفرحة والسعادة على بيوت مدينتنا المحتلة (العريش).. وكانت الزغاريد تملأ الصدور، وكانت الابتهالات لله عز وجل ببركة شهر رمضان الكريم والتضرع إلى العلي القدير بأن يتمم علينا هذه الفرحة.
لقد أخفينا فرحتنا وطالب أولياء الأمور أبناءهم بالذهاب إلى مدارسهم.. فلم تتوقف الدراسة، وواصلنا الذهاب إلى المدارس .. حيث كنا نشاهد قبضة قوات الاحتلال تزداد وتيرتها على الأهالي، والتفتيش في المدارس وكأنهم يبحثون عن شىء ما.
ورأينا الناس في شوارع مدينتي (العريش) التي وقعت تحت الاحتلال يرصدون حركة سيارات قوات الاحتلال المرتبكة على الطرق السريعة وفي مداخل المدن، وكم السيارات المتجهة شرقا والتي تحمل الذخيرة ذهابا وسماع نواح أفراد قوات العدو على الطريق الدولي رفح / العريش / القنطرة .. فالأمر كان غير عادي، والعائدة التي تحمل جثثًا، وأصبح الكثير يرقبون ما يحدث ويتطلعون إلى السماء الصافية ليروا الطائرات تمرق في صفحتها الزرقاء، وهم يستعيدون مشهد صدمة حرب 67 حين ضربت الطائرات الإسرائيلية مطار العريش وكل المطارات المصرية .. لقد انبعث اليقين والأمل في نفوس أهل بلدتي وقويت عزيمتهم وبات لديهم اليقين الثابت والذي لم يتزعزع بأن النصر الذي ترجوه وانتظروه طويلا قادم بقوة وقادم لا محالة في ذلك، ولكن بمزيد من الصبر والصمت والتحرك بسرية لخدمة الوطن والدفاع عنه والمساهمة في اكتمال هذا النصر الوليد، وأصبح استبعاد التشكيك في ذلك وكتمان الفرحة أمرًا لازمًا وضروريًا في تلك الأيام، وباتت آذاننا المشنفة إلى المذياع متعلقة به، والذي تتوالى من خلاله أنباء العبور.. مما جعلنا مطمئنين هذه المرة.. خاصة أن الإذاعات الأجنبية كانت تتحدث بما يقال في الإذاعات المصرية التي كان صوتها واثقًا ثابتًا في هدوء وعظمة المنتصرين بعيدا عن ذلك الصخب الأجوف الذي صاحب أكاذيب حرب يونيو 1967.
وتوالت أحداث العمليات وأخبار النصر الصادق .. لقد كان مستوى التخطيط العلمي والإعلامي والعملي للمعركة رائعًا ومنظمًا على أرض المعركة وواقعها الحقيقي والميداني .. الذي بدأ من جبهة القتال على الضفة الغربية للقناة .. التي سهر عليه قادة أكتوبر والعمل الجاد المخلص.
وكان الأروع هو ذلك التماسك الوطني في الجبهة الداخلية المصرية التي كانت السند والحائط المنيع لصد كل محاولات أحداث الفتن والمحافظة على استقرار الوطن وسلامة جبهته الداخلية .. فالدور الشعبي كان نموذجًا عظيمًا .. ولا ولن أنس أدوارنا وأدوار أهلنا خلف خطوط العدو، والذي مثل عيون مصر على أرضها التي وقعت في غفلة من الزمن تحت قبضة العدو .. فالتكاتف الوطني واليقظة وتماسك الجبهة الداخلية هو أساس الحفاظ على الوطن وعزته وكرامة أبنائه.
ومن جانبه.. يؤكد المؤرخ السيناوي عبد العزيز هندي الغالي ( عضو اتحاد الكتاب وعضو منظمة سيناء العربية وأحد شهود العيان على ما قام به أبناء سيناء ومن المشاركين فيه ومؤلف سلسلة "رجال من ذهب" الذي تناول فيها بعض الأعمال البطولية التي قام بها عدد من أبناء سيناء) أهمية دور أبناء سيناء في حرب أكتوبر المجيدة، ولدعم قواتنا المسلحة حتى تحقق نصر أكتوبر.. مشيرًا إلى تطوع أكثر من 850 من أبناء سيناء كفدائيين للعمل مع الجيش .. حيث قاموا بثلاث مهام رئيسية وأساسية، وهي: جمع المعلومات عن جيش العدو، تصوير مراكز وقواعد وارتكازات جيش العدو، والقيام بالعمليات الفدائية والاعتراضية خلف الخطوط والمواقع المتأخرة لجيش العدو .. كما حصل أكثر من 750 فردًا من أبناء سيناء على أنواط وأوسمة من الرئيس الراحل محمد أنور السادات تقديرًا لاشتراكهم وبطولاتهم ومساهماتهم في إحراز النصر.
واستعرض نماذج من البطولات التي قام بها أبناء سيناء دعما لقواتنا المسلحة.. حيث أمكنه تسجيل البعض منها على سبيل المثال في سلسلة باسم : "رجال من ذهب " تناول فيها بعض الأعمال البطولية التي قام بها عدد من أبناء سيناء دعما لقواتنا المسلحة.
وأضاف أن الحركة الوطنية والمقاومة الشعبية في سيناء بدأت عقب انتهاء المعركة مساء الأربعاء 7 يونيه وببزوغ فجر الخميس أصبحت المدينة تحت كامل سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي .. فقام أبناء سيناء على أثر ذلك بإخفاء الأسلحة والذخائر التي استطاع الحصول عليها ، وذلك بعد أن تركها الجيش المصري عند انسحابه وقام بتشوينها.
وأكد أنه لولا الحس الوطني الرفيع الذي كان يتمتع به الأهالي لكان هناك خطر جسيم على أبنائنا الضباط والجنود الذين لم يدركوا أوامر الانسحاب مما قد يوقعهم في قبضة يد الاحتلال.
وتولت منظمة سيناء العربية إعداد وتنظيم عمليات المقاومة وتشكيل المجموعات الفدائية ضد قوات الاحتلال .. إلى جانب متابعة عمليات تهريب الجنود والضباط وتأمين وصولهم إلى القاهرة عن طريق مجموعات فدائية منظمة على طول الطريق حتى قناة السويس بالتنسيق مع أهالي القرى والتجمعات من قبائل وعائلات مركزي بئر العبد والقنطرة.
واشتدت الحركة الوطنية والمقاومة الشعبية في سيناء ضد الاحتلال .. فكان أي عمل ضد أمن العدو يسبب له خسائر صغيرة أو كبيرة .. سواء كانت في الأرواح أو في المعدات أو في روحه المعنوية بعيدًا عن العمليات العسكرية المنظمة الاعتيادية التي يقوم بها أفراد أو جماعات حتى لو كانت صغيرة العدد هو عمل فدائي في المقام الأول وهو فعلًا ما كان يقوم به شباب سيناء بعد 5 يونيه مباشرة، ولكنهم كانوا في بادئ الأمر يعملون فرادى على مسرح الحرب الواسع وسرعان ما جمعهم هدف التحرير على درب واحد على اختلاف أعدادهم ومناطقهم.. سواء كانوا في الشمال بالعريش وبئر العبد ورمانة ونجيلة أو في الوسط بالقصيمة والحسنة ونخل أو في الجنوب بالطور وشرم الشيخ وسانت كاترين.. وكان أسلوب التدمير الصامت هو أسلوب حربي معروف، ولكن فدائيي سيناء كانوا يمارسونه دون أن يعرفوه.. فقد قاموا بعمليات إتلاف للمعدات والأسلحة التي تركتها القوات المصرية بعد انسحابها من سيناء حتى لا يستفيد منها العدو، وذلك بأسلوب غاية في البساطة .. حيث ينزع الفدائي جزءًا حساسًا من السيارة أو الدبابة فتصبح كتلة صماء من الحديد أو يفسد ماسورة مدفع فلا يعود يقذف، وبدأ هؤلاء الشباب طريق النضال حتى جاءت اللحظة الحاسمة ليعلن على الملأ التقاءهم جميعًا واتحادهم في عمل فدائي موحد في إعلان : "منظمة سيناء العربية" ، والتي تقرر أن يكون مقر القيادة لها داخل الأراضي المحتلة حتى تكون أقدر على التوجيه والتحرك، وكذلك تقرر أن يكون لها ركن خاص في إذاعة القاهرة من خلال راديو صوت العرب لإذاعة النداءات والبيانات الخاصة بها، وكان يقدمه ويشرف عليه ابن سيناء الإذاعي الراحل حلمي البلك.
وأعلن أنه من خلال منظمة سيناء العربية شهدت مدينة العريش الباسلة ميلاد المقاومة، والتي بدأ فيها أول إضراب ضد الاحتلال .. ففي 19 أغسطس 1967 خلت شوارع العريش من المارة وتم إغلاق المحلات التجارية استجابة لإضراب عام ضد الاحتلال ردا على مزاعم إسرائيلية أن سيناء قد باتت في قبضة الإسرائيليين، وأن أبناءها أصبحوا يدينون بالولاء للعدو المحتل.. فكان الإضراب ضد وجود هذا العدو بقيادة أعضاء منظمة سيناء العربية .. حيث استجاب أهالي العريش للمنشورات التي وزعتها المنظمة وتدعو إلى إضراب شامل ضد الاحتلال الذي يزعم أن الشعب في سيناء قد استكان لبطشه وإرهابه، وطالب الأهالي من موظفين وتجار وعمال وفلاحين وغيرهم بعدم التعاون مع المحتل وعدم التجول في شوارع المدينة أو ميادينها تعبيرا عن الاحتجاج والاستنكار بوجود المحتل.. واستجاب الأهالي وأصبحت مدينة العريش مدينة أشباح ، وجاء هذا الإضراب متزامنا مع وصول وسائل الإعلام العالمية لتصوير مدينة العريش العاصمة كمدينة هادئة وأن أهلها يدينون بالولاء لإسرائيل فكانت اللطمة الكبرى للإسرائيليين، وبعدها أمر الحاكم العسكري لقطاع غزة وسيناء وقتها بتعقب رموز الإضراب أواعتقالهم والكشف عن ماكينات الطباعة التي تطبع المنشورات .. وبعد ذلك خرجت المظاهرات في مدينة العريش تندد بالاحتلال وأطلقت أول قنبلة في ميدان البلدية بمدينة العريش لتعلن عن بداية المقاومة ضد المحتل.
ويقول إنه بعد الإضراب تم تخصيص منطقة المقابر بالعريش مخزنا لأسلحة المقاومة والتي استخدمتها منظمات المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي على سيناء.
وأضاف أنه خلال فترة الاحتلال وبينما كان أبناء سيناء يجترون مرارة العزلة والهزيمة .. جاء الاحتلال ليفرض هيمنته على الأرض والإنسان معًا، وحتى يقوم بعزل سيناء عن مصر وأمتها العربية بدأ في مخططه الشيطاني بتدويل سيناء في عام 1968، وبدأ في ترويج هذه الفكرة .. وفعلا قام بطرحها في مؤتمر الحسنة بوسط سيناء الذي تم إعداده خصيصا لذلك ، ودعا إليه المحتل جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومتابعة فورية من راديو جيش العدو ونخبة من أبرز المهتمين بشئون سيناء في العالم، وتم تجهيز وتدشين كل إمكانيات العدو في ذلك الوقت من أجل إنجاح هذا المخطط .. حيث تم الاتفاق مع مشايخ سيناء على عقد المؤتمر، وأن يقوم المشايخ بالإعلان عن إقامة دولة في سيناء تحت رعاية إسرائيلية ومظلة أمريكية، ولكن المشايخ فاجأوا العدو والعالم كله برفضهم لهذا المخطط جملة وتفصيلا وكانت كلمتهم التي هزت عرش هذا الكيان المُحتل واضحة ومجلجلة وقالها الشيخ سالم الهرش (سيناء مصرية وستظل مصرية تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر وأن باطن الأرض أكرم لنا من ظهرها إذا ما وافقنا على هذا المخطط الإسرائيلي)، وتمسك أبناء سيناء بانتمائهم المصري ورفضهم التعاون مع العدو بأي شكل من الأشكال لينجح أبناء سيناء في أول اختبار للوطنية بدرجة امتياز.. وتحطمت فكرة التدويل على صخرة وعى البدوي بوطنيته وقوميته، وبسبب هذا الرفض تعرض أبناء سيناء من مشايخ وشباب ونساء إلى أبشع أنواع التعذيب وكبت الحريات، وفتحت المعتقلات لأبناء سيناء وحرموا من المواد الغذائية وأبسط حقوق البشر ليبدأ أبناء سيناء مرحلة المقاومة الحقيقية والتي أزعجت الاحتلال الإسرائيلي طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وكان لمنظمة سيناء العربية السبق في هذه المقاومة .. كما كان لأعضاء منظمة سيناء العربية دور بارز في نقل الأخبار الدقيقة للقيادة العسكرية في القاهرة بالإضافة إلى الكفاح المسلح .. حيث قام عدد من المجاهدين من أعضاء المنظمة بتنفيذ عدة عمليات فدائية .. فتم ضرب إحدى القواعد البحرية للعدو بصواريخ موقوتة، وكذا ضرب مقر الحاكم العسكري في العريش بصواريخ الكاتيوشا وعددًا من المواقع العسكرية في مصفق ورمانة والقنطرة والعريش، ومن خلال أعضاء منظمة سيناء العربية أصبحت سيناء كتابًا مفتوحًا للقيادة المصرية بفضل خبرة أبناء سيناء.. حتى أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشى ديان اعترف بقدرة المخابرات المصرية على اختراق إسرائيل، وأن المصريين كانت عندهم رادارات بشرية تسبح بالليل وتنام بالنهار ولم نفلح في التقاط هذه الرادارات البشرية.
وأضاف أنه مثلما كان الوضع في العريش العاصمة كان في باقي مراكز ومدن المحافظة.. ففي مركز بئر العبد المتاخم لقناة السويس وحتى مدينة العريش شرقا كانت المقاومة على أشدها .. حيث تم تجنيد المئات من المجاهدين في رصد المعدات المتوجهة إلى الجبهة عبر طريق الساحل الشمالي من العريش إلى القنطرة، وكان لأبناء مركز بئر العبد الدور البارز في نقل المجاهدين من بور سعيد حتى سيناء.. كما كان للمرأة دور كبير في منطقة بئر العبد، وكان للمجاهدين دور كبير في قصف معسكر العدو الإسرائيلي في منطقة مصفق .. حيث تعرض هذا المعسكر لأكثر من عملية قصف صاروخي طوال فترة الاحتلال على يد البطلين الشهيدين : مبارك أبوصلاح وعبدالكريم أبو لافي، وهذا المعسكر كان من أكبر المعسكرات الإسرائيلية في سيناء .. ويقع في منطقة مصفق على بعد 60 كم غرب العريش ويقع على طريق القنطرة / العريش.
وهكذا .. كان الوضع في مختلف مناطق سيناء شمالا وجنوبا .. حيث كانت محافظة واحدة عاصمتها العريش.
وقبل أن تبدأ حرب أكتوبر كان لدى القيادة المصرية كل المعلومات الدقيقة عن العدو وعدد المعدات العسكرية الإسرائيلية على الجبهة بفضل أعضاء منظمة سيناء العربية وكل أبناء سيناء، وقد قالها أحد القيادات العسكرية بأن كل بيت في سيناء كان له دور في تحرير سيناء .
وأكد أنه بالرغم من مرور أكثر من 53 عاما على احتلال سيناء عام 1967 مرورا بحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر 1973 وعودة سيناء عام 1982 وحتى الآن .. فلا يزال أبناء سيناء هم القاسم المشترك الأعظم لما لهم من دور كبير في دعم ومساندة قواتنا المسلحة حتى تحقق النصر، وكما كان لأبناء سيناء من دور كبير في تحرير سيناء .. فإن لهم نفس الدور في تنميتها والزود عنها ضد أية مخاطر في الوقت الحالي.