رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والجيش اللبناني في مدينة طرابلس

28-4-2020 | 23:32


 اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات من المتظاهرين في مدينة طرابلس وقوات الجيش اللبناني، مساء اليوم الثلاثاء، على خلفية الاحتجاجات التي تعم البلاد في إطار ما يُسمى بـ "ثورة الجوع" التي بدأت قبل يومين، في حين شهدت عدد المناطق الأخرى من بينها بيروت، أعمال شغب وحرق وتخريب طالت في معظمها البنوك والمؤسسات الاقتصادية والمالية.


وكانت المواجهات بين المتظاهرين والجيش اللبناني قد تجددت اليوم في مدينة طرابلس المعروفة بـ "عاصمة الشمال" واستمرت قرابة 5 ساعات، قبل أن يسود الهدوء المدينة عند وقت العصر، غير أنها عادت لتشتعل مرة أخرى مساء.


واستخدم المحتجون ومجموعات من مثيري الشغب كميات هائلة من الأحجار في رشق قوات الجيش اللبناني المتمركزة في طرابلس، ودارت عمليات كر وفر بين تلك المجموعات ووحدات القوات المسلحة، وقطع المتظاهرون عددا من الطرق في طرابلس باستخدام الإطارات المشتعلة، وعبر إضرام النيران في صناديق النفايات ووضعها في منتصف الشوارع.


كما استخدم المتظاهرون في طرابلس قنابل دخانية ومفرقعات وأسلحة نارية والزجاجات الحارقة (قنابل المولوتوف) ضد عناصر القوات المسلحة، التي لجأت بدورها إلى الرد باستخدام القنابل المسيلة للدموع والطلقات المطاطية، واستعانت بآليات عسكرية حربية لغلق بعض الشوارع وتأمين تحركاتها في مواجهة المتجمهرين ومثيري الشغب.


وتحولت شوارع طرابلس إلى ساحة اشتباك واسعة، حيث تقوم مجموعات المحتجين ومثيري الشغب الملثمين، بالتقدم تارة صوب أماكن تمركز قوات الجيش لرشقها بالحجارة والمفرقعات والتراجع تارة أخرى، فيما القوات تحتمي بالدروع التي بحوزتها والمخصصة لعمليات مكافحة الشغب، وتقوم برد الهجمات بما يتوافر لديها من قنابل مسيلة للدموع وطلقات مطاطية وتتحرك تحت غطاء منها صوب تلك المجموعات في سبيل حملهم على التفرق.


وبدت أثار التدمير الواسع والحريق في شوارع طرابلس التي امتلأت بالحجارة والأدوات التي استخدمها المحتجون في التعدي على وحدات القوات المسلحة، كما تعرضت العديد من السيارات الخاصة المملوكة للمواطنين وواجهات المحال والمؤسسات للتحطم والحرق جراء المواجهات العنيفة المستمرة.


وقامت مجموعات صغيرة من الجيش اللبناني بإعادة التمركز ومطاردة مثيري الشغب في الشوارع الفرعية في طرابلس، في محاولة لتفريقهم وإيقاف وتيرة الاعتداء على عناصر القوات المسلحة.


من جانبه، أعلن الصليب الأحمر اللبناني الدفع بـ 9 فرق لتقديم الإسعافات للمصابين جراء المواجهات المحتدمة، مشيرا إلى أنه جرى إسعاف 22 مصابا ونقل 4 جرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.


من ناحية أخرى، تجمهر محتجون أمام مقر مصرف لبنان المركزي بمنطقة الحمراء بالعاصمة بيروت، حيث قاموا بترديد الهتافات المناوئة للقطاع المصرفي معتبرين أنه أحد أسباب الأزمة المالية والاقتصادية التي يشهدها لبنان.


وتحركت مسيرة من أمام مقر المصرف المركزي لتجوب عدد من شوارع بيروت، قبل أن تعود مجددا إلى شارع الحمراء وتنضم إليها مجموعة من أخرى من المتظاهرين والأشخاص الغاضبين، حيث شرعوا فور عودتهم إلى إلقاء الحجارة على مبنى مصرف لبنان المركزي كما استخدموا المفرقعات والألعاب النارية في مواجهة المبنى.


وعزز الجيش اللبناني وقوات مكافحة الشغب التابعة لجهاز قوى الأمن الداخلي من تواجدهم في محيط مصرف لبنان، وقطعوا الطرق المحيطة به في محاولة لتقليص أعداد المتظاهرين ومنع انضمام أعداد أخرى إليهم، قبل أن تتدخل القوى الأمنية والعسكرية لمنع المحتجين من إلقاء الحجارة على المبنى.


كما تعرض عدد من فروع البنوك في بيروت لعمليات رشق بالحجارة في مناطق متفرقة، في حين قطع المتظاهرون مجموعة من الطرق الرئيسية في العاصمة ورددوا الهتافات المناهضة للقوى السياسية ومحملين إياها مسئولية التدهور الاقتصادي والمالي الحاد الذي تمر به البلاد.


من ناحية أخرى، هاجمت مجموعات من المحتجين فرع مصرف لبنان المركزي في مدينة صيدا (جنوبي لبنان) باستخدام عبوات مفرقعة وقنابل مولوتوف، ولاذوا بالفرار قبل أن تقوم قوات الجيش وعناصر مكافحة الشغب بالتصدي لهم ومطاردتهم.


وأقدم المتجمهرون على تحطيم واجهات عدد من البنوك في عدد المناطق بالمدينة وإلقاء قنابل المولوتوف بداخلها والهرب قبل ملاحقتهم من قبل القوى الأمنية والعسكرية.


كما شهدت مدينة صيدا أيضا تجمعات احتجاجية في عدد من مناطقها وقطع عدد من الطرق والشوارع، حيث ردد المتظاهرون الهتافات والشعارات المناهضة للقوى والسلطة السياسية، مؤكدين أن الضغوط المعيشية والتدهور في أوضاعهم الاقتصادية وحالة الفقر والعوز الشديد أجبرتهم على النزول إلى الشوارع والاحتجاج.


ويشهد لبنان موجة ثانية من التظاهرات الحاشدة احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية والتدهور البالغ في الأحوال المعيشية والغلاء الكبير جراء ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية بصورة كبيرة، حيث انطلقت تظاهرات قبل عدة أيام تحت شعار "ثورة الجوع".


وانطوت بعض التحركات الاحتجاجية على أعمال شغب وعنف، لاسيما في مدينة طرابلس، على نحو أسفر عن عشرات الإصابات في صفوف العسكريين والمتظاهرين، إلى جانب قيام مجموعات من مثيري الشغب بتحطيم وإحراق فروع عدد من البنوك والسيارات والمؤسسات والأنشطة التجارية والآليات العسكرية.