كورونا ليس وصمة.. خبراء يحذرون: اعتبار البعض الإصابة بالفيروس عارا سبب رئيسي في زيادة أعداد الوفيات وتهديد المجتمع.. ويجب الإسراع بإبلاغ الجهات المعنية بالإصابة لتجنب المضاعفات الخطيرة
حذر خبراء
من نظر البعض للإصابة بفيروس كورونا باعتبارها وصمة عار وهو الأمر الذي يعد أحد
الأسباب الرئيسية لزيادة أعداد الوفيات، موضحين أن 25% من الوفيات تكون قبل النقل
لمستشفيات العزل حيث أن اعتبار البعض الإصابة بالفيروس كوصمة يهدد المجتمع ويرفع
نسبة الوفيات، مؤكدين أن الإصابة ليست أمرا مخجلا فالفيروس وباء يهدد العالم أجمع
ونحو 85% من الإصابات تكون بسيطة ولا تتطلب العزل بالمستشفيات.
كانت الدكتورة
هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، قد عرضت الموقف الحالي لمستشفيات العزل، من حيث التجهيزات
والإمكانات والحالات الايجابية التي تقدم لها سبل العلاج، وقالت إن 25% من إجمالي الوفيات
تمت قبل النقل إلى مستشفى العزل، نظراً لوصولهم إلى المستشفى في حالة متأخرة.
أمر يهدد
المجتمع ويرفع نسبة الوفيات
قال الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن انتقال
فيروس كورونا بالعدوى سريعا من شخص لآخر يجعل الناس تخاف من بعضها البعض، حيث يتطلب
عدم الإصابة التباعد وترك مساحة لا تقل عن متر ونصف تقريبا، مضيفا إن المصاب بالعدوى
أصبح كأنه شبهة خشية انتقال العدوى للآخرين.
وأوضح في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن هذا جعل البعض يخفي إصابته لكي لا يتباعد عنهم الآخرين
ويخافوا منهم كأي مرض معدِ، مضيفا إن هذا جعل النظر للإصابة بكورونا كأنها وصمة أو
عار لأن الناس ستبتعد عنهم وتخاف منهم، وهذا أمر خطير للغاية لأن السكوت وإخفاء المرض
يجعله يتفشى بصورة كبيرة حيث سيستمر التعامل والاختلاط بالمصاب ما يؤدي للمزيد من الإصابات.
وأكد أن إخفاء
الإصابة وكأنها وصمة هو أمر يهدد المجتمع بأكلمه فلا بد أن يدرك الجميع أن الإخفاء
خطير على الأسرة والمحيطين، موضحا أن أحد طرق التعامل مع الإصابة بالفيروس سرعة الإبلاغ
لاتخاذ الإجراءات الصحية الملائمة، وخاصة أن هناك العديد من الحالات لا تنقل إلى مستشفى
العزل فورا بل تخضع للرعاية والملاحظة المنزلية وإذا ثبت احتياجها لإجراءات أكثر أو
رعاية مركزة تنقل إلى مستشفى العزل.
وأشار إلى
أن نحو 85% من الإصابات بكورونا بسيطة أما من 10% إلى 15% فقط هي الحالات التي قد تحتاج
إلى الذهاب إلى المستشفى، مضيفا إن الحالات البسيطة تعالج في المنزل بشرط الالتزام
بالوقاية وعزل المصاب بعيدا عن بقية أفراد الأسرة وتخصيص أدوات له فقط والتطهير المستمر.
وأكد أن سبب
وجود نحو 25% من الوفيات قبل النقل إلى مستشفى العزل هو إخفاء الإصابة، لأن النقل إلى
المستشفى في وقت مبكر يجنب تدهور الحالة وحدوث مضاعفات تؤدي إلى الوفاة، مضيفا إن الإخفاء
سيضر المريض والمحيطين به، فأزمة كورونا تطلب الوضوح وعدم الإخفاء وسرعة إبلاغ الجهات
المعنية لتأخذ الإجراءات اللازمة للمريض وللأسرة.
وأضاف إن الشعب
المصري كان يتعامل مع أمراض مزمنة قديمة أيضا بصفتها وصمة مثل السل والجذام فكانوا
يخفون الإصابة وكذلك السرطان رغم أنه غير معدي، مؤكدا أنه من حق المجتمع أن يتم الإبلاغ
بالإصابة لأنه وباء سريع الانتشار لا يجوز الإخفاء لأن ذلك يؤذي المجتمع أجمع والمحيطين
بالمصاب.
الإصابة بكورونا
ليس أمرا مخجلا
وقال عبد المنعم
شهاب، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن فيروس كورونا ليس وصمة أو عار لكي يخفيه من
يتعرض للإصابة، فهو مرض كأي مرض، مطالبا بضرورة توعية المواطنين بذلك والعمل على تغيير
هذه الثقافة المجتمعية والنظرة الخاطئة للإصابة والتي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وأوضح شهاب،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كورونا ليس وصمة عار وأصيب به عدد كبير من
الأشخاص على مستوى العالم ومن أبرزهم رئيس وزراء بريطانيا والذي تعافى منه وعاد لمهام
عمله وغيره من القيادات، فهو لا يرتبط بغنى أو فقر أو قوة أو ضعف، وإنما فيروس يهدد
العالم أجمع.
وأشار إلى
أن وجود أمراض مزمنة لدى عدد من المواطنين يؤدي إلى زيادة أعداد الوفاة، فضلا عن النظرة
للإصابة بأنها أمرا مخجلا ما يجعل الناس يتأخرون في الذهاب إلى المستشفيات بما يؤدي
لحدوث مضاعفات خطيرة، مضيفا إن الفيروس غير معروف حتى الآن مداه الزمني متى سينتهي
ومتى سيصبح هناك علاجا له بما يتطلب الالتزام بعدة إجراءات.
وأكد أنه يجب
الحفاظ على التباعد الاجتماعي والالتزام بترك مسافة آمنة في التعامل مع الآخرين والحذر
في التواجد بالأماكن المزدحمة واستخدام أدوات الوقاية بشكل منتظم، ومراعاة الإجراءات
الوقائية في أماكن العمل وغيره من المنشآت الخدمية، وهو ما حددته الحكومة في إطار خطة
التعايش مع كورونا لأن الأزمة لا يمكن توقع متى ستنتهي.
سبب رئيسي
في زيادة أعداد الوفيات
ومن
جانبه، قال عصام الدين القاضي، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن أحد الأسباب الرئيسية
في ارتفاع أعداد الوفيات بفيروس كورونا هي اعتبار البعض الإصابة بالفيروس بأنها وصمة
عار يخفيها عن الجميع، فيتعامل مع الإصابة كأنه إصابة بأنفلونزا عادية ويتجاهل إجراءات
الوقاية أو الاكتشاف المبكر للإصابة لكي لا يعرف أحدا إصابته بالفيروس.
وأوضح في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن كورونا فيروس سريع الانتشار ويجب الانتباه لضرورة الوقاية
والعزل وسرعة الكشف، لأنه إذا تمكن من الشخص فإن نسب شفائه تقل، موضحا أن الإعلام عليه
دور كبير في التوعية بتغيير هذه النظرة والامتثال لتعليمات وزارة الصحة، فهو كأي مرض
ويجب الإسراع والتعجيل بالكشف تجنبا للوصول للمراحل الأخيرة من التدهور في الحالة.
وأكد أن بعض
المصريين لم يلتزموا بالتعليمات الوقائية فلا يزالون يتكدسون في الأسواق والشوارع ويصرون
على إقامة سرادقات العزاء وصلوات الجماعة فوق أسطح البيوت والعقارات وما شابه، وهي
كلها سلوكيات خاطئة ويجب التوعية بخطورتها، والتشديد على ضرورة عدم التهاون مع هذا
الفيروس لأن الاستهتار له عواقب وخيمة.
الالتزام
بالتباعد
فيما قال الدكتور مجدي مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب،
إن البعض يعتبر كورونا عارا ويبتعد عن الآخرين خوفا من الإصابة والعدوى لأنه مصدر خطورة
على صحتهم، مضيفا إن المصابين بالفيروس يكونون في حاجة ماسة للرعاية الصحية العاجلة
ويجب عليهم التوجه إلى المستشفى في أقرب وقت.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المصاب بكورونا
يكون في أشد الحاجة للرعاية ويحتاج إلى من ينقذه، مضيفا إن هناك نحو 25% من الوفيات
بالفيروس تتوفى قبل الوصول إلى مستشفيات العزل وهذا يرجع لأسباب عديدة، لأن أعراض الإصابة
لا تزال حتى اليوم تتغير وليس سهلا تحديد أعراضها الحقيقية.
وأشار إلى أن الأعراض قد تبدأ باضطرابات في المعدة أو صداع
أو التهاب في الحلق أو ارتفاع بالحرارة فقط، موضحا أن الدولة قامت بالإجراءات اللازمة
للحد من انتشار الفيروس بشكل واسع ويتبقى فقط زيادة أعداد الاختبارات والتحاليل للاكتشاف
المبكر للإصابات.
وأكد أن المواطنين عليهم واجب في هذه الأزمة لأنهم لا يزالون
يتهاونون مع الإصابة، فلا يعني الالتزام بالحظر في الفترة الليلية أن تشهد ساعات النهار
هذا التكدس والتزاحم وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية، فيجب الحفاظ
على هذا التباعد بالنهار في وسائل النقل والأماكن العامة والمنشآت الخدمية وغيرها.
وشدد على ضرورة الحفاظ على المسافة الآمنة بنحو متر ونصف
على الأقل في كل مكان وفي أي وقت، لأن التزاحم في الأسواق والشوارع مرعب، فالمواطنين
لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس.