الإصابة بـ"كورونا" ليست عارًا.. مايسة عطوة: محو الصورة السلبية مسئولية وسائل الإعلام.. وأستاذ علم اجتماع: التغاضي عن نشر الوعي الصحيح يزيد من سرعة انتشار الوباء
تزامنا مع
ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا في مصر، يرفض البعض الكشف عن إصابتهم
بالفيروس، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية، وبالتالي تزايد أعداد الوفيات، وهو ما
كشفت عنه وزارة الصحة، حيث أشارت إلى 25% من إجمالي الوفيات بفيروس كورونا تمت قبل
النقل إلى مستشفى العزل، نظراً لوصولهم إلى المستشفى في حالة متأخرة.
وطالب نواب وخبراء
علم الاجتماع الإعلام بتوضيح الصورة الصحيحة لمرضي كورونا، ورفع درجة الوعي لدى
المواطنين والتأكيد علي دورهم في مساعدة الدولة والحكومة التي تقوم بواجبها .
فمن جانبها، قالت
النائبة مايسة عطوة، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن دور الإعلام في
أزمة كورونا اختلف الآن عن بداية انتشار المرض خاصة مع توجيهات الدولة بالاهتمام
بتوعية ومكافحة انتشاره.
وأضافت
"عطوة" في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم" أنه يجب علي الإعلام
التوضيح أن الإصابة بفيروس كورونا مثل الإصابة بالأنفلونزا، مشيرة إلى أن
الإحصائيات العالمية كشفت أن أعداد الوفيات بسبب الأنفلونزا العادية سنويا قريبة
من معدلات وفيات كورونا.
وتابعت: يجب علي
الإعلام توضيح أن كورونا مرض عادي وأن التعامل معه بشكل عادي ووقائي، مستنكرة
التعامل مع المصابين كأنهم وصمة عار في المجتمع.
وأشارت عضو مجلس
النواب إلى أن وزارة الإعلام تعمل علي التوعية بطريقة صحيحة وتوضيح كيفية النظافة
السليمة، مشيرة إلى أن وجود وزير على رأس منظومة الإعلام جاء في توقيت صحيح لدعم
الجهود الوطنية.
وطالبت
"عطوة" وسائل الإعلام بتقليل خوف بعض المصابين من إجراءات العزل والحجر
الصحي، وإمكانية الشفاء دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفيات، مشيرة إلى أنه يجب
توضيح للمواطنين ضرورة التعايش مع الفيروس والمصابين به مع اتخاذ الإجراءات
الاحترازية والوقائية.
ومن جانبه قال
الدكتور محمد عبدالرحمن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن وسائل الاعلام مقصرة
في توضيح صورة كورونا بشكل اجتماعي.
وأضاف
"عبدالرحمن" في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم" أن الإعلام يتناول
المرض بشكل سياسي والإحصائيات اليومية كالوفيات والإصابات الجديدة ونسبة الشفاء،
والآثار المترتبة عليه..
وطالب أستاذ علم
الاجتماع من وسائل الإعلام تغيير أفكارها، مؤكدا أن أزمة انتشار فيروس كورونا
أحدثت تأثيرات عالمية كبيرة، وكشفت عن سوءات كثيرة تحتاج إلى تغيير.
وأوضح
"عبدالرحمن" ضرورة إعلام المواطنين بكيفية تغسيل المتوفى بالمرض وكذلك
طرق دفنه بطريقة صحيحة، مشيرا إلى أنه يجب توعية الاهل بضرورة الإبلاغ عن الحالات
المصابة.
وكشف الأستاذ
بجامعة عين شمس أن هناك بعض الأهالي يتكتمون علي الإصابة حتي يتوفى المواطن ويتم
دفنه بطريقة خاطئة مما يتسبب في انتشار الفيروس، مشيرا إلى أنه يجب توضيح أن المرض
ليس وصمة عار.
ولفت عبد الرحمن
إلى أن توضيح المفاهيم سيجبر المواطنين علي الإبلاغ السريع، مشيرا إلى أن بعض
العمال وأصحاب المهن يرفضون البلاغ خوفا من قطع رزقهم او إيقافه وخوف المواطنين من
التعامل معه.
وحذر أستاذ علم
الاجتماع من خطورة الاستمرار بتلك الطريقة في التناول الإعلامي دون نشر الوعي
الديني والاجتماعي والعلمي الصحيح للتعامل مع الفيروس كأنه مرض عادي، مشيرا إلى أن
ذلك سوف يؤدي إلى انتشار الفيروس بطريقة أسرع وأكثر.