تواصلت خسائر شركتي النصر للملاحات والمكس للملاحات التابعتين للشركة القابضة للصناعات الكيماوية دون بارقة أمل بحلها الأمر الذي هدد من استمرار عمل الشركتين في استخراج الملح رغم تحقيق القطاع الخاص لمكاسب بالملايين حتى خرجت الجمعية العامة للشركة القابضة خلال 2016 بدراسة دمج كلتا الشركتين في كيان واحد لمواجهة نزيف الخسائر المستمر.
أشار تقريري الجهاز المركزي للمحاسبات عن شركتي النصر والمكس للملاحات أن الجهاز لم يواف بأي قرار من اللجنة المشكلة بقرار الجمعية العامة رقم 58 لسنة 2016 ببحث مقترح دمج شركتي المكس للملاحات والنصر للملاحات وبالتالي لم يتم تحديد ووضع آليات التنفيذ المقترحة وحتى الآن، لم يتم الانتهاء من أعمال اللجنة الأمر الذي يحول دون إنقاذ الشركتين وتعظيم العائد على المال المستثمر.
أكدت المهندسة سامية زين العابدين رئيس مجلس إدارة شركة النصر للملاحات، أن الشركة تعانى من العديد من المشاكل والتي تهدد الشركة بشكل كبير في مقدمتها القرض الخاص ببنك الاستثمار القومي 110 مليون جنيه وبعد إعادة احتساب الفوائد على القرض من قبل البنك في 30-6-2016 ارتفع إلى 2.6 مليار جنيه، بالإضافة إلى 89.50 مليون جنيه مديونية مستحقه على شركة المكس.
وأشارت إلى أنه توقف العمل بملاحة سبيكة والذي يمثل إنتاجها 75% من إنتاج الشركة وانخفاض المبيعات المحلية نتيجة الظروف السائدة بشمال سيناء والتي أثرت على عمليات نقل المنتجات، كذلك انخفاض التصدير من ميناء العريش نظرا للحالة الأمنية هناك، وانخفاض ساعات الشحن بالميناء مما أدى إلى عزوف السفن عن الشحن من ميناء العريش بسبب زيادة تأمين المخاطر على السفن.
وأوضحت أن البنية الأساسية لملاحة برج العرب للتلف نتيجة غرق الملاحة بمياه الصرف الزراعي، وقد قدرت خسائرها بأكثر من 80 مليون جنيه لإعادتها لما كانت عليه، لافتة إلى أن تكلفة إعادة جسور الملاحة لطبيعتها يحتاج نحو 5 ملايين جنيه خاصة أن حالتها جيدة ولم تتلوث.
وأضافت زين الدين، أن الشركة تعانى بشكل كبير نتيجة وجود مخزون تام يصعب تسويقه نتيجة طول انتظار السيارات على معديات قناة السويس وتنتظر بالأسبوع كما تواجه تحديات أخرى نتيجة اكتشاف الملح الصخري بكميات هائلة بسيوه إلى جانب الإنتاج المتزايد من الملاحات بشمال سيناء، مما أدى إلى إغراق السوق بكميات كبيرة وزيادة المعروض مما اثر على تسويق الملح محليا وخارجيا وانخفاض حاد في أسعاره.
المهندس علاء محمود الشريف رئيس مجلس إدارة شركة المكس للملاحات، أكد أن الشركة تستهدف تحقيق 160.3 مليون جنيه إيرادات العام المالي 2017-2018، وأضاف أنه تم تحقيق 145.5 مليون جنيه إيرادات فعلية خلال النصف الأول من العام الحالي، لافتا أن الشركة تستهدف مجمل ربح 25.5 مليون جنيه، وقال إنه تم بالفعل تحقيق 20.3 مليون جنيه أرباح خلال النصف الأول من العام الحالي.
وأوضح أنه على الرغم من ذلك إلا أن الشركة تعانى من بعض المعوقات التي قد تحول دون تحقيق المرجو، مضيفا أنه يجرى حاليا دراسة محافظ الإسكندرية لأعمال توسعت لطريق المحور، الأمر الذي سيؤدى إلى تقليص حجم الملاحات وبالتالي سيخفض الطاقة الإنتاجية بملاحة المكس، هذا بالإضافة إلى المنافسة الشرسة نتيجة ظهور العديد من ملاحات القطاع الخاص والمنتشرة والتي تتميز بانخفاض تكلفتها مما يجعلها منافس قوى بالإضافة إلى انخفاض معدلات التصدير للخارج نتيجة لانخفاض جودة المنتج بملاحة سيوة.