التجمعات البدوية بسيناء.. بيوت متكاملة لاستقرار الأهالي.. خبراء: تحقق التنمية والاستقرار للأسر.. وتنمية أرض الفيروز أمن قومي وتكمل المسار الأمني للقضاء على الإرهاب
وصف خبراء
عسكريون تنمية سيناء بأنها أمن قومي، مؤكدين أن الدولة المصرية وضعت هذا الملف على
رأس أولوياتها لأن عمليات التنمية تكمل المسار الأمني للقضاء على الإرهاب، وأن المشروعات
التنموية تشمل كافة المجالات الصناعية والزراعية والمعدنية وكذلك السكنية عبر
إنشاء التجمعات البدوية والتي تستهدف توطين الأسر وتحقيق الاستقرار لأهالي سيناء.
وشهدت سيناء خلال السنوات الست الماضية
إنشاء مجموعة كبيرة من التجمعات البدوية، بتكلفة بلغت نحو 6 مليارات جنيه، لقرابة
2000 أسرة بمحافظتي شمال وجنوب سيناء.
كان
الرئيس السيسي قد عقد اجتماعا أمس، لاستعراض الموقف التنفيذي لمشروعات تنمية محافظة
شمال سيناء، خاصةً إقامة التجمعات البدوية السكنية، وكذا تطوير بحيرة البردويل لتنمية
واستغلال ثروتها السمكية، إلى جانب إنشاء مجمع متكامل لقرى الصيادين بهدف رعايتهم اجتماعياً
وتوفير الخدمات اللازمة لهم.
ووجه الرئيس
بمواصلة جهود التنمية بمفهومها الشامل في شبه جزيرة سيناء، خاصةً من خلال الاهتمام
بالتجمعات البدوية السكنية، والتي ستساهم في إعادة تنظيم السكن في المنطقة في إطار
التخطيط العمراني الذي تقوم به الدولة بشكل مدروس ومكتمل الخدمات، فضلاً عن زيادة الرقعة
العمرانية والمجتمعية في سيناء، وتوفير فرص العمل للشباب.
تنفيذ 312
مشروعا بشمال سيناء
وفي هذا
السياق، قال اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، إن الدولة تضع سيناء
في بؤرة الاهتمام لأنها بمثابة أمن قومي، وكان التركيز على المشروعات الصناعية والزراعية
والسكنية والثروة السمكية والمعدنية وكذلك التجمعات البدوية كأحد أنماط المشروعات السكنية
وكذلك إنشاء شبكة كبيرة من الطرق.
وأوضح في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن سيناء تشمل 118 مادة محجرية يمكن استغلالها بطرق اقتصادية
لتنمية الثروة المعدنية المصرية، فبها احتياطيات تكفي لنحو مائة عام، لذلك تم إنشاء
مجمع الجفجافة لصناعة الرخام والجرانيت والزجاج، لأن الرمل الزجاجي هناك جودته
99.9%.
وأشار إلى
أن سيناء فيما يخص مجال الاستزراع واستصلاح الأراضي بها مصادر مياه من ترعة السلام
وترعة بحر البقر ويمكن استصلاح نحو مليون فدان، بالإضافة إلى الأراضي التي يمكن زراعتها
على الآبار والمياه الجوفية، مضيفا إن سيناء بقعة غالية من الوطن وفي بؤرة اهتمام الدولة.
وأكد أن الرئيس
عبد الفتاح السيسي يهتم بتنمية سيناء كلها، وشمال سيناء شهدت تنفيذ نحو 312 مشروعا
بتكلفة 195 مليار جنيها لتوفير فرص عمل للشباب حتى لا يتم استقطابهم من قبل الجماعات
التكفيرية، موضحا أنه تم إنفاق 600 مليار جنيها على مشروعات في شمال وجنوب سيناء مثل
الأنفاق الخمسة في قناة السويس ومشروع تنمية محور قناة السويس وعددا من الموانئ والمطارات
بما يحمي الأمن القومي.
وأضاف إن الرئيس
السيسي عقدا اجتماعا أمس لتأكيد سرعة إنجاز المشروعات في شمال سيناء، حيث أن المشروعات
تلك تسهم في توطين 3.5 مليون مواطن من الوادي والدلتا في سيناء، موضحا أن التجمعات
البدوية في سيناء تقوم على تخصيص بيت للمواطن ملحق به قطعة أرض زراعية مساحتها 5 أفدنة
لتوطين هؤلاء البدو في أماكنهم دون الترحال من مكان لآخر.
تنمية
سيناء أمن قومي
ومن
جانبه، قال اللواء أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن تنمية
سيناء أمن قومي، حيث أن استراتيجية القضاء على الإرهاب لها مساران أحدهما أمني والآخر
تنموي، موضحا أن الدولة حريصة على أعمال التنمية في سيناء حيث تم إنفاق نحو 600 مليار
جنيه على المشروعات هناك مثل الأنفاق والمشروعات الصناعية والزراعية وشبكة الطرق لتنميتها
وربطها بكافة أنحاء الجمهورية.
وأوضح في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن مساحة سيناء تقدر بنحو سدس مساحة مصر، نحو 60 ألف كيلومتر
مربع، وتنميتها هدف رئيسي للقيادة السياسية، مؤكدا أن سيناء غنية بالثروات والمعادن
ويمكنها جذب جزء كبير من سكان الوادي للحياة والاستقرار هناك بعد هذه الطفرة التنموية
والمشروعات في كافة المجالات.
وأكد أن من
بين المشروعات التي تنفذها الدولة إقامة تجمعات بدوية، تشمل بيتا سكنيا وأرضا للزراعة
ومصدرا للمياه، إلى جانب إنشاء مجمعات صناعية فضلا عن الجامعات الخاصة والحكومية التي
يجري إنشاؤها، موضحا أن هناك أيضا محطات لتحلية المياه وتوفير مصادر مياه نقية لهذه
التجمعات البدوية.
وأضاف إن الجماعات
المتطرفة تستغل غياب التنمية أو البطالة لاستقطاب عناصر جديدة، وبلا شك ستساعد هذه
المشروعات في القضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب وخلق فرص عمل جديدة للشباب وتحقيق
الاستقرار لأهالي سيناء.
الاستقرار
لأهالي سيناء
فيما قال اللواء
علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا، إن سيناء
عانت طوال سنوات من التهميش وغياب التنمية، وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتم
بهذا الملف بشكل كبير، مضيفا أن سيناء شهدت الكثير من المشروعات التنموية كإقامة التجمعات
البدوية وحفر الآبار وإنشاء مساكن ملائمة للبيئة البدوية لتوطين الأهالي.
وأكد عز الدين
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أهالي سيناء يعتمدون على الترحال، وجاءت التجمعات
البدوية لتحقيق الاستقرار عبر إنشاء مدارس ووحدات صحية ومصادر للمياه والأغذية، مضيفا
أن هذه التجمعات وتوطينها يحقق الاستفادة بهذه القوة البشرية والاستقرار لهم.
وأضاف أن هناك
مشروعات لإقامة مصانع للأسمنت والرخام، كما أن الدولة شجعت المستثمرين لبدء إنشاء مشروعات
تنموية في سيناء، وكذلك تنمية محور قناة السويس شرق القناة داخل سيناء، موضحا أن هذا
يسير بالتزامن مع الحرب على الإرهاب عسكريا وأمنيا.
وأشار إلى
أن مشروع المليون ونصف فدان يتم تنفيذ جزء منه في سيناء، كما أن مشروع سحارة سرابيوم
يقوم على توصيل المياه لوسط سيناء الذي يضم نحو من 300 ألف فدان قابلين للزراعة في
منطقة وادي العريش، بالإضافة إلى مناطق أخرى، ووصول المياه لوسط سيناء يزيد من فرص
الزراعة.
وأكد أن هذه
التجمعات والزراعة وتوفير مصادر المياه يؤدي لتحقيق الاستقرار في حياة أهالي سيناء
عبر الاستقرار الاجتماعي، مضيفا أن جماعات الإرهاب كانت تعتمد على أن سيناء أرض خالية
وكثافتها السكانية ضعيفة، لكن المشروعات التنموية وإجراءات الدولة ساهمت في تحقيق الاستقرار
وحماية الأمن القومي، وحماية الشباب.